القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=30173_29011_28726رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ( 15 )
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ( 16 ) )
يقول - تعالى ذكره - : هو رفيع الدرجات ، ورفع قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ) على الابتداء . ولو جاء نصبا على الرد على قوله : فادعوا الله ، كان صوابا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15ذو العرش ) يقول : ذو السرير المحيط بما دونه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ) يقول : ينزل الوحي من أمره على من يشاء من عباده .
وقد اختلف أهل التأويل في
nindex.php?page=treesubj&link=32886معنى الروح في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عنى به الوحي .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره ) قال : الوحي من أمره .
وقال آخرون : عنى به القرآن والكتاب .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
هارون بن إدريس الأصم قال : ثنا
عبد الرحمن بن [ ص: 364 ] المحاربي ، عن
جويبر ، عن
الضحاك في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ) قال : يعني بالروح : الكتاب ينزله على من يشاء .
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ) ، وقرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) قال : هذا القرآن هو الروح ، أوحاه الله إلى
جبريل ،
وجبريل روح نزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين ) قال . فالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه هي الروح ؛ لينذر بها ما قال الله يوم التلاق ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يوم يقوم الروح والملائكة صفا ) قال : الروح : القرآن ، كان أبي يقوله . قال
ابن زيد : يقومون له صفا بين السماء والأرض حين ينزل جل جلاله .
وقال آخرون : عنى به النبوة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ) قال : النبوة على من يشاء .
وهذه الأقوال متقاربات المعاني ، وإن اختلفت ألفاظ أصحابها بها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15لينذر يوم التلاق ) يقول : لينذر من يلقي الروح عليه من عباده - من أمر الله بإنذاره من خلقه - عذاب يوم تلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض ، وهو يوم التلاق ، وذلك يوم القيامة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=30291 ( nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يوم التلاق ) من أسماء يوم القيامة ، عظمه الله ، وحذره عباده .
[ ص: 365 ]
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يوم التلاق ) : يوم تلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض ، والخالق والخلق .
حدثنا
محمد قال : ثنا
أحمد قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يوم التلاق ) تلقي أهل السماء وأهل الأرض .
حدثنا
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يوم التلاق ) قال : يوم القيامة . قال : يوم تتلاقى العباد .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ) يعني
nindex.php?page=treesubj&link=29011_30296بقوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون ) يعني المنذرين الذين أرسل الله إليهم رسله لينذروهم . وهم ظاهرون - يعني - للناظرين لا يحول بينهم وبينهم جبل ولا شجر ، ولا يستر بعضهم عن بعض ساتر ، ولكنهم بقاع صفصف لا أمت فيه ولا عوج . و " هم " من قوله : ( يوم هم ) في موضع رفع بما بعده ، كقول القائل : فعلت ذلك يوم الحجاج أمير .
واختلف أهل العربية في العلة التي من أجلها لم تخفض هم بيوم وقد أضيف إليه ؟ فقال بعض
نحويي البصرة : أضاف يوم إلى هم في المعنى ، فلذلك لا ينون اليوم ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يوم هم على النار يفتنون ) وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هذا يوم لا ينطقون ) ومعناه : هذا يوم فتنتهم ، ولكن لما ابتدأ بالاسم ، وبنى عليه لم يقدر على جره ، وكانت الإضافة في المعنى إلى الفتنة ، وهذا إنما يكون إذا كان اليوم في معنى إذ ، وإلا فهو قبيح ، ألا ترى أنك تقول : ليتك زمن زيد أمير : أي إذ زيد أمير ، ولو قلت : ألقاك زمن زيد أمير لم يحسن . وقال غيره : معنى ذلك : أن الأوقات جعلت بمعنى إذ وإذا ، فلذلك بقيت على نصبها في الرفع والخفض والنصب ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=66ومن خزي يومئذ ) فنصبوا ، والموضع خفض ، وذلك دليل على أنه جعل موضع الأداة ، ويجوز أن يعرب بوجوه الإعراب ؛ لأنه ظهر ظهور الأسماء ألا ترى أنه لا يعود عليه العائد كما يعود على الأسماء ، فإن عاد العائد نون وأعرب ولم يضف ، فقيل : أعجبني يوم فيه تقول لما أن خرج من معنى الأداة ، وعاد عليه الذكر صار اسما صحيحا . وقال : وجائز فى إذ أن تقول : أتيتك إذ تقوم ،
[ ص: 366 ] كما تقول : أتيتك يوم يجلس القاضي ، فيكون زمنا معلوما ، فأما أتيتك يوم تقوم فلا مؤنة فيه ، وهو جائز عند جميعهم . وقال : وهذه التي تسمى إضافة غير محضة .
والصواب من القول عندي في ذلك ، أن نصب يوم وسائر الأزمنة في مثل هذا الموضع نظير نصب الأدوات لوقوعها مواقعها ، وإذا أعربت بوجوه الإعراب ؛ فلأنها ظهرت ظهور الأسماء ، فعوملت معاملتها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يخفى على الله منهم ) أي ولا من أعمالهم التي عملوها في الدنيا ( شيء ) .
وكان
قتادة يقول في ذلك ما حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ) ولكنهم برزوا له يوم القيامة ، فلا يستترون بحبل ولا مدر .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم ) يعني بذلك : يقول الرب : لمن الملك اليوم ، وترك ذكر " يقول " استغناء بدلالة الكلام عليه . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد القهار ) وقد ذكرنا الرواية الواردة بذلك فيما مضى قبل . ومعنى الكلام : يقول الرب : لمن السلطان اليوم ؟ وذلك يوم القيامة ، فيجيب نفسه فيقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد ) الذي لا مثل له ولا شبيه ( القهار ) لكل شيء سواه بقدرته ، الغالب بعزته .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=30173_29011_28726رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ( 15 )
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 16 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : هُوَ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ، وَرُفِعَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ) عَلَى الِابْتِدَاءِ . وَلَوْ جَاءَ نَصْبًا عَلَى الرَّدِّ عَلَى قَوْلِهِ : فَادْعُوا اللَّهَ ، كَانَ صَوَابًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15ذُو الْعَرْشِ ) يَقُولُ : ذُو السَّرِيرِ الْمُحِيطِ بِمَا دُونَهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) يَقُولُ : يُنَزِّلُ الْوَحْيَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32886مَعْنَى الرُّوحِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عَنَى بِهِ الْوَحْيَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ) قَالَ : الْوَحْيُ مِنْ أَمْرِهِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : عَنَى بِهِ الْقُرْآنَ وَالْكِتَابَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَصَمُّ قَالَ : ثَنَا
عِبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [ ص: 364 ] الْمُحَارِبِيِّ ، عَنْ
جُوَيْبِرٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) قَالَ : يَعْنِي بِالرُّوحِ : الْكِتَابَ يُنَزِّلُهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) ، وَقَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ) قَالَ : هَذَا الْقُرْآنُ هُوَ الرُّوحُ ، أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَى
جِبْرِيلَ ،
وَجِبْرِيلُ رُوحٌ نَزَلَ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) قَالَ . فَالْكُتُبُ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ هِيَ الرُّوحُ ؛ لِيُنْذِرَ بِهَا مَا قَالَ اللَّهُ يَوْمَ التَّلَاقِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ) قَالَ : الرُّوحُ : الْقُرْآنُ ، كَانَ أَبِي يَقُولُهُ . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : يَقُومُونَ لَهُ صَفًّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حِينَ يَنْزِلُ جَلَّ جَلَالُهُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : عَنَى بِهِ النُّبُوَّةَ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ قَالَ : ثَنَا
أَحْمَدُ قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) قَالَ : النُّبُوَّةَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ .
وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ مُتَقَارِبَاتُ الْمَعَانِي ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُ أَصْحَابِهَا بِهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ) يَقُولُ : لِيُنْذِرَ مَنْ يُلْقِي الرُّوحَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادِهِ - مَنْ أَمَرَ اللَّهُ بِإِنْذَارِهِ مِنْ خَلْقِهِ - عَذَابَ يَوْمٍ تَلْتَقِي فِيهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ ، وَهُوَ يَوْمُ التَّلَاقِ ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30291 ( nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يَوْمَ التَّلَاقِ ) مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، عَظَّمَهُ اللَّهُ ، وَحَذَّرَهُ عِبَادَهُ .
[ ص: 365 ]
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يَوْمَ التَّلَاقِ ) : يَوْمَ تَلْتَقِي فِيهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ ، وَالْخَالِقُ وَالْخَلْقُ .
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ قَالَ : ثَنَا
أَحْمَدُ قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يَوْمَ التَّلَاقِ ) تَلَقِّي أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ .
حَدَّثَنَا
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يَوْمَ التَّلَاقِ ) قَالَ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَ : يَوْمُ تَتَلَاقَى الْعِبَادُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ) يَعْنِي
nindex.php?page=treesubj&link=29011_30296بِقَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ) يَعْنِي الْمُنْذَرِينَ الَّذِينَ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ رُسُلَهُ لِيُنْذِرُوهُمْ . وَهُمْ ظَاهِرُونَ - يَعْنِي - لِلنَّاظِرِينَ لَا يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ جَبَلٌ وَلَا شَجَرٌ ، وَلَا يَسْتُرُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ سَاتِرٌ ، وَلَكِنَّهُمْ بِقَاعٍ صَفْصَفٍ لَا أَمْتَ فِيهِ وَلَا عِوَجَ . وَ " هُمْ " مِنْ قَوْلِهِ : ( يَوْمَ هُمْ ) فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِمَا بَعْدَهُ ، كَقَوْلِ الْقَائِلِ : فَعَلْتُ ذَلِكَ يَوْمَ الْحَجَّاجِ أَمِيرٌ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا لَمْ تُخْفَضْ هُمْ بِيَوْمٍ وَقَدْ أُضِيفَ إِلَيْهِ ؟ فَقَالَ بَعْضُ
نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ : أَضَافَ يَوْمَ إِلَى هُمْ فِي الْمَعْنَى ، فَلِذَلِكَ لَا يُنَوَّنُ الْيَوْمُ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=13يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ) وَمَعْنَاهُ : هَذَا يَوْمُ فِتْنَتِهِمْ ، وَلَكِنْ لَمَّا ابْتَدَأَ بِالِاسْمِ ، وَبَنَى عَلَيْهِ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى جَرِّهِ ، وَكَانَتِ الْإِضَافَةُ فِي الْمَعْنَى إِلَى الْفِتْنَةِ ، وَهَذَا إِنَّمَا يَكُونُ إِذَا كَانَ الْيَوْمُ فِي مَعْنَى إِذْ ، وَإِلَّا فَهُوَ قَبِيحٌ ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ : لَيْتَكَ زَمَنَ زَيْدٍ أَمِيرٌ : أَيْ إِذْ زَيْدٌ أَمِيرٌ ، وَلَوْ قُلْتَ : أَلْقَاكَ زَمَنَ زَيْدٍ أَمِيرٌ لَمْ يَحْسُنْ . وَقَالَ غَيْرُهُ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَنَّ الْأَوْقَاتَ جُعِلَتْ بِمَعْنَى إِذْ وَإِذَا ، فَلِذَلِكَ بَقِيَتْ عَلَى نَصْبِهَا فِي الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ وَالنَّصْبِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=66وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ) فَنَصَبُوا ، وَالْمَوْضِعُ خَفْضٌ ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ جُعِلَ مَوْضِعَ الْأَدَاةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُعْرَبَ بِوُجُوهِ الْإِعْرَابِ ؛ لِأَنَّهُ ظَهَرَ ظُهُورَ الْأَسْمَاءِ أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا يُعُودُ عَلَيْهِ الْعَائِدُ كَمَا يُعُودُ عَلَى الْأَسْمَاءِ ، فَإِنْ عَادَ الْعَائِدُ نُوِّنَ وَأُعْرِبَ وَلَمْ يُضَفْ ، فَقِيلَ : أَعْجَبَنِي يَوْمٌ فِيهِ تَقُولُ لَمَّا أَنْ خَرَجَ مِنْ مَعْنَى الْأَدَاةِ ، وَعَادَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ صَارَ اسْمًا صَحِيحًا . وَقَالَ : وَجَائِزٌ فَى إِذْ أَنْ تَقُولَ : أَتَيْتُكَ إِذْ تَقُومُ ،
[ ص: 366 ] كَمَا تَقُولُ : أَتَيْتُكَ يَوْمَ يَجْلِسُ الْقَاضِي ، فَيَكُونُ زَمَنًا مَعْلُومًا ، فَأَمَّا أَتَيْتُكَ يَوْمَ تَقُومُ فَلَا مُؤْنَةَ فِيهِ ، وَهُوَ جَائِزٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ . وَقَالَ : وَهَذِهِ الَّتِي تُسَمَّى إِضَافَةً غَيْرَ مَحْضَةٍ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدِي فِي ذَلِكَ ، أَنَّ نَصْبَ يَوْمٍ وَسَائِرِ الْأَزْمِنَةِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ نَظِيرُ نَصْبِ الْأَدَوَاتِ لِوُقُوعِهَا مَوَاقِعَهَا ، وَإِذَا أُعْرِبَتْ بِوُجُوهِ الْإِعْرَابِ ؛ فَلِأَنَّهَا ظَهَرَتْ ظُهُورَ الْأَسْمَاءِ ، فَعُومِلَتْ مُعَامَلَتَهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ ) أَيْ وَلَا مِنْ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي الدُّنْيَا ( شَيْءٌ ) .
وَكَانَ
قَتَادَةُ يَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ) وَلَكِنَّهُمْ بَرَزُوا لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَا يَسْتَتِرُونَ بِحَبْلٍ وَلَا مَدَرٍ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) يَعْنِي بِذَلِكَ : يَقُولُ الرَّبُّ : لِمَنِ الْمَلِكُ الْيَوْمَ ، وَتَرَكَ ذِكْرَ " يَقُولُ " اسْتِغْنَاءً بِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) وَقَدْ ذَكَرْنَا الرِّوَايَةَ الْوَارِدَةَ بِذَلِكَ فِيمَا مَضَى قَبْلُ . وَمَعْنَى الْكَلَامِ : يَقُولُ الرَّبُّ : لِمَنِ السُّلْطَانُ الْيَوْمَ ؟ وَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُجِيبُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِلَّهِ الْوَاحِدِ ) الَّذِي لَا مِثْلَ لَهُ وَلَا شَبِيهَ ( الْقَهَّارِ ) لِكُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ بِقُدْرَتِهِ ، الْغَالِبِ بِعِزَّتِهِ .