قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون .
[ ص: 334 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء أي من السحاب مطرا .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63فأحيا به الأرض من بعد موتها أي جدبها وقحط أهلها .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63ليقولن الله أي فإذا أقررتم بذلك فلم تشركون به وتنكرون الإعادة . وإذ قدر على ذلك فهو القادر على إغناء المؤمنين ; فكرر تأكيدا .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63قل الحمد لله أي على ما أوضح من الحجج والبراهين على قدرته . وقيل : الحمد لله على إقرارهم بذلك . وقيل : على إنزال الماء وإحياء الأرض .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب أي شيء يلهى به ويلعب . أي
nindex.php?page=treesubj&link=29497ليس ما أعطاه الله الأغنياء من الدنيا إلا وهو يضمحل ويزول ; كاللعب الذي لا حقيقة له ولا ثبات . قال بعضهم : الدنيا إن بقيت لك لم تبق لها . وأنشد :
تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت وتحدث من بعد الأمور أمور وتجري الليالي باجتماع وفرقة
وتطلع فيها أنجم وتغور فمن ظن أن الدهر باق سروره
فذاك محال لا يدوم سرور عفا الله عمن صير الهم واحدا
وأيقن أن الدائرات تدور
قلت : وهذا كله في أمور الدنيا من المال والجاه والملبس الزائد على الضروري الذي به قوام العيش والقوة على الطاعات وأما ما كان منها لله فهو من الآخرة وهو الذي يبقى كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام أي ما ابتغي به ثوابه ورضاه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وإن الدار الآخرة لهي الحيوان أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا موت فيها . وزعم
أبو عبيدة : أن الحيوان والحياة والحي بكسر الحاء واحد . كما قال :
وقد ترى إذ الحياة حي
وغيره يقول : إن الحي جمع على فعول مثل عصي . والحيوان يقع على كل شيء حي . و ( حيوان ) عين في الجنة . وقيل : أصل ( حيوان ) حييان فأبدلت إحداهما واوا ; لاجتماع المثلين
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64لو كانوا يعلمون أنها كذلك .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .
[ ص: 334 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً أَيْ مِنَ السَّحَابِ مَطَرًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا أَيْ جَدْبِهَا وَقَحْطِ أَهْلِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63لَيَقُولُنَّ اللَّهُ أَيْ فَإِذَا أَقْرَرْتُمْ بِذَلِكَ فَلِمَ تُشْرِكُونَ بِهِ وَتُنْكِرُونَ الْإِعَادَةَ . وَإِذْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ الْقَادِرُ عَلَى إِغْنَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ; فَكُرِّرَ تَأْكِيدًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=63قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَيْ عَلَى مَا أَوْضَحَ مِنَ الْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ عَلَى قُدْرَتِهِ . وَقِيلَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِقْرَارِهِمْ بِذَلِكَ . وَقِيلَ : عَلَى إِنْزَالِ الْمَاءِ وَإِحْيَاءِ الْأَرْضِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ أَيْ شَيْءٌ يُلْهَى بِهِ وَيُلْعَبُ . أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=29497لَيْسَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ الْأَغْنِيَاءَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَهُوَ يَضْمَحِلُّ وَيَزُولُ ; كَاللَّعِبِ الَّذِي لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَلَا ثَبَاتَ . قَالَ بَعْضُهُمْ : الدُّنْيَا إِنْ بَقِيَتْ لَكَ لَمْ تَبْقَ لَهَا . وَأَنْشَدَ :
تَرُوحُ لَنَا الدُّنْيَا بِغَيْرِ الَّذِي غَدَتْ وَتَحْدُثُ مِنْ بَعْدِ الْأُمُورِ أُمُورُ وَتَجْرِي اللَّيَالِي بِاجْتِمَاعٍ وَفُرْقَةٍ
وَتَطْلُعُ فِيهَا أَنْجُمٌ وَتَغُورُ فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الدَّهْرَ بَاقٍ سُرُورُهُ
فَذَاكَ مُحَالٌ لَا يَدُومُ سُرُورُ عَفَا اللَّهُ عَمَّنْ صَيَّرَ الْهَمَّ وَاحِدًا
وَأَيْقَنَ أَنَّ الدَّائِرَاتِ تَدُورُ
قُلْتُ : وَهَذَا كُلُّهُ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا مِنَ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالْمَلْبَسِ الزَّائِدِ عَلَى الضَّرُورِيِّ الَّذِي بِهِ قِوَامُ الْعَيْشِ وَالْقُوَّةُ عَلَى الطَّاعَاتِ وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْهَا لِلَّهِ فَهُوَ مِنَ الْآخِرَةِ وَهُوَ الَّذِي يَبْقَى كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ أَيْ مَا ابْتُغِيَ بِهِ ثَوَابُهُ وَرِضَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ أَيْ دَارُ الْحَيَاةِ الْبَاقِيَةِ الَّتِي لَا تَزُولُ وَلَا مَوْتَ فِيهَا . وَزَعَمَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : أَنَّ الْحَيَوَانَ وَالْحَيَاةَ وَالْحِيِّ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَاحِدٌ . كَمَا قَالَ :
وَقَدْ تَرَى إِذِ الْحَيَاةُ حِيُّ
وَغَيْرُهُ يَقُولُ : إِنَّ الْحِيَّ جُمِعَ عَلَى فِعِوْلٍ مِثْلَ عِصِيٍّ . وَالْحَيَوَانُ يَقَعُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَيٍّ . وَ ( حَيَوَانٌ ) عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ . وَقِيلَ : أَصْلُ ( حَيَوَانٍ ) حَيَيَانٍ فَأُبْدِلَتْ إِحْدَاهُمَا وَاوًا ; لِاجْتِمَاعِ الْمِثْلَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=64لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهَا كَذَلِكَ .