[ ص: 395 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28992_28760_30340_32688ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ( 5 ) ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ( 7 ) ) .
لما ذكر تعالى المخالف للبعث ، المنكر للمعاد ، ذكر تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340_33679_32688الدليل على قدرته تعالى على المعاد ، بما يشاهد من بدئه للخلق ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يا أيها الناس إن كنتم في ريب ) أي : في شك (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5من البعث ) وهو المعاد وقيام الأرواح والأجساد يوم القيامة (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فإنا خلقناكم من تراب ) أي : أصل برئه لكم من تراب ، وهو الذي خلق منه
آدم ، عليه السلام (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم من نطفة ) أي : ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم من علقة ثم من مضغة ) ذلك أنه إذا استقرت النطفة في رحم المرأة ، مكثت أربعين يوما كذلك ، يضاف إليه ما يجتمع إليها ، ثم تنقلب علقة حمراء بإذن الله ، فتمكث كذلك أربعين يوما ، ثم تستحيل فتصير مضغة - قطعة من لحم لا شكل فيها ولا تخطيط - ثم يشرع في التشكيل والتخطيط ، فيصور منها رأس ويدان ، وصدر وبطن ، وفخذان ورجلان ، وسائر الأعضاء . فتارة تسقطها المرأة قبل التشكيل والتخطيط ، وتارة تلقيها وقد صارت ذات شكل وتخطيط; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ) أي : كما تشاهدونها ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) أي : وتارة تستقر في الرحم لا تلقيها المرأة ولا تسقطها ، كما قال مجاهد في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5مخلقة وغير مخلقة ) قال : هو السقط مخلوق وغير مخلوق . فإذا مضى عليها أربعون يوما ، وهي مضغة ، أرسل الله تعالى إليها ملكا فنفخ فيها الروح ، وسواها كما يشاء الله عز وجل ، من حسن وقبيح ، وذكر وأنثى ، وكتب رزقها وأجلها ، وشقي أو سعيد ، كما ثبت في الصحيحين ، من حديث
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب ، عن
ابن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق
nindex.php?page=hadith&LINKID=822072 - : " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات : بكتب عمله وأجله ورزقه ، وشقي أو سعيد ، ثم ينفخ فيه الروح " .
وروى
ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
الشعبي ، عن
علقمة ، عن
عبد الله قال : النطفة إذا استقرت في الرحم ، أخذها ملك بكفه قال : يا رب ، مخلقة أو غير
[ ص: 396 ] مخلقة؟ فإن قيل : " غير مخلقة " لم تكن نسمة ، وقذفتها الأرحام دما . وإن قيل : " مخلقة " ، قال : أي رب ، ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ ما الأجل؟ وما الأثر؟ وبأي أرض يموت ؟ قال : فيقال للنطفة : من ربك؟ فتقول : الله . فيقال : من رازقك؟ فتقول : الله . فيقال له : اذهب إلى أم الكتاب ، فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة . قال : فتخلق فتعيش في أجلها ، وتأكل رزقها ، وتطأ أثرها ، حتى إذا جاء أجلها ماتت ، فدفنت في ذلك المكان ، ثم تلا
عامر الشعبي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ) فإذا بلغت مضغة نكست في الخلق الرابع فكانت نسمة ، فإن كانت غير مخلقة قذفتها الأرحام دما ، وإن كانت مخلقة نكست في الخلق .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن
حذيفة بن أسيد - يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822073 " يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ، فيقول : أي رب ، أشقي أم سعيد؟ فيقول الله ، ويكتبان ، فيقول : أذكر أم أنثى؟ فيقول الله ويكتبان ، ويكتب عمله وأثره ورزقه وأجله ، ثم تطوى الصحف ، فلا يزاد على ما فيها ولا ينتقص .
ورواه
مسلم من حديث
سفيان بن عيينة ، ومن طرق أخر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، بنحو معناه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم نخرجكم طفلا ) أي : ضعيفا في بدنه ، وسمعه وبصره وحواسه ، وبطشه وعقله . ثم يعطيه الله القوة شيئا فشيئا ، ويلطف به ، ويحنن عليه والدية في آناء الليل وأطراف النهار; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم لتبلغوا أشدكم ) أي : يتكامل القوى ويتزايد ، ويصل إلى عنفوان الشباب وحسن المنظر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ومنكم من يتوفى ) ، أي : في حال شبابه وقواه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) ، وهو الشيخوخة والهرم وضعف القوة والعقل والفهم ، وتناقص الأحوال من الخرف وضعف الفكر; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ) [ الروم : 54 ] .
وقد قال الحافظ
أبو يعلى [ أحمد ] بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده : حدثنا
منصور بن أبي مزاحم ، حدثنا
خالد الزيات ، حدثني
داود أبو سليمان ، عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري ، عن
أنس بن مالك - رفع الحديث - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825759 " المولود حتى يبلغ الحنث ، ما عمل من حسنة ، كتبت لوالده أو لوالدته وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث جرى الله عليه القلم أمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يشددا ، فإذا بلغ أربعين سنة في [ ص: 397 ] الإسلام أمنه الله من البلايا الثلاث : الجنون ، والجذام ، والبرص . فإذا بلغ الخمسين ، خفف الله حسابه . فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب ، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء ، فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته ، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وشفعه في أهل بيته ، وكان أسير الله في أرضه ، فإذا بلغ أرذل العمر ( nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير ، فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه " .
هذا حديث غريب جدا ، وفيه نكارة شديدة . ومع هذا قد رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا وموقوفا فقال :
حدثنا
أبو النضر ، حدثنا
الفرج ، حدثنا
محمد بن عامر ، عن
محمد بن عبد الله العامري ، عن
عمرو بن جعفر ، عن
أنس قال : إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة ، أمنه الله من أنواع البلايا ، من الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ الخمسين لين الله حسابه ، وإذا بلغ الستين رزقه الله إنابة يحبه عليها ، وإذا بلغ السبعين أحبه الله ، وأحبه أهل السماء ، وإذا بلغ الثمانين تقبل الله حسناته ، ومحا عنه سيئاته ، وإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وسمي أسير الله في الأرض ، وشفع في أهله .
ثم قال : حدثنا
هاشم ، حدثنا
الفرج ، حدثني
محمد بن عبد الله العامري ، عن
محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله .
ورواه الإمام
أحمد أيضا : حدثنا
أنس بن عياض ، حدثني
يوسف بن أبي ذرة الأنصاري ، عن
جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، عن
أنس بن مالك; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822074 " ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة ، إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء : الجنون والجذام والبرص . . . . . وذكر تمام الحديث ، كما تقدم سواء .
ورواه الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار ، عن
عبد الله بن شبيب ، عن
أبي شيبة ، عن
عبد الله بن عبد الملك ، عن
أبي قتادة العذري ، عن
ابن أخي الزهري ، عن عمه ، عن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822075 " ما من عبد يعمر في الإسلام أربعين سنة ، إلا صرف الله عنه أنواعا من البلاء : الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ خمسين سنة لين الله له الحساب ، فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه بما يحب ، فإذا بلغ سبعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وسمي أسير الله ، وأحبه أهل السماء ، فإذا بلغ الثمانين تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته ، فإذا بلغ التسعين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وسمي أسير الله في أرضه ، وشفع في أهل بيته " .
[ ص: 398 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وترى الأرض هامدة ) : هذا
nindex.php?page=treesubj&link=28661_30340_30336دليل آخر على قدرته تعالى على إحياء الموتى ، كما يحيي الأرض الميتة الهامدة ، وهي القحلة التي لا نبت فيها ولا شيء .
وقال
قتادة : غبراء متهشمة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ميتة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) أي : فإذا أنزل الله عليها المطر ) اهتزت ) أي : تحركت وحييت بعد موتها ، ( وربت ) أي : ارتفعت لما سكن فيها الثرى ، ثم أنبتت ما فيها من الألوان والفنون ، من ثمار وزروع ، وأشتات النباتات في اختلاف ألوانها وطعومها ، وروائحها وأشكالها ومنافعها; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وأنبتت من كل زوج بهيج ) أي : حسن المنظر طيب الريح .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق ) أي : الخالق المدبر الفعال لما يشاء ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وأنه يحيي الموتى ) [ أي : كما أحيا الأرض الميتة وأنبت منها هذه الأنواع; (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إن الذي أحياها لمحيي الموتى ) ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إنه على كل شيء قدير ) [ فصلت : 39 ] ف (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) [ يس : 82 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية لا ريب فيها ) أي : كائنة لا شك فيها ولا مرية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الله يبعث من في القبور ) أي : يعيدهم بعد ما صاروا في قبورهم رمما ، ويوجدهم بعد العدم ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) [ يس : 78 - 80 ] والآيات في هذا كثيرة .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
بهز ، حدثنا
حماد بن سلمة قال : أنبأنا
يعلى عن
عطاء ، عن
وكيع بن حدس ، عن عمه
أبي رزين العقيلي - واسمه لقيط بن عامر - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822076يا رسول الله ، أكلنا يرى ربه عز وجل يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس كلكم ينظر إلى القمر مخليا به؟ " قلنا : بلى . قال : " فالله أعظم " . قال : قلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ، وما آية ذلك في خلقه؟ قال : " أما مررت بوادي أهلك محلا " قال : بلى . قال : " ثم مررت به يهتز خضرا؟ " . قال : بلى . قال : " فكذلك يحيي الله الموتى ، وذلك آيته في خلقه " .
ورواه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، من حديث
حماد بن سلمة ، به .
ثم رواه الإمام
أحمد أيضا : حدثنا
علي بن إسحاق ، أنبأنا
ابن المبارك ، أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=16351عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى ، عن
أبي رزين العقيلي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822077أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى؟ قال : " أمررت بأرض من أرضك مجدبة ، ثم مررت بها [ ص: 399 ] مخصبة؟ " قال : نعم . قال : " كذلك النشور " .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
عبيس بن مرحوم ، حدثنا
بكير بن أبي السميط ، عن
قتادة ، عن
أبي الحجاج ، عن
معاذ بن جبل قال : من علم أن الله هو الحق المبين ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور - دخل الجنة . [ والله أعلم ] .
[ ص: 395 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28992_28760_30340_32688يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( 5 ) ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ( 7 ) ) .
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى الْمُخَالِفَ لِلْبَعْثِ ، الْمُنْكِرَ لِلْمَعَادِ ، ذَكَرَ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340_33679_32688الدَّلِيلَ عَلَى قُدْرَتِهِ تَعَالَى عَلَى الْمَعَادِ ، بِمَا يُشَاهَدُ مِنْ بَدْئِهِ لِلْخَلْقِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ) أَيْ : فِي شَكٍّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5مِنَ الْبَعْثِ ) وَهُوَ الْمَعَادُ وَقِيَامُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ) أَيْ : أَصْلُ بَرْئِهِ لَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ، وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ
آدَمَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ) أَيْ : ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ) ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا اسْتَقَرَّتِ النُّطْفَةُ فِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ ، مَكَثَتْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا كَذَلِكَ ، يُضَافُ إِلَيْهِ مَا يَجْتَمِعُ إِلَيْهَا ، ثُمَّ تَنْقَلِبُ عَلَقَةً حَمْرَاءَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَتَمْكُثُ كَذَلِكَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ تَسْتَحِيلُ فَتَصِيرُ مُضْغَةً - قِطْعَةً مِنْ لَحْمٍ لَا شَكْلَ فِيهَا وَلَا تَخْطِيطَ - ثُمَّ يُشْرَعُ فِي التَّشْكِيلِ وَالتَّخْطِيطِ ، فَيُصَوَّرُ مِنْهَا رَأْسٌ وَيَدَانِ ، وَصَدْرٌ وَبَطْنٌ ، وَفَخْذَانِ وَرِجْلَانِ ، وَسَائِرُ الْأَعْضَاءِ . فَتَارَةً تُسْقِطُهَا الْمَرْأَةُ قَبْلَ التَّشْكِيلِ وَالتَّخْطِيطِ ، وَتَارَةً تُلْقِيهَا وَقَدْ صَارَتْ ذَاتَ شَكْلٍ وَتَخْطِيطٍ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) أَيْ : كَمَا تُشَاهِدُونَهَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) أَيْ : وَتَارَةً تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ لَا تُلْقِيهَا الْمَرْأَةُ وَلَا تُسْقِطُهَا ، كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) قَالَ : هُوَ السَّقْطُ مَخْلُوقٌ وَغَيْرُ مَخْلُوقٍ . فَإِذَا مَضَى عَلَيْهَا أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، وَهِيَ مُضْغَةٌ ، أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا مَلَكًا فَنَفَخَ فِيهَا الرَّوْحَ ، وَسَوَّاهَا كَمَا يَشَاءُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، مِنْ حَسَنٍ وَقَبِيحٍ ، وَذَكَرٍ وَأَنْثَى ، وَكَتَبَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا ، وَشِقِّيٌ أَوْ سَعِيدٌ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، مِنْ حَدِيثِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15950زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=822072 - : " إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ الْمَلَكَ فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلَمَّاتٍ : بِكَتْبِ عَمَلِهِ وَأَجَلِهِ وَرِزْقِهِ ، وَشَقِّيٌ أَوْ سَعِيدٌ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ " .
وَرَوَى
ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : النُّطْفَةُ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ ، أَخَذَهَا مَلَكٌ بِكَفِّهِ قَالَ : يَا رَبِّ ، مُخَلَّقَةٌ أَوْ غَيْرُ
[ ص: 396 ] مُخَلَّقَةٍ؟ فَإِنْ قِيلَ : " غَيْرُ مُخَلَّقَةٍ " لَمْ تَكُنْ نَسَمَةٌ ، وَقَذَفَتْهَا الْأَرْحَامُ دَمًا . وَإنْ قِيلَ : " مُخَلَّقَةٌ " ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ، ذَكَرٌ أَوْ أَنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ مَا الْأَجَلُ؟ وَمَا الْأَثَرُ؟ وَبِأَيِّ أَرْضٍ يَمُوتُ ؟ قَالَ : فَيُقَالُ لِلنُّطْفَةِ : مَنْ رَبُّكِ؟ فَتَقُولُ : اللَّهُ . فَيُقَالُ : مَنْ رَازِقُكِ؟ فَتَقُولُ : اللَّهُ . فَيُقَالُ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْكِتَابِ ، فَإِنَّكَ سَتَجِدُ فِيهِ قِصَّةَ هَذِهِ النُّطْفَةِ . قَالَ : فَتُخْلَقُ فَتَعِيشُ فِي أَجَلِهَا ، وَتَأْكُلُ رِزْقَهَا ، وَتَطَأُ أَثَرَهَا ، حَتَّى إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا مَاتَتْ ، فَدُفِنَتْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ ، ثُمَّ تَلَا
عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) فَإِذَا بَلَغَتْ مُضْغَةً نُكِّسَتْ فِي الْخَلْقِ الرَّابِعِ فَكَانَتْ نَسَمَةً ، فَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ مُخَلَّقَةٍ قَذَفَتْهَا الْأَرْحَامُ دَمًا ، وَإِنْ كَانَتْ مُخَلَّقَةً نُكِّسَتْ فِي الْخَلْقِ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11871أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ - يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822073 " يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ ، وَيَكْتُبَانِ ، فَيَقُولُ : أَذَكَرٌ أَمْ أَنْثَى؟ فَيَقُولُ اللَّهُ وَيَكْتُبَانِ ، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَرِزْقُهُ وَأَجَلُهُ ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ ، فَلَا يُزَادُ عَلَى مَا فِيهَا وَلَا يُنْتَقَصُ .
وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَمِنْ طُرُقٍ أُخَرَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11871أَبِي الطُّفَيْلِ ، بِنَحْوِ مَعْنَاهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ) أَيْ : ضَعِيفًا فِي بَدَنِهِ ، وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَحَوَاسِّهِ ، وَبَطْشِهِ وَعَقْلِهِ . ثُمَّ يُعْطِيهِ اللَّهُ الْقُوَّةَ شَيْئًا فَشَيْئًا ، وَيَلْطُفُ بِهِ ، وَيَحْنُنْ عَلَيْهِ وَالِدِّيَةُ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ) أَيْ : يَتَكَامَلُ الْقُوَى وَيَتَزَايَدُ ، وَيَصِلُ إِلَى عُنْفُوَانِ الشَّبَابِ وَحُسْنِ الْمَنْظَرِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى ) ، أَيْ : فِي حَالِ شَبَابِهِ وَقَوَاهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ) ، وَهُوَ الشَّيْخُوخَةُ وَالْهَرَمُ وَضَعْفُ الْقُوَّةِ وَالْعَقْلِ وَالْفَهْمِ ، وَتَنَاقُصُ الْأَحْوَالِ مِنَ الْخَرَفِ وَضَعْفِ الْفِكْرِ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ) ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=54اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) [ الرُّومِ : 54 ] .
وَقَدْ قَالَ الْحَافِظُ
أَبُو يَعْلَى [ أَحْمَدُ ] بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا
مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، حَدَّثَنَا
خَالِدٌ الزَّيَّاتُ ، حَدَّثَنِي
دَاوُدُ أَبُو سُلَيْمَانَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنِ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَفَعَ الْحَدِيثَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825759 " الْمَوْلُودُ حَتَّى يَبْلُغَ الْحِنْثَ ، مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ ، كُتِبَتْ لِوَالِدِهِ أَوْ لِوَالِدَتِهِ وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَلَا عَلَى وَالِدَيْهِ ، فَإِذَا بَلَغَ الْحِنْثَ جَرَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْقَلَمُ أُمِرَ الْمَلِكَانِ اللَّذَانِ مَعَهُ أَنْ يَحْفَظَا وَأَنْ يُشَدِّدَا ، فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي [ ص: 397 ] الْإِسْلَامِ أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنَ الْبَلَايَا الثَّلَاثِ : الْجُنُونُ ، وَالْجُذَامُ ، وَالْبَرَصُ . فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ ، خَفَّفَ اللَّهُ حِسَابَهُ . فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ ، فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا بَلَّغَ الثَّمَانِينَ كَتَبَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ ، فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَكَانَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، فَإِذَا بَلَغَ أَرْذَلَ الْعُمُرِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ) كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ مِنَ الْخَيْرِ ، فَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ " .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا ، وَفِيهِ نَكَارَةٌ شَدِيدَةٌ . وَمَعَ هَذَا قَدْ رَوَاهُ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا فَقَالَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا
الْفَرَجُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ
أَنْسٍ قَالَ : إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا ، مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ ، فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ حِسَابَهُ ، وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ إِنَابَةً يُحِبُّهُ عَلَيْهَا ، وَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، وَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ تَقَبَّلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ ، وَمَحَا عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ ، وَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَسُمِّي أَسِيرَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، وَشُفِّعَ فِي أَهْلِهِ .
ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنَا
هَاشِمٌ ، حَدَّثَنَا
الْفَرَجُ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِثْلَهُ .
وَرَوَاهُ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، حَدَّثَنِي
يُوسُفُ بْنُ أَبِي ذَرَّةَ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، عَنِ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ; أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822074 " مَا مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، إِلَّا صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ : الْجُنُونُ وَالْجُذَامُ وَالْبَرَصُ . . . . . وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ ، كَمَا تَقَدَّمَ سَوَاءً .
وَرَوَاهُ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13863أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ ، عَنِ
أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنِ
أَبِي قَتَادَةَ الْعُذْرِيِّ ، عَنِ
ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ ، عَنِ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822075 " مَا مِنْ عَبْدٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، إِلَّا صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْوَاعًا مِنَ الْبَلَاءِ : الْجُنُونُ وَالْجُذَامُ وَالْبَرَصُ ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً لَيَّنَ اللَّهُ لَهُ الْحِسَابَ ، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً رَزَقَهُ اللَّهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوُزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ ، فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، وَشُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ " .
[ ص: 398 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ) : هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28661_30340_30336دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى قُدْرَتِهِ تَعَالَى عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى ، كَمَا يُحْيِي الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ الْهَامِدَةَ ، وَهِيَ الْقَحْلَةُ الَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا وَلَا شَيْءَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : غَبْرَاءُ مُتَهَشِّمَةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : مَيْتَةٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) أَيْ : فَإِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْمَطَرَ ) اهْتَزَّتْ ) أَيْ : تَحَرَّكَتْ وَحَيِيَتْ بَعْدَ مَوْتِهَا ، ( وَرَبَتْ ) أَيِ : ارْتَفَعَتْ لَمَّا سَكَنَ فِيهَا الثَّرَى ، ثُمَّ أَنْبَتَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْأَلْوَانِ وَالْفُنُونِ ، مِنْ ثِمَارٍ وَزُرُوعٍ ، وَأَشْتَاتِ النَّبَاتَاتِ فِي اخْتِلَافِ أَلْوَانِهَا وَطَعُومِهَا ، وَرَوَائِحِهَا وَأَشْكَالِهَا وَمَنَافِعِهَا; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) أَيْ : حَسَنِ الْمَنْظَرِ طَيِّبِ الرِّيحِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ) أَيِ : الْخَالِقُ الْمُدَبِّرُ الْفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى ) [ أَيْ : كَمَا أَحْيَا الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ وَأَنْبَتَ مِنْهَا هَذِهِ الْأَنْوَاعَ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى ) ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [ فُصِّلَتْ : 39 ] فَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [ يس : 82 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ) أَيْ : كَائِنَةٌ لَا شَكَّ فِيهَا وَلَا مِرْيَةَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) أَيْ : يُعِيدُهُمْ بَعْدَ مَا صَارُوا فِي قُبُورِهِمْ رِمَمًا ، وَيُوجِدُهُمْ بَعْدَ الْعَدَمِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ) [ يس : 78 - 80 ] وَالْآيَاتُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ .
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
بَهْزٌ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَنْبَأَنَا
يَعْلَى عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنْ
وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ
أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ - وَاسْمُهُ لَقِيطُ بْنُ عَامِرٍ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822076يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ مُخْلِيًا بِهِ؟ " قُلْنَا : بَلَى . قَالَ : " فَاللَّهُ أَعْظَمُ " . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ : " أَمَا مَرَرْتَ بِوَادِي أَهْلِكَ مَحْلًا " قَالَ : بَلَى . قَالَ : " ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا؟ " . قَالَ : بَلَى . قَالَ : " فَكَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى ، وَذَلِكَ آيَتُهُ فِي خَلْقِهِ " .
وَرَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ، مِنْ حَدِيثِ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، بِهِ .
ثُمَّ رَوَاهُ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16351عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16047سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنِ
أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822077أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى؟ قَالَ : " أَمَرَرْتَ بِأَرْضٍ مِنْ أَرْضِكَ مُجْدِبَةً ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا [ ص: 399 ] مُخْصِبَةً؟ " قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : " كَذَلِكَ النُّشُورُ " .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ ، حَدَّثَنَا
بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ
أَبِي الْحَجَّاجِ ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ - دَخَلَ الْجَنَّةَ . [ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ] .