nindex.php?page=treesubj&link=7879وأقل ما يجب على المسلمين أن يجاهدوا عدوهم في كل عام مرة ، وإن تركوه أكثر من ذلك فقد عصوا الله ورسوله ، واستحقوا العقوبة ، وكذلك إذا تقاعدوا حتى يطأ العدو أرض الإسلام . والتجربة تدل على ذلك ، فإنه لما كان المسلمون يقصدونهم في تلك البلاد لم يزالوا منصورين ، وفي نوبتي
حمص الأولى والثانية لما مكنوهم من دخول البلاد كاد المسلمون في تلك النوبة أن ينكسروا لولا أن ثبت الله ، وجرى في هذه المدة ما جرى . وما قصدهم المسلمون قط
[ ص: 304 ] إلا نصروا ، كنوبة
عين جالوت والفرات والروم ، ونحن نرجو أن يستأصلهم الله تعالى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فإن البشارات متوفرة على ذلك .
وقد حدثنا أبي رحمه الله أنه كان عندهم كتاب عتيق وقف عليه من أكثر من خمسين سنة قبل مجيء
التتار إلى
بغداد ، وهو مكتوب من سنين كثيرة ، وفي آخره :
والتتار يقلعهم المصريون . وقد رأى المسلمون أنواعا من المبشرات بنصر الله ورسوله ، وهذا شك منه إن شاء الله .
وليست هذه النوبة كتلك ، فإن تلك المرة كان فيها أمور لا يليق ذكرها عفا الله عنها ، وما فعله الله بالمسلمين كان أحمد في حقهم .
ثم لا شك أن
nindex.php?page=treesubj&link=29677الله ينصر دينه وينتقم من أعدائه ، وقد قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=5سيهديهم ويصلح بالهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=6ويدخلهم الجنة عرفها لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=7يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
nindex.php?page=treesubj&link=7879وَأَقَلُّ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُجَاهِدُوا عَدُوَّهُمْ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً ، وَإِنْ تَرَكُوهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَاسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ ، وَكَذَلِكَ إِذَا تَقَاعَدُوا حَتَّى يَطَأَ الْعَدُوُّ أَرْضَ الْإِسْلَامِ . وَالتَّجْرِبَةُ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَقْصِدُونَهُمْ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ لَمْ يَزَالُوا مَنْصُورِينَ ، وَفِي نَوْبَتَيْ
حِمْصَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ لَمَّا مَكَّنُوهُمْ مِنْ دُخُولِ الْبِلَادِ كَادَ الْمُسْلِمُونَ فِي تِلْكَ النَّوْبَةِ أَنْ يَنْكَسِرُوا لَوْلَا أَنْ ثَبَّتَ اللَّهُ ، وَجَرَى فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ مَا جَرَى . وَمَا قَصَدَهُمُ الْمُسْلِمُونَ قَطُّ
[ ص: 304 ] إِلَّا نُصِرُوا ، كَنَوْبَةِ
عَيْنِ جَالُوتٍ وَالْفُرَاتِ وَالرُّومِ ، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَسْتَأْصِلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَإِنَّ الْبِشَارَاتِ مُتَوَفِّرَةٌ عَلَى ذَلِكَ .
وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ كِتَابٌ عَتِيقٌ وَقَفَ عَلَيْهِ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً قَبْلَ مَجِيءِ
التَّتَارِ إِلَى
بَغْدَادَ ، وَهُوَ مَكْتُوبٌ مِنْ سِنِينَ كَثِيرَةٍ ، وَفِي آخِرِهِ :
وَالتَّتَارُ يُقْلِعُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ . وَقَدْ رَأَى الْمُسْلِمُونَ أَنْوَاعًا مِنَ الْمُبَشِّرَاتِ بِنْصِرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَهَذَا شَكٌّ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَلَيْسَتْ هَذِهِ النَّوْبَةُ كَتِلْكَ ، فَإِنَّ تِلْكَ الْمَرَّةَ كَانَ فِيهَا أُمُورٌ لَا يَلِيقُ ذِكْرُهَا عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ، وَمَا فَعَلَهُ اللَّهُ بِالْمُسْلِمِينَ كَانَ أَحْمَدَ فِي حَقِّهِمْ .
ثُمَّ لَا شَكَّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29677اللَّهَ يَنْصُرُ دِينَهُ وَيَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِهِ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهُ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=5سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=6وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=7يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ .