(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28995_33345والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون ( 61 ) )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60والقواعد من النساء ) يعني اللاتي قعدن عن الولد والحيض من الكبر ، لا يلدن ولا يحضن ، واحدتها " قاعد " بلا هاء . وقيل : قعدن عن الأزواج ، وهذا معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60اللاتي لا يرجون نكاحا ) أي : لا يردن الرجال لكبرهن ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : سميت المرأة قاعدا إذا كبرت ، لأنها تكثر القعود . وقال
ربيعة الرأي : هن العجز ، اللائي إذا رآهن الرجال استقذروهن ، فأما من كانت فيها بقية من جمال ، وهي محل الشهوة ، فلا تدخل في هذه الآية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ) عند الرجال ، يعني : يضعن بعض ثيابهن ، وهي الجلباب والرداء الذي فوق الثياب ، والقناع الذي فوق الخمار ، فأما الخمار فلا يجوز وضعه ، وفي قراءة
ابن مسعود رضي الله عنه
nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب : " أن يضعن من ثيابهن " ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60غير متبرجات بزينة ) أي : من غير أن يردن بوضع الجلباب ، والرداء إظهار زينتهن ،
nindex.php?page=treesubj&link=33344والتبرج هو أن تظهر المرأة من محاسنها ما ينبغي لها أن تتنزه عنه . ) ( وأن يستعففن ) فلا يلقين الجلباب والرداء ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60خير لهن والله سميع عليم ) قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28995ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) الآية ، اختلف العلماء في هذه الآية ، فقال
ابن عباس رضي الله عنهما لما أنزل الله - عز وجل - قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ( النساء - 29 ) ، تحرج المسلمون عن مؤاكلة
[ ص: 63 ] المرضى والزمنى والعمي والعرج ، وقالوا الطعام أفضل الأموال ، وقد نهانا الله عن أكل المال بالباطل . والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب ، والأعرج لا يتمكن من الجلوس ، ولا يستطيع المزاحمة على الطعام ، والمريض يضعف عن التناول فلا يستوفي الطعام ، فأنزل الله هذه الآية وعلى هذا التأويل يكون " على " بمعنى " في " أي : ليس في الأعمى ، يعني : ليس عليكم في
nindex.php?page=treesubj&link=18326_27214مؤاكلة الأعمى والأعرج والمريض .
وقال
سعيد بن جبير والضحاك وغيرهما كان العرجان والعميان والمرضى يتنزهون عن مؤاكلة الأصحاء ، لأن الناس يتقذرون منهم ويكرهون مؤاكلتهم ، ويقول الأعمى : ربما أكل أكثر ، ويقول الأعرج : ربما أخذ مكان الاثنين ، فنزلت هذه الآية . وقال
مجاهد : نزلت الآية ترخيصا لهؤلاء في الأكل من بيوت من سمى الله في هذه الآية ، وذلك أن هؤلاء كانوا يدخلون على الرجل لطلب الطعام فإذا لم يكن عنده ما يطعمهم ذهب بهم إلى بيوت آبائهم وأمهاتهم أو بعض من سمى الله في هذه الآية ، فكان أهل الزمانة يتحرجون من ذلك الطعام ويقولون ذهب بنا إلى بيت غيره ؟ فأنزل الله هذه الآية وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : كان المسلمون إذا غزوا خلفوا زمناهم ويدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا ، فكانوا يتحرجون من ذلك ويقولون لا ندخلها
[ ص: 64 ] وهم غيب ، فأنزل الله هذه الآية رخصة لهم قال
الحسن : نزلت هذه الآية رخصة لهؤلاء في التخلف عن الجهاد . قال : تم الكلام عند قوله : " ولا على المريض حرج " ، وقوله تعالى : ) ( ولا على أنفسكم ) كلام منقطع عما قبله
وقيل : لما نزل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ( النساء - 29 ) ، قالوا : لا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد ، فأنزل الله - عز وجل - (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) أي : لا حرج عليكم أن تأكلوا من بيوتكم . قيل : أراد من أموال عيالكم وأزواجكم وبيت المرأة كبيت الزوج . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : أراد من بيوت أولادكم ، نسب بيوت الأولاد إلى الآباء كما جاء في الحديث : " أنت ومالك لأبيك " ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه ) قال
ابن عباس رضي الله عنهما : عني بذلك وكيل الرجل وقيمه في ضيعته وماشيته ، لا بأس عليه أن يأكل من ثمر ضيعته ، ويشرب من لبن ماشيته ، ولا يحمل ولا يدخر . وقال
الضحاك : يعني في بيوت عبيدكم ومماليككم ، وذلك أن السيد يملك منزل عبده ، والمفاتيح الخزائن ، لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وعنده مفاتح الغيب ( الأنعام - 59 ) ويجوز أن يكون الذي يفتح به . قال
عكرمة : إذا ملك الرجل
[ ص: 65 ] المفتاح فهو خازن ، فلا بأس أن يطعم الشيء اليسير . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الرجل يولي طعامه غيره يقوم عليه فلا بأس أن يأكل منه وقال قوم : " ما ملكتم مفاتحه " ما خزنتموه عندكم قال
مجاهد وقتادة : من بيوت أنفسكم مما أحرزتم وملكتم .
) ( أو صديقكم ) الصديق الذي صدقك في المودة . قال
ابن عباس : نزلت في
الحارث بن عمرو رضي الله عنه ، خرج غازيا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلف
مالك بن زيد على أهله ، فلما رجع وجده مجهودا فسأله عن حاله ، فقال : تحرجت أن آكل طعامك بغير إذنك فأنزل الله هذه الآية . وكان
الحسن وقتادة يريان دخول الرجل بيت صديقه والتحرم بطعامه من غير استئذان منه في الأكل بهذه الآية . والمعنى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61ليس عليكم جناح أن تأكلوا ) من منازل هؤلاء إذا دخلتموها وإن لم يحضروا ، من غير أن تتزودوا وتحملوا .
قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28995_32286ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا ) نزلت في
بني ليث بن عمرو ، وهم حي من
بني كنانة كان الرجل منهم لا يأكل وحده حتى يجد ضيفا يأكل معه ، فربما قعد الرجل والطعام ، بين يديه من الصباح إلى الرواح ، وربما كانت معه الإبل الحفل ، فلا يشرب من ألبانها حتى يجد من يشاربه ، فإذا أمسى ولم يجد أحدا أكل ، هذا قول
قتادة والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني عن
ابن عباس رضي الله عنهما : كان الغني يدخل على الفقير من ذوي قرابته وصداقته فيدعوه إلى طعامه ، فيقول : والله إني لأجنح ، أي : أتحرج أن آكل معك وأنا غني وأنت فقير ، فنزلت هذه الآية . وقال
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح : نزلت في قوم من
الأنصار كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضيف إلا مع ضيفهم ، فرخص لهم أن يأكلوا كيف شاءوا ، جميعا أو أشتاتا متفرقين .
[ ص: 66 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ) أي : يسلم بعضكم على بعض ، هذا في
nindex.php?page=treesubj&link=18148دخول الرجل بيت نفسه يسلم على أهله ومن في بيته ، وهو قول
جابر nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري وقتادة والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار . وقال
قتادة : إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك فهو أحق من سلمت عليه ، وإذا دخلت بيتا لا أحد فيه فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . حدثنا أن الملائكة ترد عليه وعن
ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن لم يكن في البيت أحد فليقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، السلام على أهل البيت ورحمة الله . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28995_18148فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ) قال : إذا دخلت المسجد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61تحية من عند الله ) نصب على المصدر ، أي : تحيون أنفسكم تحية ، ) ( مباركة طيبة ) وقال
ابن عباس رضي الله عنهما : حسنة جميلة . وقيل : ذكر البركة والطيبة هاهنا لما فيه من الثواب والأجر (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28995_33345وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( 61 ) )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ ) يَعْنِي اللَّاتِي قَعَدْنَ عَنِ الْوَلَدِ وَالْحَيْضِ مِنَ الْكِبَرِ ، لَا يَلِدْنَ وَلَا يَحِضْنَ ، وَاحِدَتُهَا " قَاعِدٌ " بِلَا هَاءٍ . وَقِيلَ : قَعَدْنَ عَنِ الْأَزْوَاجِ ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا ) أَيْ : لَا يُرِدْنَ الرِّجَالَ لِكِبَرِهِنَّ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ قَاعِدًا إِذَا كَبُرَتْ ، لِأَنَّهَا تُكْثِرُ الْقُعُودَ . وَقَالَ
رَبِيعَةُ الرَّأْيُ : هُنَّ الْعُجَّزُ ، اللَّائِي إِذَا رَآهُنَّ الرِّجَالُ اسْتَقْذَرُوهُنَّ ، فَأَمَّا مَنْ كَانَتْ فِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ جِمَالٍ ، وَهِيَ مَحَلُّ الشَّهْوَةِ ، فَلَا تَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ) عِنْدَ الرِّجَالِ ، يَعْنِي : يَضَعْنَ بَعْضَ ثِيَابِهِنَّ ، وَهِيَ الْجِلْبَابُ وَالرِّدَاءُ الَّذِي فَوْقَ الثِّيَابِ ، وَالْقِنَاعِ الَّذِي فَوْقَ الْخِمَارِ ، فَأَمَّا الْخِمَارُ فَلَا يَجُوزُ وَضْعُهُ ، وَفِي قِرَاءَةِ
ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=34وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : " أَنْ يَضَعْنَ مِنْ ثِيَابِهِنَّ " ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ) أَيْ : مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرِدْنَ بِوَضْعِ الْجِلْبَابِ ، وَالرِّدَاءُ إِظْهَارُ زِينَتِهِنَّ ،
nindex.php?page=treesubj&link=33344وَالتَّبَرُّجُ هُوَ أَنْ تُظْهِرَ الْمَرْأَةُ مِنْ مَحَاسِنِهَا مَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَتَنَزَّهَ عَنْهُ . ) ( وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ ) فَلَا يُلْقِينَ الْجِلْبَابَ وَالرِّدَاءَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28995لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) الْآيَةَ ، اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ( النِّسَاءِ - 29 ) ، تَحَرَّجَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ مُؤَاكَلَةِ
[ ص: 63 ] الْمَرْضَى وَالزَّمْنَى وَالْعُمْيِ وَالْعُرْجِ ، وَقَالُوا الطَّعَامَ أَفْضَلُ الْأَمْوَالِ ، وَقَدْ نَهَانَا اللَّهُ عَنْ أَكْلِ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ . وَالْأَعْمَى لَا يُبْصِرُ مَوْضِعَ الطَّعَامِ الطَّيِّبَ ، وَالْأَعْرَجُ لَا يَتَمَكَّنُ مِنَ الْجُلُوسِ ، وَلَا يَسْتَطِيعُ الْمُزَاحَمَةَ عَلَى الطَّعَامِ ، وَالْمَرِيضُ يَضْعُفُ عَنِ التَّنَاوُلِ فَلَا يَسْتَوْفِي الطَّعَامَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ يَكُونُ " عَلَى " بِمَعْنَى " فِي " أَيْ : لَيْسَ فِي الْأَعْمَى ، يَعْنِي : لَيْسَ عَلَيْكُمْ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=18326_27214مُؤَاكَلَةِ الْأَعْمَى وَالْأَعْرَجِ وَالْمَرِيضِ .
وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكُ وَغَيْرُهُمَا كَانَ الْعُرْجَانُ وَالْعُمْيَانُ وَالْمَرْضَى يَتَنَزَّهُونَ عَنْ مُؤَاكَلَةِ الْأَصِحَّاءِ ، لِأَنَّ النَّاسَ يَتَقَذَّرُونَ مِنْهُمْ وَيَكْرَهُونَ مُؤَاكَلَتَهُمْ ، وَيَقُولُ الْأَعْمَى : رُبَّمَا أَكَلَ أَكْثَرَ ، وَيَقُولُ الْأَعْرَجُ : رُبَّمَا أَخَذَ مَكَانَ الِاثْنَيْنِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : نَزَلَتِ الْآيَةُ تَرْخِيصًا لِهَؤُلَاءِ فِي الْأَكْلِ مِنْ بُيُوتِ مَنْ سَمَّى اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى الرَّجُلِ لِطَلَبِ الطَّعَامِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُطْعِمُهُمْ ذَهَبَ بِهِمْ إِلَى بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ أَوْ بَعْضِ مَنْ سَمَّى اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، فَكَانَ أَهْلُ الزَّمَانَةِ يَتَحَرَّجُونَ مِنْ ذَلِكَ الطَّعَامِ وَيَقُولُونَ ذَهَبَ بِنَا إِلَى بَيْتِ غَيْرِهِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا غَزَوْا خَلَّفُوا زَمْنَاهُمْ وَيَدْفَعُونَ إِلَيْهِمْ مَفَاتِيحَ أَبْوَابِهِمْ وَيَقُولُونَ قَدْ أَحْلَلْنَا لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِمَّا فِي بُيُوتِنَا ، فَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ مِنْ ذَلِكَ وَيَقُولُونَ لَا نَدْخُلُهَا
[ ص: 64 ] وَهُمْ غُيَّبٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ رُخْصَةً لَهُمْ قَالَ
الْحَسَنُ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ رُخْصَةً لِهَؤُلَاءِ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الْجِهَادِ . قَالَ : تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ : " وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ " ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ) ( وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) كَلَامٌ مُنْقَطِعٌ عَمَّا قَبْلَهُ
وَقِيلَ : لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=29لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ( النِّسَاءِ - 29 ) ، قَالُوا : لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنَّا أَنْ يَأْكُلَ عِنْدَ أَحَدٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ ) أَيْ : لَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ . قِيلَ : أَرَادَ مِنْ أَمْوَالِ عِيَالِكُمْ وَأَزْوَاجِكُمُ وَبَيْتُ الْمَرْأَةِ كَبَيْتِ الزَّوْجِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : أَرَادَ مِنْ بُيُوتِ أَوْلَادِكُمْ ، نَسَبُ بُيُوتِ الْأَوْلَادِ إِلَى الْآبَاءِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ : " أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ " ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : عَنَيَ بِذَلِكَ وَكِيلَ الرَّجُلِ وَقَيِّمَهُ فِي ضَيْعَتِهِ وَمَاشِيَتِهِ ، لَا بَأْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِ ضَيْعَتِهِ ، وَيَشْرَبَ مِنْ لَبَنِ مَاشِيَتِهِ ، وَلَا يَحْمِلُ وَلَا يَدَّخِرُ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يَعْنِي فِي بُيُوتِ عَبِيدِكُمْ وَمَمَالِيكِكُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ السَّيِّدَ يَمْلِكُ مَنْزِلَ عَبْدِهِ ، وَالْمَفَاتِيحُ الْخَزَائِنُ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ( الْأَنْعَامِ - 59 ) وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي يَفْتَحُ بِهِ . قَالَ
عِكْرِمَةُ : إِذَا مَلَكَ الرَّجُلُ
[ ص: 65 ] الْمِفْتَاحَ فَهُوَ خَازِنٌ ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَطْعَمَ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الرَّجُلُ يُوَلِّي طَعَامَهُ غَيْرَهُ يَقُومُ عَلَيْهِ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ وَقَالَ قَوْمٌ : " مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ " مَا خَزَنْتُمُوهُ عِنْدَكُمْ قَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ : مِنْ بُيُوتِ أَنْفُسِكُمْ مِمَّا أَحْرَزْتُمْ وَمَلَكْتُمْ .
) ( أَوْ صَدِيقِكُمْ ) الصَّدِيقُ الَّذِي صَدَقَكَ فِي الْمَوَدَّةِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : نَزَلَتْ فِي
الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، خَرَجَ غَازِيًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَلَّفَ
مَالِكَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى أَهْلِهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ وَجَدَهُ مَجْهُودًا فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ ، فَقَالَ : تَحَرَّجْتُ أَنْ آكُلَ طَعَامَكَ بِغَيْرِ إِذْنِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ . وَكَانَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ يَرَيَانِ دُخُولَ الرَّجُلِ بَيْتَ صَدِيقِهِ وَالتَّحَرُّمَ بِطَعَامِهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانِ مِنْهُ فِي الْأَكْلِ بِهَذِهِ الْآيَةِ . وَالْمَعْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا ) مِنْ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ إِذَا دَخَلْتُمُوهَا وَإِنْ لَمْ يَحْضُرُوا ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَزَوَّدُوا وَتَحْمِلُوا .
قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28995_32286لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ) نَزَلَتْ فِي
بَنِي لَيْثِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ
بَنِي كِنَانَةَ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لَا يَأْكُلُ وَحْدَهُ حَتَّى يَجِدَ ضَيْفًا يَأْكُلُ مَعَهُ ، فَرُبَّمَا قَعَدَ الرَّجُلُ وَالطَّعَامُ ، بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الرَّوَاحِ ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مَعَهُ الْإِبِلُ الْحُفَّلُ ، فَلَا يَشْرَبُ مِنْ أَلْبَانِهَا حَتَّى يَجِدَ مَنْ يُشَارِبُهُ ، فَإِذَا أَمْسَى وَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا أَكَلَ ، هَذَا قَوْلُ
قَتَادَةَ وَالضَّحَاكِ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنِ جُرَيْجٍ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : كَانَ الْغَنِيُّ يَدْخُلُ عَلَى الْفَقِيرِ مِنْ ذَوِي قَرَابَتِهِ وَصَدَاقَتِهِ فَيَدْعُوهُ إِلَى طَعَامِهِ ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ إِنِّي لِأَجَّنَّحُ ، أَيْ : أَتَحَرَّجُ أَنْ آكُلَ مَعَكَ وَأَنَا غَنِيٌّ وَأَنْتَ فَقِيرٌ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12045وَأَبُو صَالِحٍ : نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ كَانُوا لَا يَأْكُلُونَ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ ضَيْفٌ إِلَّا مَعَ ضَيْفِهِمْ ، فَرَخَّصَ لَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا كَيْفَ شَاءُوا ، جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا مُتَفَرِّقِينَ .
[ ص: 66 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) أَيْ : يُسَلِّمُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ، هَذَا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=18148دُخُولِ الرَّجُلِ بَيْتَ نَفْسِهِ يُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِهِ وَمَنْ فِي بَيْتِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ
جَابِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16248وَطَاوُسٍ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَاكِ nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : إِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِكَ فَهُوَ أَحَقُّ مَنْ سَلَّمْتَ عَلَيْهِ ، وَإِذَا دَخَلَتْ بَيْتًا لَا أَحَدَ فِيهِ فَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ . حُدِّثْنَا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَرُدُّ عَلَيْهِ وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28995_18148فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) قَالَ : إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ فَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) نُصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ ، أَيْ : تُحَيُّونَ أَنْفُسَكُمْ تَحِيَّةً ، ) ( مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ . وَقِيلَ : ذَكَرَ الْبَرَكَةَ وَالطِّيبَةَ هَاهُنَا لِمَا فِيهِ مِنَ الثَّوَابِ وَالْأَجْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )