(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28770_28978والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ( 9 ) ) .
يقول تبارك وتعالى : ( والوزن ) أي : للأعمال يوم القيامة ) الحق ) أي : لا يظلم تعالى أحدا ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) [ الأنبياء : 47 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ النساء : 40 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه فأمه هاوية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية ) [ القارعة : 6 - 11 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) [ المؤمنون : 101 - 103 ] .
فصل :
والذي يوضع في الميزان يوم القيامة قيل : الأعمال وإن كانت أعراضا ، إلا أن الله تعالى يقلبها يوم القيامة أجساما .
قال
البغوي : يروى هذا عن
ابن عباس كما جاء في الصحيح من أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=821335 " البقرة " و " آل عمران " يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان - أو : غيايتان - أو فرقان من طير صواف . من ذلك في الصحيح قصة القرآن وأنه يأتي صاحبه في صورة شاب شاحب اللون ، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا القرآن الذي
[ ص: 390 ] أسهرت ليلك وأظمأت نهارك وفي حديث
البراء ، في قصة سؤال القبر : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821336فيأتي المؤمن شاب حسن اللون طيب الريح ، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا عملك الصالح " وذكر عكسه في شأن الكافر والمنافق .
وقيل : يوزن كتاب الأعمال ، كما جاء في حديث البطاقة ، في الرجل الذي يؤتى به ويوضع له في كفة تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ، ثم يؤتى بتلك البطاقة فيها : " لا إله إلا الله " فيقول : يا رب ، وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول الله تعالى : إنك لا تظلم . فتوضع تلك البطاقة في كفة الميزان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821337فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة "
رواه
الترمذي بنحو من هذا وصححه .
وقيل : يوزن صاحب العمل ، كما في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824516 " يؤتى يوم القيامة بالرجل السمين ، فلا يزن عند الله جناح بعوضة " ثم قرأ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) [ الكهف : 105 ] .
وفي مناقب
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824517أتعجبون من دقة ساقيه ، فوالذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد "
وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحا ، فتارة توزن الأعمال ، وتارة توزن محالها ، وتارة يوزن فاعلها ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=28770_28978وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ( 9 ) ) .
يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( وَالْوَزْنُ ) أَيْ : لِلْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) الْحَقُّ ) أَيْ : لَا يَظْلِمُ تَعَالَى أَحَدًا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 47 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ) [ النِّسَاءِ : 40 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ ) [ الْقَارِعَةِ : 6 - 11 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=101فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=103وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 101 - 103 ] .
فَصْلٌ :
وَالَّذِي يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِيلَ : الْأَعْمَالُ وَإِنْ كَانَتْ أَعْرَاضًا ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْلِبُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْسَامًا .
قَالَ
الْبَغَوِيُّ : يُرْوَى هَذَا عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=821335 " الْبَقَرَةَ " وَ " آلَ عِمْرَانَ " يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ - أَوْ : غَيَايَتَانِ - أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ . مِنْ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ قِصَّةُ الْقُرْآنِ وَأَنَّهُ يَأْتِي صَاحِبَهُ فِي صُورَةِ شَابٍّ شَاحِبِ اللَّوْنِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ : أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي
[ ص: 390 ] أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَأَظْمَأْتُ نَهَارَكَ وَفِي حَدِيثِ
الْبَرَاءِ ، فِي قِصَّةِ سُؤَالِ الْقَبْرِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821336فَيَأْتِي الْمُؤْمِنَ شَابٌّ حَسَنُ اللَّوْنِ طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ " وَذَكَرَ عَكْسَهُ فِي شَأْنِ الْكَافِرِ وَالْمُنَافِقِ .
وَقِيلَ : يُوزَنُ كِتَابُ الْأَعْمَالِ ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الْبِطَاقَةِ ، فِي الرَّجُلِ الَّذِي يُؤْتَى بِهِ وَيُوضَعُ لَهُ فِي كِفَّةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يُؤْتَى بِتِلْكَ الْبِطَاقَةِ فِيهَا : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، وَمَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ . فَتُوضَعُ تِلْكَ الْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=821337فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ "
رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا وَصَحَّحَهُ .
وَقِيلَ : يُوزَنُ صَاحِبُ الْعَمَلِ ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824516 " يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالرَّجُلِ السَّمِينِ ، فَلَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ " ثُمَّ قَرَأَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=105فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) [ الْكَهْفِ : 105 ] .
وَفِي مَنَاقِبِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824517أَتَعْجَبُونَ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ "
وَقَدْ يُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْآثَارِ بِأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كُلُّهُ صَحِيحًا ، فَتَارَةً تُوزَنُ الْأَعْمَالُ ، وَتَارَةً تُوزَنُ مَحَالُّهَا ، وَتَارَةً يُوزَنُ فَاعِلُهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .