مطلب : في استحباب
nindex.php?page=treesubj&link=18198_18200تحريك المستأذن نعليه وإظهار حسه .
( و ) يستحب للمستأذن ( تحريك نعليه ) تثنية نعل وهي مؤنثة التي تلبس في المشي . قال في النهاية : وتسمى الآن تاسومة ، وفي الخبر {
أن رجلا شكا إليه صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار فقال : يا خير من يمشي بنعل فرد } ، وصفها بالفرد ، وهو مذكر ; لأن تأنيثها غير حقيقي .
والفرد هي التي لم تخصف ولم تطارق وإنما هي طاق واحد .
والعرب تمدح برقة النعال وتجعلها من لباس الملوك يقال نعلت وانتعلت إذا لبست النعل وانتعلت الخيل .
ومنه الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11956إن غسان تنعل خيلها } .
( و ) يستحب للمستأذن أيضا ( إظهار حسه ) بكسر الحاء المهملة الحركة وأن يمر بك قريبا فتسمعه ، ولا تراه كالحس والصوت كما في القاموس .
والمراد - والله أعلم - إتيان شيء من تحريك نعل أو نحنحة أو صوت كما مر في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام رضي الله عنه ، وذلك لئلا يرى أمرا يكرهه الداخل أو أهل المنزل ، ولأنه ربما أفضى إلى الشحناء بين الأهل ; لأنه قد يرى من عوراتهم ما لا يحب ، فإذا حرك نعله أو تنحنح أو أظهر حسه انتفى ذلك .
وقالت
زينب امرأة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما : كان
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله إذا
[ ص: 315 ] دخل تنحنح وصوت . مختصر من حديث طويل .
فينبغي لكل مكلف إظهار حسه ( ل ) أجل ( دخلته ) لكل دخلة ( حتى ) يفعل ذلك من تحريك نعله وإظهار حسه ( ل ) دخول منزله على امرأته وأمته ، فلا يختص ذلك بدخوله على الأجانب .
وقوله ( اشهد ) فعل أمر من الإشهاد وحرك بالكسر للقافية ، أي أعلم ذلك وأشهده ولا تتوقف فيه . وقد مر أن يستأذن ، قال يحرك نعله إذا دخل . وقال إذا دخل على أهله تنحنح .
وقال
ابن أبي موسى رحمه الله ورضي عنه : يستحب لمن دخل منزله أن يقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ويسلم على أهل بيته إذا دخل يكثر خير بيته .
وفي
الترمذي وحسنه عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43390يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تكون بركة عليك وعلى أهل بيتك } .
وروى
أبو داود عن
أبي مالك الأشعري مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10679إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا ، ثم يسلم على أهله } .
وأخرج
أبو داود أيضا بإسناد جيد عن
أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17155ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل : رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله ، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل } قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : ضامن على الله معناه مضمون فاعل بمعنى مفعول ، يريد كل واحد منهم .
قال : وقوله دخل بيته بسلام يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يسلم إذا دخل منزله كما قال تعالى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة } .
والثاني : أن يكون أراد أن يلزم البيت طلبا للسلامة من الفتن ، يرغب بذلك في العزلة ويأمر بإقلال الخلطة ، والله أعلم .
مَطْلَبٌ : فِي اسْتِحْبَابِ
nindex.php?page=treesubj&link=18198_18200تَحْرِيكِ الْمُسْتَأْذِنِ نَعْلَيْهِ وَإِظْهَارِ حِسِّهِ .
( وَ ) يُسْتَحَبُّ لِلْمُسْتَأْذِنِ ( تَحْرِيكُ نَعْلَيْهِ ) تَثْنِيَةُ نَعْلٍ وَهِيَ مُؤَنَّثَةً الَّتِي تُلْبَسُ فِي الْمَشْيِ . قَالَ فِي النِّهَايَةِ : وَتُسَمَّى الْآنَ تَاسُومَةَ ، وَفِي الْخَبَرِ {
أَنَّ رَجُلًا شَكَا إلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدٍ } ، وَصَفَهَا بِالْفَرْدِ ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ ; لِأَنَّ تَأْنِيثَهَا غَيْرُ حَقِيقِيٍّ .
وَالْفَرْدُ هِيَ الَّتِي لَمْ تُخْصَفْ وَلَمْ تُطَارَقْ وَإِنَّمَا هِيَ طَاقٌ وَاحِدٌ .
وَالْعَرَبُ تَمْدَحُ بِرِقَّةِ النِّعَالِ وَتَجْعَلُهَا مِنْ لِبَاسِ الْمُلُوكِ يُقَالُ نَعَلْت وَانْتَعَلْت إذَا لَبِسْت النَّعْلَ وَانْتَعَلَتْ الْخَيْلُ .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11956إنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ خَيْلَهَا } .
( وَ ) يُسْتَحَبُّ لِلْمُسْتَأْذِنِ أَيْضًا ( إظْهَارُ حِسِّهِ ) بِكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ الْحَرَكَةِ وَأَنْ يَمُرَّ بِك قَرِيبًا فَتَسْمَعَهُ ، وَلَا تَرَاهُ كَالْحِسِّ وَالصَّوْتِ كَمَا فِي الْقَامُوسِ .
وَالْمُرَادُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - إتْيَانُ شَيْءٍ مِنْ تَحْرِيكِ نَعْلٍ أَوْ نَحْنَحَةٍ أَوْ صَوْت كَمَا مَرَّ فِي كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَذَلِكَ لِئَلَّا يَرَى أَمْرًا يَكْرَهُهُ الدَّاخِلُ أَوْ أَهْلُ الْمَنْزِلِ ، وَلِأَنَّهُ رُبَّمَا أَفْضَى إلَى الشَّحْنَاءِ بَيْنَ الْأَهْلِ ; لِأَنَّهُ قَدْ يَرَى مِنْ عَوْرَاتِهِمْ مَا لَا يُحِبُّ ، فَإِذَا حَرَّكَ نَعْلَهُ أَوْ تَنَحْنَحَ أَوْ أَظْهَرَ حِسَّهُ انْتَفَى ذَلِكَ .
وَقَالَتْ
زَيْنَبُ امْرَأَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ إذَا
[ ص: 315 ] دَخَلَ تَنَحْنَحَ وَصَوَّتَ . مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ .
فَيَنْبَغِي لِكُلِّ مُكَلَّفٍ إظْهَارُ حِسِّهِ ( لِ ) أَجْلِ ( دَخْلَتِهِ ) لِكُلِّ دَخْلَةٍ ( حَتَّى ) يَفْعَلَ ذَلِكَ مِنْ تَحْرِيكِ نَعْلِهِ وَإِظْهَارِ حِسِّهِ ( لِ ) دُخُولِ مَنْزِلِهِ عَلَى امْرَأَتِهِ وَأَمَتِهِ ، فَلَا يَخْتَصُّ ذَلِكَ بِدُخُولِهِ عَلَى الْأَجَانِبِ .
وَقَوْلُهُ ( اشْهَدْ ) فِعْلُ أَمْرٍ مِنْ الْإِشْهَادِ وَحُرِّكَ بِالْكَسْرِ لِلْقَافِيَةِ ، أَيْ أَعْلِمْ ذَلِكَ وَأُشْهِدْهُ وَلَا تَتَوَقَّفْ فِيهِ . وَقَدْ مَرَّ أَنْ يَسْتَأْذِنَ ، قَالَ يُحَرِّكُ نَعْلَهُ إذَا دَخَلَ . وَقَالَ إذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ تَنَحْنَحَ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي مُوسَى رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ : يُسْتَحَبُّ لِمَنْ دَخَلَ مَنْزِلَهُ أَنْ يَقُولَ : مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ وَيُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ إذَا دَخَلَ يَكْثُرُ خَيْرُ بَيْتِهِ .
وَفِي
التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43390يَا بُنَيَّ إذَا دَخَلْت عَلَى أَهْلِك فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ تَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْك وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِك } .
وَرَوَى
أَبُو دَاوُد عَنْ
أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ مَرْفُوعًا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10679إذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَ الْمَوْلَجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا ، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِهِ } .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُد أَيْضًا بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17155ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ رَاحَ إلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ } قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ : ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ مَعْنَاهُ مَضْمُونٌ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ ، يُرِيدُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ .
قَالَ : وَقَوْلُهُ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يُسَلِّمَ إذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } .
وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَنْ يَلْزَمَ الْبَيْتَ طَلَبًا لِلسَّلَامَةِ مِنْ الْفِتَنِ ، يُرَغِّبُ بِذَلِكَ فِي الْعُزْلَةِ وَيَأْمُرُ بِإِقْلَالِ الْخُلْطَةِ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .