قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به أي بالقرآن عن معاصيه ، وإذا اعتصموا بكتابه فقد اعتصموا به وبنبيه . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175اعتصموا به أي بالله . والعصمة الامتناع ، وقد تقدم . ويهديهم أي : وهو يهديهم فأضمر هو ليدل على أن الكلام مقطوع مما قبله . إليه أي إلى ثوابه . وقيل : إلى الحق ليعرفوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175صراطا مستقيما أي دينا مستقيما . و " صراطا " منصوب بإضمار فعل دل عليه " ويهديهم " التقدير ؛ ويعرفهم صراطا مستقيما . وقيل : هو مفعول ثان على تقدير ؛ ويهديهم إلى ثوابه صراطا مستقيما . وقيل : هو
[ ص: 388 ] حال . والهاء في إليه قيل : هي للقرآن ، وقيل : للفضل ، وقيل للفضل والرحمة ؛ لأنهما بمعنى الثواب . وقيل : هي لله عز وجل على حذف المضاف كما تقدم من أن المعنى ويهديهم إلى ثوابه .
أبو علي : الهاء راجعة إلى ما تقدم من اسم الله عز وجل ، والمعنى ويهديهم إلى صراطه ؛ فإذا جعلنا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175صراطا مستقيما نصبا على الحال كانت الحال من هذا المحذوف . وفي قوله : " وفضل " دليل على أنه تعالى يتفضل على عباده بثوابه ؛ إذ لو كان في مقابلة العمل لما كان فضلا . والله أعلم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ أَيْ بِالْقُرْآنِ عَنْ مَعَاصِيهِ ، وَإِذَا اعْتَصَمُوا بِكِتَابِهِ فَقَدِ اعْتَصَمُوا بِهِ وَبِنَبِيِّهِ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175اعْتَصَمُوا بِهِ أَيْ بِاللَّهِ . وَالْعِصْمَةُ الِامْتِنَاعُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَيَهْدِيهِمْ أَيْ : وَهُوَ يَهْدِيهِمْ فَأَضْمَرَ هُوَ لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّ الْكَلَامَ مَقْطُوعٌ مِمَّا قَبْلَهُ . إِلَيْهِ أَيْ إِلَى ثَوَابِهِ . وَقِيلَ : إِلَى الْحَقِّ لِيَعْرِفُوهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا أَيْ دِينًا مُسْتَقِيمًا . وَ " صِرَاطًا " مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ " وَيَهْدِيهِمْ " التَّقْدِيرُ ؛ وَيُعَرِّفُهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا . وَقِيلَ : هُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ عَلَى تَقْدِيرِ ؛ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى ثَوَابِهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا . وَقِيلَ : هُوَ
[ ص: 388 ] حَالٌ . وَالْهَاءُ فِي إِلَيْهِ قِيلَ : هِيَ لِلْقُرْآنِ ، وَقِيلَ : لِلْفَضْلِ ، وَقِيلَ لِلْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ ؛ لِأَنَّهُمَا بِمَعْنَى الثَّوَابِ . وَقِيلَ : هِيَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّ الْمَعْنَى وَيَهْدِيهِمْ إِلَى ثَوَابِهِ .
أَبُو عَلِيٍّ : الْهَاءُ رَاجِعَةٌ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْمَعْنَى وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطِهِ ؛ فَإِذَا جَعَلْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=175صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا نَصْبًا عَلَى الْحَالِ كَانَتِ الْحَالُ مِنْ هَذَا الْمَحْذُوفِ . وَفِي قَوْلِهِ : " وَفَضْلٍ " دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يَتَفَضَّلُ عَلَى عِبَادِهِ بِثَوَابِهِ ؛ إِذْ لَوْ كَانَ فِي مُقَابَلَةِ الْعَمَلِ لَمَا كَانَ فَضْلًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .