مسألة من كلام الشيخ
تقي الدين ابن تيمية في
nindex.php?page=treesubj&link=31971_29009قوله تعالى عن سليمان عليه السلام: nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب [ص: 35]. وسليمان كان منزها عن الدنيا لم يتناول منها شيئا، فلم تمنى الملك؟
الجواب: الحمد لله.
قد قيل: إن
سليمان -عليه السلام- إنما سأل ذلك معجزة وآية لنبوته، كما أن من الأنبياء من كانت آيته الناقة، ومنهم من كانت آيته العصا، والحية، وفلق البحر، وغير ذلك. ومنهم من كانت آيته إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وغير ذلك. فكذلك آية سليمان هي الملك.
وقيل: إن
سليمان سأل ذلك ليتمكن به من طاعة الله تعالى.
وقيل: إن ذلك من باب المباح إذا لم يكن فيه معصية، كما أن نبينا
[ ص: 278 ] صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون عبدا رسولا، وبين أن يكون ملكا نبيا، فاختار أن يكون عبدا نبيا، وهذا أعلى. وسليمان اختار أن يكون نبيا ملكا، قيل له فيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=39هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب [ص: 39]. فهذا جائز والأول أفضل، وهي حال نبينا صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
* * *
مَسْأَلَةٌ مِنْ كَلَامِ الشَّيْخِ
تَقِيِّ الدِّينِ ابْنِ تَيْمِيَةَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31971_29009قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [ص: 35]. وَسُلَيْمَانُ كَانَ مُنَزَّهًا عَنِ الدُّنْيَا لَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، فَلِمَ تَمَنَّى الْمُلْكَ؟
الْجَوَابُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ.
قَدْ قِيلَ: إِنَّ
سُلَيْمَانَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- إِنَّمَا سَأَلَ ذَلِكَ مُعْجِزَةً وَآيَةً لِنُبُوَّتِهِ، كَمَا أَنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ كَانَتْ آيَتُهُ النَّاقَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَتْ آيَتُهُ الْعَصَا، وَالْحَيَّةَ، وَفَلْقَ الْبَحْرِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَتْ آيَتُهُ إِحْيَاءَ الْمَوْتَى، وَإِبْرَاءَ الْأَكْمَهِ وَالْأَبْرَصِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. فَكَذَلِكَ آيَةُ سُلَيْمَانَ هِيَ الْمُلْكَ.
وَقِيلَ: إِنَّ
سُلَيْمَانَ سَأَلَ ذَلِكَ لِيَتَمَكَّنَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَقِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْمُبَاحِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَعْصِيَةٌ، كَمَا أَنَّ نَبِيَّنَا
[ ص: 278 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُيِّرَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا رَسُولًا، وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا نَبِيًّا، فَاخْتَارَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا، وَهَذَا أَعْلَى. وَسُلَيْمَانُ اخْتَارَ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا، قِيلَ لَهُ فِيهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=39هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ص: 39]. فَهَذَا جَائِزٌ وَالْأَوَّلُ أَفْضَلُ، وَهِيَ حَالُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
* * *