فصل
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33940_33753فيما روي عنه من الكلمات الناقصة والجراءة البالغة
قال
أبو داود : ثنا
محمد بن العلاء ، ثنا
أبو بكر ، عن
عاصم قال : سمعت
الحجاج ، وهو على المنبر يقول : اتقوا الله ما استطعتم ليس فيها
[ ص: 533 ] مثنوية واسمعوا وأطيعوا ليس فيها مثنوية لأمير المؤمنين
عبد الملك ، والله لو أمرت الناس أن يخرجوا من باب المسجد فخرجوا من باب آخر لحلت لي دماؤهم وأموالهم ، والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان ذلك لي من الله حلالا ، وما عذيري من عبد هذيل يزعم أن قرآنه من عند الله ، والله ما هي إلا رجز من رجز الأعراب ما أنزلها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ، وعذيري من هذه الحمراء ، يزعم أحدهم يرمي بالحجر فيقول : إلى أن يقع الحجر حدث أمر . فوالله لأدعنهم كالأمس الدابر . قال : فذكرته
للأعمش ، فقال : وأنا والله سمعته منه .
وروراه
أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن
محمد بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش ، عن
عاصم بن أبي النجود nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، أنهما سمعا
الحجاج قبحه الله يقول ذلك ، وفيه : والله لو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب ، فخرجتم من هذا الباب ، لحلت لي دماؤكم ، ولا أجد أحدا يقرأ على قراءة
ابن أم عبد إلا ضربت عنقه ، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير .
وروراه غير واحد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش بنحوه وفي بعض الروايات : والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه . وهذا من جراءة
الحجاج - قبحه الله -
[ ص: 534 ] وإقدامه على الكلام السيئ والدماء الحرام . وإنما نقم على قراءة
ابن مسعود رضي الله عنه لكونه خالف القراءة على المصحف الإمام ، الذي جمع الناس عليه
عثمان ، والظاهر أن
ابن مسعود رجع إلى قول
عثمان وموافقيه ، والله أعلم .
وقال
علي بن عبد الله بن مبشر ، عن
عباس الدوري ، عن
مسلم بن إبراهيم ، ثنا
الصلت بن دينار ، سمعت
الحجاج على منبر
واسط يقول :
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رأس المنافقين ، لو أدركته لأسقيت الأرض من دمه . قال : وسمعته على منبر
واسط وتلا هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال : والله إن كان
سليمان لحسودا . وهذه جراءة عظيمة تفضي به إلى الكفر ، قبحه الله وأخزاه ، وأبعده وأقصاه .
ومن الطامات أيضا ما رواه
أبو داود ، ثنا
إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، ثنا
جرير ( ح ) . وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ، ثنا
جرير ، عن
المغيرة ، عن
بزيع بن خالد الضبي ، قال : سمعت
الحجاج يخطب ، فقال في خطبته : رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله؟ فقلت في نفسي : لله علي أن لا أصلي خلفك صلاة أبدا ، وإن وجدت قوما يجاهدونك لأجاهدنك معهم . زاد
إسحاق في حديثه : فقاتل في الجماجم حتى قتل . فإن صح هذا عنه فظاهره
[ ص: 535 ] كفر إن أراد تفضيل منصب الخلافة على الرسالة ، أو أراد أن الخليفة من
بني أمية أفضل من الرسول .
وقال
الأصمعي : ثنا
أبو عاصم النبيل ، ثنا
أبو حفص الثقفي ، قال : خطب
الحجاج يوما فأقبل عن يمينه فقال : ألا إن
الحجاج كافر ، ثم أطرق فقال : إن
الحجاج كافر . ثم أطرق فأقبل عن يساره فقال : ألا إن
الحجاج كافر . فعل ذلك مرارا ، ثم قال : كافر يا أهل
العراق باللات والعزى .
وقال
حنبل بن إسحاق : ثنا
هارون بن معروف ، ثنا
ضمرة ، ثنا
ابن شوذب ، عن
مالك بن دينار قال : بينما
الحجاج يخطبنا يوما ، إذ قال :
الحجاج كافر . قلنا : ما له؟ أي شيء يريد؟ قال :
الحجاج كافر بيوم الأربعاء والبغلة الشهباء . وقال
الأصمعي : قال
عبد الملك يوما
nindex.php?page=showalam&ids=14078للحجاج : إنه ما من
أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه ، فصف لي عيب نفسك . فقال : اعفني يا أمير المؤمنين . فأبى ، فقال : أنا لجوج حقود حسود . فقال
عبد الملك : ما في الشيطان شر مما ذكرت . وفي رواية أنه قال : إذا بينك وبين إبليس نسب .
وبالجملة فقد كان
الحجاج نقمة على أهل
العراق بما سلف لهم من الذنوب ، والخروج على الأئمة ، وخذلانهم لهم ، وعصيانهم ومخالفتهم ، والافتيات
[ ص: 536 ] عليهم .
قال
يعقوب بن سفيان : حدثنا
أبو صالح عبد الله بن صالح ، حدثني
معاوية بن صالح ، عن
شريح بن عبيد ، عن من حدثه ، قال : جاء رجل إلى
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأخبره أن أهل
العراق حصبوا أميرهم فخرج غضبان ، فصلى لنا صلاة ، فسها فيها حتى جعل الناس يقولون : سبحان الله سبحان الله . فلما سلم أقبل على الناس ، فقال : من هاهنا من أهل
الشام؟ فقام رجل ، ثم قام آخر ، ثم قمت أنا ثالثا أو رابعا ، فقال : يا أهل
الشام ، استعدوا لأهل
العراق ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ ، اللهم إنهم قد لبسوا عليهم فالبس عليهم ، وعجل عليهم بالغلام الثقفي ، يحكم فيهم بحكم الجاهلية ، لا يقبل من محسنهم ، ولا يتجاوز عن مسيئهم . وقد رويناه في كتاب " مسند
عمر بن الخطاب " من طريق
أبي عذبة الحمصي ، عن
عمر مثله .
وقال
عبد الرزاق : أخبرنا
جعفر بن سليمان ، عن
مالك بن دينار ، عن
الحسن قال : قال
علي بن أبي طالب اللهم كما ائتمنتهم فخانوني ونصحت لهم فغشوني ، فسلط عليهم فتى
ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتها ، ويلبس فروتها ، ويحكم فيها بحكم الجاهلية . قال : يقول
الحسن : وما خلق
الحجاج يومئذ .
ورواه
معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن
أيوب ، عن
مالك بن أوس بن [ ص: 537 ] الحدثان ، عن
علي أنه قال : الشاب الذيال أمير المصرين ، يلبس فروتها ، ويأكل خضرتها ويقتل أشراف أهلها ، يشتد منه الفرق ، ويكثر منه الأرق ، ويسلطه الله على شيعته .
وقال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " دلائل النبوة " : أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ ، ثنا
أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا
سعيد بن مسعود ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أنبأ
العوام بن حوشب ، حدثني
حبيب بن أبي ثابت ، قال : قال
علي لرجل : لا مت حتى تدرك فتى
ثقيف . قيل له : يا أمير المؤمنين ، وما فتى
ثقيف؟ قال : ليقالن له يوم القيامة : اكفنا زاوية من زوايا جهنم . رجل يملك عشرين أو بضعا وعشرين - سنة ، لا يدع لله معصية إلا ارتكبها ، حتى لو لم يبق إلا معصية واحدة وكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها ، يقتل بمن أطاعه من عصاه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، حدثنا
القاسم بن زكريا ، ثنا
إسماعيل بن موسى السدي ، ثنا
علي بن مسهر ، عن
الأجلح ، عن
الشعبي ، عن
أم حكيم بنت عمر بن سنان الجدلية قالت : استأذن
الأشعث بن قيس على
علي فرده
قنبر فأدمى أنفه ، فخرج
علي فقال : ما لك وله يا
أشعث؟ أما والله لو بعبد
ثقيف [ ص: 538 ] تمرست لاقشعرت شعيرات استك . قيل له : يا أمير المؤمنين ، ومن عبد
ثقيف؟ قال : غلام يليهم لا يبقي أهل بيت من العرب إلا ألبسهم ذلا . قيل : كم يملك؟ قال : عشرين إن بلغ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، أنبأ
الحسين بن الحسن بن أيوب ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي ، ثنا
عبد الله بن يوسف التنيسي ، ثنا
هشام بن يحيى الغساني قال : قال
عمر بن عبد العزيز لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا
nindex.php?page=showalam&ids=14078بالحجاج لغلبناهم . وقال
أبو بكر بن عياش ، عن
عاصم بن أبي النجود أنه قال : ما بقيت لله عز وجل حرمة إلا وقد ارتكبها
الحجاج .
وقد تقدم الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512656إن في ثقيف كذابا ومبيرا ، وقد ذكرنا شأن
المختار بن أبي عبيد ، وهو الكذاب المذكور في هذا الحديث ، وقد كان يظهر الرفض أولا ، ويبطن الكفر المحض ، وأما المبير فهو
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف هذا ، وقد كان ناصبيا يبغض
عليا وشيعته في هوى
آل مروان بني أمية ، وكان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة .
وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا ، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها ، وإلا فهو باق في عهدتها ، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه; فإن
الشيعة كانوا
[ ص: 539 ] يبغضونه جدا لوجوه ، وربما حرفوا عليه بعض الكلم ، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات .
وقد روينا عنه ، أنه كان يتدين بترك المسكر ، وكان يكثر تلاوة القرآن ، ويتجنب المحارم ، ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج ، وإن كان متسرعا في سفك الدماء . فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وسائرها ، وخفيات الصدور وضمائرها .
وقال
المعافى بن زكريا الجريري المعروف بابن طرارا البغدادي : ثنا
محمد بن القاسم الأنباري ، ثنا أبي ، ثنا
أحمد بن عبيد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12861هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، ثنا
عوانة بن الحكم الكلبي ، قال : دخل
أنس بن مالك على
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف ، فلما وقف بين يديه سلم عليه فقال له : إيه إيه يا
أنيس ، يوم لك مع
علي ، ويوم لك مع
ابن الزبير ، ويوم لك مع
ابن الأشعث ، والله لأستأصلنك كما تستأصل الشأفة ، ولأدمغنك كما تدمغ الصمغة . فقال
أنس : إياي يعني الأمير أصلحه الله؟ قال : إياك ، سك الله سمعك . قال
أنس : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والله لولا الصبية الصغار ما باليت
[ ص: 540 ] أي قتلة قتلت ، ولا أي ميتة مت . ثم خرج من عند
الحجاج فكتب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان يخبره بما قال له
الحجاج ، فلما قرأ
عبد الملك كتاب
أنس استشاط غضبا ، وصفق عجبا ، وتعاظم ذلك من
الحجاج ، وكان كتاب
أنس إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان :
بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين ، من
أنس بن مالك ، أما بعد; فإن
الحجاج قال لي هجرا ، وأسمعني نكرا ، ولم أكن لذلك أهلا ، فخذ لي على يديه ، فإني أمت بخدمتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتي إياه ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
فبعث
عبد الملك إلى
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وكان مصادقا
nindex.php?page=showalam&ids=14078للحجاج فقال له : دونك كتابي هذين فخذهما ، واركب البريد إلى
العراق ، وابدأ
بأنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فادفع كتابي إليه ، وأبلغه مني السلام ، وقل له : يا
أبا حمزة ، قد كتبت إلى
الحجاج الملعون كتابا ، إذا قرأه كان أطوع لك من أمتك . وكان كتاب
عبد الملك إلى
أنس بن مالك :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان ، إلى
أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد; فقد قرأت كتابك ، وفهمت ما ذكرت من شكايتك
الحجاج ، وما سلطته عليك ، ولا أمرته بالإساءة إليك ، فإن عاد لمثلها اكتب إلي بذلك أنزل به عقوبتي ، وتحسن لك معونتي ، والسلام .
فلما قرأ
أنس كتابه وأخبر برسالته قال : جزى الله أمير المؤمنين عني خيرا ، وعافاه وكفاه ، وكافأه بالجنة ، فهذا كان ظني به والرجاء منه .
فقال
إسماعيل بن عبيد الله لأنس :
[ ص: 541 ] يا
أبا حمزة ، إن
الحجاج عامل أمير المؤمنين ، وليس بك عنه غنى ، ولا بأهل بيتك ، ولو جعل لك في جامعة ثم دفع إليك لقدر أن يضر وينفع ، فقاربه وداره; تعش معه بخير وسلام . فقال
أنس : أفعل إن شاء الله . ثم خرج
إسماعيل من عنده فدخل على
الحجاج ، فلما رآه
الحجاج قال : مرحبا برجل أحبه وكنت أحب لقاءه . فقال
إسماعيل : أنا والله كنت أحب لقاءك في غير ما أتيتك به . فتغير لون
الحجاج ، وقال : ما أتيتني به؟ قال : فارقت أمير المؤمنين وهو أشد الناس عليك غضبا ، ومنك بعدا . قال : فاستوى
الحجاج جالسا مرعوبا فرمى إليه
إسماعيل بالطومار ، فجعل
الحجاج ينظر فيه مرة ويعرق ، وينظر إلى
إسماعيل أخرى ، فلما نقضه قال : قم بنا إلى
أبي حمزة نعتذر إليه ونترضاه . فقال له
إسماعيل : لا تعجل . فقال : كيف لا أعجل ، وقد أتيتني بآبدة؟
وكان في الطومار : إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف : بسم الله الرحمن الرحيم ، من
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف ، أما بعد; فإنك عبد طمت بك الأمور فسموت فيها ، وعدوت طورك ، وجاوزت قدرك ، وركبت داهية إدا ، وأردت أن تبورني ، فإن سوغتكها مضيت قدما ، وإن لم أسوغها
[ ص: 542 ] رجعت القهقرى ، فلعنك الله عبدا أخفش العينين ، منقوص الجاعرتين ، أنسيت مكاسب آبائك
بالطائف ، وحفرهم الآبار ، ونقلهم الصخور على ظهورهم في المناهل؟ يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب ، والله لأغمزنك غمز الليث الثعلب ، والصقر الأرنب ، وثبت على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، فلم تقبل له إحسانه ، ولم تجاوز له إساءته ، جرأة منك على الرب عز وجل ، واستخفافا منك بالعهد ، والله لو أن
اليهود والنصارى رأت رجلا خدم
عزير بن عزرا وعيسى ابن مريم لعظمته وشرفته وأكرمته ، فكيف وهذا
أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين ، يطلعه على سره ، ويشاوره في أمره ، ثم هو مع هذا بقية من بقايا أصحابه ، فإذا قرأت كتابي هذا فكن أطوع له من خفه ونعله ، وإلا أتاك مني سهم مثكل بحتف قاض ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون .
وقد تكلم
ابن طرارا على ما وقع في هذا الكتاب من الغريب ، وكذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة وغيرهما من أئمة اللغة . والله أعلم .
[ ص: 543 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : ثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، عن
سفيان ، عن
الزبير يعني ابن عدي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512657شكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج ، فقال : اصبروا; فإنه لا يأتي عليكم عام أو يوم إلا والذي بعده شر منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل ، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم . وهذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
محمد بن يوسف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان وهو الثوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=14414الزبير بن عدي ، عن
أنس ، قال :
لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه الحديث . قلت : ومن الناس من يروي هذا الحديث بالمعنى فيقول : كل عام ترذلون . وهذا اللفظ لا أصل له ، وإنما هو مأخوذ من معنى هذا الحديث ، والله أعلم .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
الشعبي قال : يأتي على الناس زمان يصلون فيه على
الحجاج . وقال
أبو نعيم ، عن
يونس بن أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11865أبي السفر قال : قال
الشعبي : والله لئن بقيتم لتمنون
الحجاج . وقال
الأصمعي : قيل
للحسن : إنك تقول : الآخر شر من الأول . وهذا
عمر بن عبد العزيز بعد
الحجاج . فقال
الحسن : لا بد للناس من تنفيسات .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران بعث
الحجاج إلى
الحسن وقد هم به ، فلما قام بين يديه ، قال : يا
حجاج ، كم بينك وبين
آدم من أب؟ قال : كثير . قال : فأين
[ ص: 544 ] هم ؟ قال : ماتوا . قال : فنكس
الحجاج رأسه ، وخرج
الحسن .
وقال
أيوب السختياني : إن
الحجاج أراد قتل
الحسن مرارا ، فعصمه الله منه . وقد ذكر له معه مناظرات ، على أن
الحسن لم يكن ممن يرى الخروج عليه ، وكان ينهى أصحاب
ابن الأشعث عن ذلك ، وإنما خرج معهم مكرها ، كما قدمنا ، وكان
الحسن يقول : إنما هو نقمة ، فلا تقابل نقمة الله بالسيف ، وعليكم بالصبر والسكينة والتضرع .
وقال
ابن دريد ، عن
الحسن بن الخضر ، عن
ابن عائشة قال : أتي
nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك برجل من
الخوارج ، فقيل له : ما تقول في
أبي بكر وعمر؟ فأثنى خيرا ، قال :
فعثمان؟ فأثنى خيرا ، حتى قيل له : فما تقول في
عبد الملك بن مروان؟ فقال : الآن جاءت المسألة ، ما أقول في رجل
الحجاج خطيئة من خطاياه؟
وقال
الأصمعي ، عن
علي بن مسلم الباهلي ، قال : أتي
الحجاج بامرأة من
الخوارج ، فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه ، ولا ترد عليه كلاما ، فقال لها بعض الشرط : يكلمك الأمير وأنت معرضة عنه؟ فقالت : إني لأستحي من الله أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه . فأمر بها فقتلت .
وقد ذكرنا في سنة أربع وتسعين كيفية مقتل
الحجاج nindex.php?page=showalam&ids=15992لسعيد بن جبير ، وما دار بينهما من الكلام والمراجعة .
[ ص: 545 ] وقد قال
أبو بكر بن أبي خيثمة : ثنا
أبو ظفر ، ثنا
جعفر بن سليمان ، عن
بسطام بن مسلم ، عن
قتادة قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=15992لسعيد بن جبير : خرجت على
الحجاج؟ قال : إني والله ما خرجت عليه حتى كفر . ويقال : إنه لم يقتل بعده إلا رجلا واحدا اسمه
ماهان ، وكان قد قتل قبله خلقا كثيرا ، أكثرهم ممن خرج مع
ابن الأشعث .
وقال
أبو عيسى الترمذي : ثنا
أبو داود سليمان بن سلم البلخي ، ثنا
النضر بن شميل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، قال : أحصوا ما قتل
الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا . قال
الأصمعي : ثنا
أبو عاصم ، عن
عباد بن كثير ، عن
قحذم ، قال : أطلق
سليمان بن عبد الملك في غداة واحدة أحدا وثمانين ألف أسير ، وعرضت السجون بعد
الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفا ، لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب ، وكان في من حبس أعرابي وجد يبول في أصل ربض مدينة
واسط ، وكان في من أطلق ، فأنشأ يقول :
إذا نحن جاوزنا مدينة واسط خرينا وصلينا بغير حساب
وقد كان
الحجاج مع هذا العنف الشديد لا يستخرج من خراج
العراق كبير أمر . قال
ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=12352وإبراهيم الحربي : ثنا
سليمان بن أبي شيخ ، ثنا
[ ص: 546 ] صالح بن سليمان ، قال : قال
عمر بن عبد العزيز : لو تخابثت الأمم وجئنا
nindex.php?page=showalam&ids=14078بالحجاج لغلبناهم ، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة ، لقد ولي
العراق وهو أوفر ما يكون في العمارة ، فأخس به حتى صيره إلى أربعين ألف ألف ، ولقد أدي إلي في عامي هذا ثمانون ألف ألف ، وإن بقيت إلى قابل رجوت أن يؤدى إلي ما أدي إلى
عمر بن الخطاب ; مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12909أبو بكر بن المقرئ : ثنا
أبو عروبة ، ثنا
عمرو بن عثمان ، ثنا أبي سمعت جدي قال : كتب
عمر بن عبد العزيز إلى
عدي بن أرطاة : بلغني أنك تستن بسنن
الحجاج فلا تستن بسننه ، فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها ، ويأخذ الزكاة من غير حقها ، وكان لما سوى ذلك أضيع .
وقال
يعقوب بن سفيان : ثنا
سعيد بن أسد ، ثنا
ضمرة ، عن
الريان بن مسلم قال : بعث
عمر بن عبد العزيز بآل أبي عقيل أهل بيت الحجاج إلى صاحب
اليمن ، وكتب إليه : أما بعد ، فإني قد بعثت
بآل أبي عقيل وهم شر بيت في العرب ، ففرقهم في العمل على قدر هوانهم على الله وعلينا ، وعليك السلام . وإنما نفاهم .
وقال
الأوزاعي : سمعت
القاسم بن مخيمرة يقول : كان
الحجاج ينقض
[ ص: 547 ] عرى الإسلام . وذكر حكاية . وقال
أبو بكر بن عياش ، عن
عاصم : لم يبق لله حرمة إلا ارتكبها
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17329يحيى بن عيسى الرملي ، عن
الأعمش : اختلفوا في
الحجاج ، فسألوا
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا ، فقال : تسألوني عن الشيخ الكافر؟
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ، عن
الشعبي أنه قال :
الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت ، كافر بالله العظيم . كذا قال ، والله أعلم . وقال
الثوري ، عن
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : عجبا لإخواننا من أهل
العراق; يسمون
الحجاج مؤمنا ! وقال
الثوري ، عن
ابن عون : سمعت
أبا وائل يسأل عن
الحجاج : أتشهد أنه من أهل النار؟ قال : أتأمروني أن أشهد على الله العظيم . وقال
الثوري ، عن
منصور ، سألت
إبراهيم عن لعن
الحجاج أو بعض الجبابرة ، فقال : أليس الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ألا لعنة الله على الظالمين ( هود : 18 ) ؟ وبه; قال
إبراهيم : وكفى بالرجل عمى أن يعمى عن أمر
الحجاج .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع : لأنا
nindex.php?page=showalam&ids=14078للحجاج أرجى مني
nindex.php?page=showalam&ids=16711لعمرو بن عبيد; لأن
الحجاج قتل
[ ص: 548 ] الناس على الدنيا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة ، فقتل الناس بعضهم بعضا . وقال
الزبرقان : سببت
الحجاج يوما عند
أبي وائل ، فقال : لا تسبه; لعله قال يوما : اللهم ارحمني . فيرحمه ، إياك ومجالسة من يقول : أرأيت أرأيت . وقال
عوف : ذكر
الحجاج عند
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، فقال : مسكين
أبو محمد; إن يعذبه الله عز وجل فبذنبه ، وإن يغفر له فهنيئا له ، وإن يلق الله بقلب سليم ، فقد أصاب الذنوب من هو خير منه . فقيل له : ما القلب السليم؟ قال : أن تعلم أن الله حق ، وأن الساعة حق قائمة ، وأن الله يبعث من في القبور .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13890أبو قاسم البغوي : ثنا
أبو سعيد ، ثنا
أبو أسامة ، قال : قال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=16004لسفيان الثوري : اشهد على
الحجاج وعلى
أبي مسلم أنهما في النار . قال : لا ، إذا أقرا بالتوحيد . وقال
الرياشي : حدثنا
عباس الأزرق ، عن
السري بن يحيى قال : مر
الحجاج في يوم جمعة فسمع استغاثة ، فقال : ما هذا؟ فقيل له : أهل السجون يقولون : قتلنا الحر . فقال : قولوا لهم : اخسئوا فيها
[ ص: 549 ] ولا تكلمون . قال : فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة . وقال بعضهم : رأيته وهو يأتي الجمعة ، وقد كاد يهلك من العلة . وقال
الأصمعي : لما مرض
الحجاج أرجف الناس بموته ، فقال في خطبته : إن طائفة من أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم ، فقالوا : مات
الحجاج ، ومات
الحجاج . فمه ، وهل يرجو
الحجاج الخير إلا بعد الموت؟ والله ما يسرني أن لا أموت وأن لي الدنيا وما فيها ، وما رأيت الله رضي التخليد إلا لأهون خلقه عليه إبليس ، قال الله له :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15إنك من المنظرين [ الأعراف : 15 ] . فأنظره إلى يوم الدين ، ولقد دعا الله العبد الصالح ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي [ ص : 35 ] . فأعطاه الله ذلك إلا البقاء ، فما عسى أن يكون أيها الرجل ، وكلكم ذلك الرجل ، كأني والله بكل حي منكم ميتا ، وبكل رطب يابسا ، ثم نقل في ثياب أكفانه إلى ثلاثة أذرع طولا في ذراع عرضا ، فأكلت الأرض لحمه ، ومصت صديده ، وانصرف الحبيب من ولده يقسم الحبيب من ماله ، إن الذين يعقلون يعقلون ما أقول . ثم نزل .
وقال
إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني ، عن أبيه ، عن جده ، عن
عمر بن عبد العزيز أنه قال : ما حسدت
الحجاج عدو الله على شيء
[ ص: 550 ] حسدي إياه على حبه القرآن وإعطائه أهله ، وقوله حين حضرته الوفاة : اللهم اغفر لي ، فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل . وقال
أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا
علي بن الجعد ، حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، عن
محمد بن المنكدر قال : كان
عمر بن عبد العزيز يبغض
الحجاج ، فنفس عليه بكلمة قالها عند الموت : اللهم اغفر لي فإنهم زعموا أنك لا تفعل . قال : وحدثني بعض أهل العلم ، قال : قيل
للحسن : إن
الحجاج قال عند الموت كذا وكذا قال : أقالها؟ قالوا : نعم . قال : عسى . وقال
أبو العباس المبرد ، عن
الرياشي ، عن
الأصمعي قال : لما حضرت
الحجاج الوفاة أنشأ يقول :
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا بأنني رجل من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهم ما علمهم بعظيم العفو غفار
قال : فأخبر بذلك
الحسن فقال : تالله إن نجا فبهما . وزاد بعضهم في ذلك :
إن الموالي إذا شابت عبيدهم في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرما قد شبت في الرق فاعتقني من النار
[ ص: 551 ] وقال
ابن أبي الدنيا ثنا
أحمد بن عبد الله التيمي ، قال : لما مات
الحجاج لم يعلم بموته حتى أشرفت جارية فبكت ، فقالت : ألا إن مطعم الطعام ومفلق الهام ، وسيد أهل
الشام قد مات ، ثم أنشأت تقول :
اليوم يرحمنا من كان يغبطنا واليوم يأمننا من كان يخشانا
وروى
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه أنه أخبر بموت
الحجاج مرارا ، فلما تحقق وفاته قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=45فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ( الأنعام : 45 ) .
وروى غير واحد أن
الحسن لما بشر بموت
الحجاج سجد شكرا لله تعالى ، وكان مختفيا فظهر ، وقال : اللهم أمته فأذهب عنا سنته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد بن أبي سليمان : لما أخبرت
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي بموت
الحجاج بكى من الفرح . وقال
أبو بكر بن أبي خيثمة : ثنا
سليمان بن أبي شيخ ، ثنا
صالح بن سليمان ، قال : قال
زياد بن الربيع الحارثي لأهل السجن : يموت
الحجاج في مرضه هذا في ليلة كذا وكذا . فلما كانت تلك الليلة لم ينم أهل السجن فرحا ، جلسوا ينتظرون حتى سمعوا الواعية ، وذلك ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان ، وقيل : كان ذلك لخمس بقين من رمضان . وقيل : في شوال من هذه
[ ص: 552 ] السنة . وكان عمره إذ ذاك خمسا وخمسين سنة; لأن مولده كان عام الجماعة سنة أربعين . وقيل : بعدها بسنة . وقيل : قبلها بسنة . فالله أعلم .
مات
بواسط ، وعفي قبره ، وأجري عليه الماء لكيلا ينبش ويحرق . والله أعلم .
وقال
الأصمعي : ما كان أعجب
الحجاج ، ما ترك إلا ثلاثمائة درهم . وقال
الواقدي : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12455عبد الله بن محمد بن عبيد ، حدثني
عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب ، ثنا عمي قال : زعموا أن
الحجاج مات ولم يترك إلا ثلاثمائة درهم ، ومصحفا ، وسيفا ، وسرجا ، ورحلا ، ومائة درع موقوفة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16122شهاب بن خراش : حدثني عمي
يزيد بن حوشب قال : بعث إلي
أبو جعفر المنصور فقال : حدثني بوصية
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف . فقلت : اعفني يا أمير المؤمنين . فقال : حدثني بها . فقلت : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف ، أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن
محمدا عبده ورسوله ، وأنه لا يعرف إلا طاعة
nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك عليها يحيا ، وعليها يموت ، وعليها يبعث ، وأوصى بتسعمائة درع حديد; ستمائة منها لمنافقي أهل
العراق يغزون بها ، وثلاثمائة للترك . قال : فرفع
أبو جعفر رأسه إلى
أبي العباس الطوسي وكان قائما على رأسه فقال : هذه والله الشيعة لا شيعتكم .
وقال
الأصمعي عن أبيه قال : رأيت
الحجاج في المنام فقلت : ما فعل الله بك؟ فقال : قتلني بكل قتلة قتلت بها إنسانا . قال : ثم رأيته بعد الحول فقلت :
[ ص: 553 ] يا
أبا محمد ، ما صنع الله بك؟ فقال : يا ماص بظر أمه ، أما سألت عن هذا عام أول؟ وقال القاضي
أبو يوسف كنت عند
الرشيد فدخل عليه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، رأيت
الحجاج البارحة في النوم ، قال : في أي زي رأيته؟ قال : في زي قبيح . فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال : ما أنت وذاك يا ماص بظر أمه؟ فقال
هارون : صدقت والله ، أنت رأيت
الحجاج حقا ، ما كان
أبو محمد ليدع صرامته حيا وميتا .
وقال
حنبل بن إسحاق : ثنا
هارون بن معروف ، ثنا
ضمرة ، ثنا
ابن شوذب ، عن
أشعث الحداني . قال : رأيت
الحجاج في المنام في حالة سيئة ، فقلت : يا
أبا محمد ما صنع بك ربك؟ قال : ما قتلت أحدا قتلة إلا قتلني بها . فقلت : ثم مه . قال : ثم أمر بي إلى النار . قلت : ثم مه . قال : ثم أرجو ما يرجو أهل لا إله إلا الله . قال : وكان
ابن سيرين يقول : إني لأرجو له . فبلغ ذلك
الحسن فقال : أما والله ليخلفن الله رجاءه فيه .
وقال
أحمد بن أبي الحواري : سمعت
أبا سليمان الداراني يقول : كان
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري لا يجلس مجلسا إلا ذكر فيه
الحجاج فدعا عليه ، قال : فرآه
[ ص: 554 ] في منامه فقال له : أنت
الحجاج؟ قال : أنا
الحجاج . قال : ما فعل الله بك؟ قال : قتلت بكل قتيل قتلته ، ثم عزلت مع الموحدين . قال : فأمسك
الحسن بعد ذلك عن شتمه . والله أعلم .
فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=33730_33940_33753فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الْكَلِمَاتِ النَّاقِصَةِ وَالْجَرَاءَةِ الْبَالِغَةِ
قَالَ
أَبُو دَاوُدَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، ثَنَا
أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ
الْحَجَّاجَ ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : اتَّقَوْا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ لَيْسَ فِيهَا
[ ص: 533 ] مَثْنَوِيَّةٌ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لَيْسَ فِيهَا مَثْنَوِيَّةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فَخَرَجُوا مِنْ بَابٍ آخَرَ لَحَلَّتْ لِي دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، وَاللَّهِ لَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكَانَ ذَلِكَ لِي مِنَ اللَّهِ حَلَالًا ، وَمَا عَذِيرِي مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ يَزْعُمُ أَنَّ قُرْآنَهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا هِيَ إِلَّا رَجَزٌ مِنْ رَجَزِ الْأَعْرَابِ مَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَذِيرِي مِنْ هَذِهِ الْحَمْرَاءِ ، يَزْعُمُ أَحَدُهُمْ يَرْمِي بِالْحَجَرِ فَيَقُولُ : إِلَى أَنْ يَقَعَ الْحَجَرُ حَدَثَ أَمْرٌ . فَوَاللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ كَالْأَمْسِ الدَّابِرِ . قَالَ : فَذَكَرْتُهُ
لِلْأَعْمَشِ ، فَقَالَ : وَأَنَا وَاللَّهِ سَمِعْتُهُ مِنْهُ .
وَرْوَرَاهُ
أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ ، أَنَّهُمَا سَمِعَا
الْحَجَّاجَ قَبَّحَهُ اللَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ ، وَفِيهِ : وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ ، فَخَرَجْتُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، لَحَلَّتْ لِي دِمَاؤُكُمْ ، وَلَا أَجِدُ أَحَدًا يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ
ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ إِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، وَلَأَحُكَّنَّهَا مِنَ الْمُصْحَفِ وَلَوْ بِضِلْعِ خِنْزِيرٍ .
وَرْوَرَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ بِنَحْوِهِ وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ : وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُ عَبْدَ هُذَيْلٍ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ . وَهَذَا مِنْ جَرَاءَةِ
الْحَجَّاجِ - قَبَّحَهُ اللَّهُ -
[ ص: 534 ] وَإِقْدَامِهِ عَلَى الْكَلَامِ السَّيِّئِ وَالدِّمَاءِ الْحَرَامِ . وَإِنَّمَا نَقَمَ عَلَى قِرَاءَةِ
ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِكَوْنِهِ خَالَفَ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ ، الَّذِي جَمَعَ النَّاسَ عَلَيْهِ
عُثْمَانُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ
ابْنَ مَسْعُودٍ رَجَعَ إِلَى قَوْلِ
عُثْمَانَ وَمُوَافِقِيهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ ، عَنْ
عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ ، عَنْ
مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا
الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ ، سَمِعْتُ
الْحَجَّاجَ عَلَى مِنْبَرِ
وَاسِطٍ يَقُولُ :
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ ، لَوْ أَدْرَكْتُهُ لَأَسْقَيْتُ الْأَرْضَ مِنْ دَمِهِ . قَالَ : وَسَمِعْتُهُ عَلَى مِنْبَرِ
وَاسِطٍ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي قَالَ : وَاللَّهِ إِنْ كَانَ
سُلَيْمَانُ لَحَسُودًا . وَهَذِهِ جَرَاءَةٌ عَظِيمَةٌ تُفْضِي بِهِ إِلَى الْكُفْرِ ، قَبَّحَهُ اللَّهُ وَأَخْزَاهُ ، وَأَبْعَدَهُ وَأَقْصَاهُ .
وَمِنِ الطَّامَّاتِ أَيْضًا مَا رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ ، ثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ ، ثَنَا
جَرِيرٌ ( ح ) . وَحَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11997زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، ثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
بَزِيعِ بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : رَسُولُ أَحَدِكُمْ فِي حَاجَتِهِ أَكْرَمُ عَلَيْهِ أَمْ خَلِيفَتُهُ فِي أَهْلِهِ؟ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ لَا أُصَلِّيَ خَلْفَكَ صَلَاةً أَبَدًا ، وَإِنْ وَجَدْتُ قَوْمًا يُجَاهِدُونَكَ لَأُجَاهِدَنَّكَ مَعَهُمْ . زَادَ
إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ : فَقَاتَلَ فِي الْجَمَاجِمِ حَتَّى قُتِلَ . فَإِنْ صَحَّ هَذَا عَنْهُ فَظَاهِرُهُ
[ ص: 535 ] كُفْرٌ إِنْ أَرَادَ تَفْضِيلَ مَنْصِبَ الْخِلَافَةِ عَلَى الرِّسَالَةِ ، أَوْ أَرَادَ أَنَّ الْخَلِيفَةَ مِنْ
بَنِي أُمَيَّةَ أَفْضَلُ مِنَ الرَّسُولِ .
وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ ، ثَنَا
أَبُو حَفْصٍ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : خَطَبَ
الْحَجَّاجُ يَوْمًا فَأَقْبَلَ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ : أَلَا إِنَّ
الْحَجَّاجَ كَافِرٌ ، ثُمَّ أَطْرَقَ فَقَالَ : إِنَّ
الْحَجَّاجَ كَافِرٌ . ثُمَّ أَطْرَقَ فَأَقْبَلَ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ : أَلَا إِنَّ
الْحَجَّاجَ كَافِرٌ . فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا ، ثُمَّ قَالَ : كَافِرٌ يَا أَهْلَ
الْعِرَاقِ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى .
وَقَالَ
حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ : ثَنَا
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، ثَنَا
ضَمْرَةُ ، ثَنَا
ابْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ : بَيْنَمَا
الْحَجَّاجُ يَخْطُبُنَا يَوْمًا ، إِذْ قَالَ :
الْحَجَّاجُ كَافِرٌ . قُلْنَا : مَا لَهُ؟ أَيُّ شَيْءٍ يُرِيدُ؟ قَالَ :
الْحَجَّاجُ كَافِرٌ بِيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَالْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ . وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : قَالَ
عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا
nindex.php?page=showalam&ids=14078لِلْحَجَّاجِ : إِنَّهُ مَا مِنْ
أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَعْرِفُ عَيْبَ نَفْسِهِ ، فَصِفْ لِي عَيْبَ نَفْسِكَ . فَقَالَ : اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَأَبَى ، فَقَالَ : أَنَا لَجُوجٌ حَقُودٌ حَسُودٌ . فَقَالَ
عَبْدُ الْمَلِكِ : مَا فِي الشَّيْطَانِ شَرٌّ مِمَّا ذَكَرْتَ . وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ قَالَ : إذًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ نَسَبٌ .
وَبِالْجُمْلَةِ فَقَدْ كَانَ
الْحَجَّاجُ نِقْمَةً عَلَى أَهْلِ
الْعِرَاقِ بِمَا سَلَفَ لَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَالْخُرُوجِ عَلَى الْأَئِمَّةِ ، وَخُذْلَانِهِمْ لَهُمْ ، وَعِصْيَانِهِمْ وَمُخَالَفَتِهِمْ ، وَالِافْتِيَاتِ
[ ص: 536 ] عَلَيْهِمْ .
قَالَ
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَهْلَ
الْعِرَاقِ حَصَبُوا أَمِيرَهُمْ فَخَرَجَ غَضْبَانَ ، فَصَلَّى لَنَا صَلَاةً ، فَسَهَا فِيهَا حَتَّى جَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ . فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ
الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ ، ثُمَّ قُمْتُ أَنَا ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ
الشَّامِ ، اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ
الْعِرَاقِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَسُوا عَلَيْهِمْ فَالْبِسْ عَلَيْهِمْ ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بِالْغُلَامِ الثَّقَفِيِّ ، يَحْكُمُ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ ، لَا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ . وَقَدْ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ " مُسْنَدِ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " مِنْ طَرِيقِ
أَبِي عَذْبَةَ الْحِمَّصِيِّ ، عَنْ
عُمَرَ مِثْلَهُ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ اللَّهُمَّ كَمَا ائْتَمَنْتُهُمْ فَخَانُونِي وَنَصَحْتُ لَهُمْ فَغَشُّونِي ، فَسَلِّطْ عَلَيْهِمْ فَتَى
ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ الْمَيَّالَ يَأْكُلُ خَضِرَتَهَا ، وَيَلْبَسُ فَرْوَتَهَا ، وَيَحْكُمُ فِيهَا بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ . قَالَ : يَقُولُ
الْحَسَنُ : وَمَا خُلِقَ
الْحَجَّاجُ يَوْمَئِذٍ .
وَرَوَاهُ
مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ [ ص: 537 ] الْحَدَثَانِ ، عَنْ
عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ : الشَّابُّ الذَّيَّالُ أَمِيرُ الْمِصْرَيْنِ ، يَلْبَسُ فَرْوَتَهَا ، وَيَأْكُلُ خَضِرَتَهَا وَيَقْتُلُ أَشْرَافَ أَهْلِهَا ، يَشْتَدُّ مِنْهُ الْفَرَقُ ، وَيَكْثُرُ مِنْهُ الْأَرَقُ ، وَيُسَلِّطُهُ اللَّهُ عَلَى شِيعَتِهِ .
وَقَالَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي " دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ " : أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، ثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ
الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، حَدَّثَنِي
حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : قَالَ
عَلِيٌّ لِرَجُلٍ : لَا مِتَّ حَتَّى تُدْرِكَ فَتَى
ثَقِيفٍ . قِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَا فَتَى
ثَقِيفٍ؟ قَالَ : لَيُقَالَنَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : اكْفِنَا زَاوِيَةً مِنْ زَوَايَا جَهَنَّمَ . رَجُلٌ يَمْلِكُ عِشْرِينَ أَوْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ - سَنَةً ، لَا يَدَعُ لِلَّهِ مَعْصِيَةً إِلَّا ارْتَكَبَهَا ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَعْصِيَةٌ وَاحِدَةٌ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ لَكَسَرَهُ حَتَّى يَرْتَكِبَهَا ، يَقْتُلُ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا ، ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السَّدِّيُّ ، ثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ
الْأَجْلَحِ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ سِنَانٍ الْجَدَلِيَّةِ قَالَتْ : اسْتَأْذَنَ
الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى
عَلِيٍّ فَرَدَّهُ
قُنْبُرٌ فَأَدْمَى أَنْفَهُ ، فَخَرَجَ
عَلِيٌّ فَقَالَ : مَا لَكَ وَلَهُ يَا
أَشْعَثُ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ بِعَبْدِ
ثَقِيفٍ [ ص: 538 ] تَمَرَّسْتَ لَاقْشَعَرَّتْ شُعَيْرَاتُ اسْتِكَ . قِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَنْ عَبْدُ
ثَقِيفٍ؟ قَالَ : غُلَامٌ يَلِيهِمْ لَا يُبْقِي أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا أَلْبَسَهُمْ ذُلًّا . قِيلَ : كَمْ يَمْلِكُ؟ قَالَ : عِشْرِينَ إِنْ بَلَغَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ ، أَنْبَأَ
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ ، ثَنَا
هِشَامُ بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ قَالَ : قَالَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَوْ جَاءَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِخَبِيثِهَا وَجِئْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14078بِالْحَجَّاجِ لَغَلَبْنَاهُمْ . وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ أَنَّهُ قَالَ : مَا بَقِيَتْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حُرْمَةٌ إِلَّا وَقَدِ ارْتَكَبَهَا
الْحَجَّاجُ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْحَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512656إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ، وَقَدْ ذَكَرْنَا شَأْنَ
الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، وَهُوَ الْكَذَّابُ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَقَدْ كَانَ يُظْهِرُ الرَّفْضَ أَوَّلًا ، وَيُبْطِنُ الْكُفْرَ الْمَحْضَ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَهُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ هَذَا ، وَقَدْ كَانَ نَاصِبِيًّا يُبْغِضُ
عَلِيًّا وَشِيعَتَهُ فِي هَوَى
آلِ مَرْوَانَ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَكَانَ جَبَّارًا عَنِيدًا مِقْدَامًا عَلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ بِأَدْنَى شُبْهَةٍ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَلْفَاظٌ بَشِعَةٌ شَنِيعَةٌ ظَاهِرُهَا الْكُفْرُ كَمَا قَدَّمْنَا ، فَإِنْ كَانَ قَدْ تَابَ مِنْهَا وَأَقْلَعَ عَنْهَا ، وَإِلَّا فَهُوَ بَاقٍ فِي عُهْدَتِهَا ، وَلَكِنْ قَدْ يُخْشَى أَنَّهَا رُوِيَتْ عَنْهُ بِنَوْعٍ مِنْ زِيَادَةٍ عَلَيْهِ; فَإِنَّ
الشِّيعَةَ كَانُوا
[ ص: 539 ] يُبْغِضُونَهُ جِدًّا لِوُجُوهٍ ، وَرُبَّمَا حَرَّفُوا عَلَيْهِ بَعْضَ الْكَلِمِ ، وَزَادُوا فِيمَا يَحْكُونَهُ عَنْهُ بَشَاعَاتٍ وَشَنَاعَاتٍ .
وَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَتَدَيَّنُ بِتَرْكِ الْمُسْكِرِ ، وَكَانَ يُكْثِرُ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ ، وَيَتَجَنَّبُ الْمَحَارِمَ ، وَلَمْ يَشْتَهِرْ عَنْهُ شَيْءٌ مِنَ التَّلَطُّخِ بِالْفُرُوجِ ، وَإِنْ كَانَ مُتَسَرِّعًا فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ . فَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَحَقَائِقِ الْأُمُورِ وَسَائِرِهَا ، وَخَفِيَّاتِ الصُّدُورِ وَضَمَائِرِهَا .
وَقَالَ
الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ طَرَارَا الْبَغْدَادِيُّ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12861هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، ثَنَا
عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ الْكَلْبِيُّ ، قَالَ : دَخَلَ
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ : إِيهٍ إِيهٍ يَا
أُنَيْسُ ، يَوْمٌ لَكَ مَعَ
عَلِيٍّ ، وَيَوْمٌ لَكَ مَعَ
ابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَيَوْمٌ لَكَ مَعَ
ابْنِ الْأَشْعَثِ ، وَاللَّهِ لَأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا تُسْتَأْصَلُ الشَّأْفَةُ ، وَلَأَدْمَغَنَّكَ كَمَا تُدْمَغُ الصَّمْغَةُ . فَقَالَ
أَنَسٌ : إِيَّايَ يَعْنِي الْأَمِيرُ أَصْلَحَهُ اللَّهُ؟ قَالَ : إِيَّاكَ ، سَكَّ اللَّهُ سَمْعَكَ . قَالَ
أَنَسٌ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَاللَّهِ لَوْلَا الصِّبْيَةُ الصِّغَارُ مَا بَالَيْتُ
[ ص: 540 ] أَيَّ قِتْلَةٍ قُتِلْتُ ، وَلَا أَيَّ مِيتَةٍ مِتُّ . ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ
الْحَجَّاجِ فَكَتَبَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِمَا قَالَ لَهُ
الْحَجَّاجُ ، فَلَمَّا قَرَأَ
عَبْدُ الْمَلِكِ كِتَابَ
أَنَسٍ اسْتَشَاطَ غَضَبًا ، وَصَفَّقَ عَجَبًا ، وَتَعَاظَمَ ذَلِكَ مِنَ
الْحَجَّاجِ ، وَكَانَ كِتَابُ
أَنَسٍ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَمَّا بَعْدُ; فَإِنَّ
الْحَجَّاجَ قَالَ لِي هُجْرًا ، وَأَسْمَعَنِي نُكْرًا ، وَلَمْ أَكُنْ لِذَلِكَ أَهْلًا ، فَخُذْ لِي عَلَى يَدَيْهِ ، فَإِنِّي أَمُتُّ بِخِدْمَتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُحْبَتِي إِيَّاهُ ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
فَبَعَثَ
عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ وَكَانَ مُصَادِقًا
nindex.php?page=showalam&ids=14078لِلْحَجَّاجِ فَقَالَ لَهُ : دُونَكَ كِتَابَيَّ هَذَيْنِ فَخُذْهُمَا ، وَارْكَبِ الْبَرِيدَ إِلَى
الْعِرَاقِ ، وَابْدَأْ
بِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَادْفَعْ كِتَابِي إِلَيْهِ ، وَأَبْلِغْهُ مِنِّي السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ : يَا
أَبَا حَمْزَةَ ، قَدْ كَتَبْتُ إِلَى
الْحَجَّاجِ الْمَلْعُونِ كِتَابًا ، إِذَا قَرَأَهُ كَانَ أَطْوَعَ لَكَ مِنْ أَمَتِكَ . وَكَانَ كِتَابُ
عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، إِلَى
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَّا بَعْدُ; فَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ ، وَفَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ مِنْ شِكَايَتِكَ
الْحَجَّاجَ ، وَمَا سَلَّطْتُهُ عَلَيْكَ ، وَلَا أَمَرْتُهُ بِالْإِسَاءَةِ إِلَيْكَ ، فَإِنْ عَادَ لِمِثْلِهَا اكْتُبْ إِلَيَّ بِذَلِكَ أُنْزِلْ بِهِ عُقُوبَتِي ، وَتَحْسُنْ لَكَ مَعُونَتِي ، وَالسَّلَامُ .
فَلَمَّا قَرَأَ
أَنَسٌ كِتَابَهُ وَأُخْبِرَ بِرِسَالَتِهِ قَالَ : جَزَى اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنِّي خَيْرًا ، وَعَافَاهُ وَكَفَاهُ ، وَكَافَأَهُ بِالْجَنَّةِ ، فَهَذَا كَانَ ظَنِّي بِهِ وَالرَّجَاءَ مِنْهُ .
فَقَالَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ لِأَنَسٍ :
[ ص: 541 ] يَا
أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ
الْحَجَّاجَ عَامِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَيْسَ بِكَ عَنْهُ غِنًى ، وَلَا بِأَهْلِ بَيْتِكَ ، وَلَوْ جُعِلَ لَكَ فِي جَامِعَةٍ ثُمَّ دُفِعَ إِلَيْكَ لَقَدَرَ أَنْ يَضُرَّ وَيَنْفَعَ ، فَقَارِبْهُ وَدَارِهِ; تَعِشْ مَعَهُ بِخَيْرٍ وَسَلَامٍ . فَقَالَ
أَنَسٌ : أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . ثُمَّ خَرَجَ
إِسْمَاعِيلُ مِنْ عِنْدِهِ فَدَخَلَ عَلَى
الْحَجَّاجِ ، فَلَمَّا رَآهُ
الْحَجَّاجُ قَالَ : مَرْحَبًا بِرَجُلٍ أُحِبُّهُ وَكُنْتُ أُحِبُّ لِقَاءَهُ . فَقَالَ
إِسْمَاعِيلُ : أَنَا وَاللَّهِ كُنْتُ أُحِبُّ لِقَاءَكَ فِي غَيْرِ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ . فَتَغَيَّرَ لَوْنُ
الْحَجَّاجِ ، وَقَالَ : مَا أَتَيْتَنِي بِهِ؟ قَالَ : فَارَقْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ غَضَبًا ، وَمِنْكَ بُعْدًا . قَالَ : فَاسْتَوَى
الْحَجَّاجُ جَالِسًا مَرْعُوبًا فَرَمَى إِلَيْهِ
إِسْمَاعِيلُ بِالطُّومَارِ ، فَجَعَلَ
الْحَجَّاجُ يَنْظُرُ فِيهِ مَرَّةً وَيَعْرَقُ ، وَيَنْظُرُ إِلَى
إِسْمَاعِيلَ أُخْرَى ، فَلَمَّا نَقَضَهُ قَالَ : قُمْ بِنَا إِلَى
أَبِي حَمْزَةَ نَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَنَتَرَضَّاهُ . فَقَالَ لَهُ
إِسْمَاعِيلُ : لَا تَعْجَلْ . فَقَالَ : كَيْفَ لَا أَعْجَلُ ، وَقَدْ أَتَيْتَنِي بِآبِدَةٍ؟
وَكَانَ فِي الطُّومَارِ : إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ ، أَمَّا بَعْدُ; فَإِنَّكَ عَبْدٌ طَمَتْ بِكَ الْأُمُورُ فَسَمَوْتَ فِيهَا ، وَعَدَوْتَ طَوْرَكَ ، وَجَاوَزْتَ قَدْرَكَ ، وَرَكِبْتَ دَاهِيَةً إِدًّا ، وَأَرَدْتَ أَنْ تَبُورَنِي ، فَإِنْ سَوَّغْتُكَهَا مَضَيْتَ قُدُمًا ، وَإِنْ لَمْ أُسَوِّغْهَا
[ ص: 542 ] رَجَعْتَ الْقَهْقَرَى ، فَلَعَنَكَ اللَّهُ عَبْدًا أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ ، مَنْقُوصَ الْجَاعِرَتَيْنِ ، أَنَسِيتَ مَكَاسِبَ آبَائِكَ
بِالطَّائِفِ ، وَحَفْرَهُمُ الْآبَارَ ، وَنَقْلَهُمُ الصُّخُورَ عَلَى ظُهُورِهِمْ فِي الْمَنَاهِلِ؟ يَا ابْنَ الْمُسْتَفْرِمَةِ بِعُجْمِ الزَّبِيبِ ، وَاللَّهِ لَأَغْمِزَنَّكَ غَمْزَ اللَّيْثِ الثَّعْلَبَ ، وَالصَّقْرَ الْأَرْنَبَ ، وَثَبْتَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، فَلَمْ تَقْبَلْ لَهُ إِحْسَانَهُ ، وَلَمْ تَجَاوَزْ لَهُ إِسَاءَتَهُ ، جُرْأَةً مِنْكَ عَلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاسْتِخْفَافًا مِنْكَ بِالْعَهْدِ ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى رَأَتْ رَجُلًا خَدَمَ
عُزَيْرَ بْنَ عِزْرَا وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ لَعَظَّمَتْهُ وَشَرَّفَتْهُ وَأَكْرَمَتْهُ ، فَكَيْفَ وَهَذَا
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَ سِنِينَ ، يُطْلِعُهُ عَلَى سِرِّهِ ، وَيُشَاوِرُهُ فِي أَمْرِهِ ، ثُمَّ هُوَ مَعَ هَذَا بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا أَصْحَابِهِ ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي هَذَا فَكُنْ أَطْوَعَ لَهُ مِنْ خُفِّهِ وَنَعْلِهِ ، وَإِلَّا أَتَاكَ مِنِّي سَهْمٌ مُثْكَلٌ بِحَتْفٍ قَاضٍ ، وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ ، وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ .
وَقَدْ تَكَلَّمَ
ابْنُ طَرَارَا عَلَى مَا وَقَعَ فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنَ الْغَرِيبِ ، وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 543 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ
الزُّبَيْرِ يَعْنِي ابْنَ عَدِيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512657شَكَوْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ ، فَقَالَ : اصْبِرُوا; فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ عَامٌ أَوْ يَوْمٌ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَهَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ وَهُوَ الثَّوْرِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14414الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ :
لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ الْحَدِيثَ . قُلْتُ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ بِالْمَعْنَى فَيَقُولُ : كُلُّ عَامٍ تَرْذُلُونَ . وَهَذَا اللَّفْظُ لَا أَصْلَ لَهُ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى
الْحَجَّاجِ . وَقَالَ
أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11865أَبِي السَّفْرِ قَالَ : قَالَ
الشَّعْبِيُّ : وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُمْ لَتَمَنَّوُنَّ
الْحَجَّاجَ . وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : قِيلَ
لِلْحَسَنِ : إِنَّكَ تَقُولُ : الْآخِرُ شَرٌّ مِنَ الْأَوَّلِ . وَهَذَا
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ
الْحَجَّاجِ . فَقَالَ
الْحَسَنُ : لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ تَنْفِيسَاتٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ بَعَثَ
الْحَجَّاجُ إِلَى
الْحَسَنِ وَقَدْ هَمَّ بِهِ ، فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : يَا
حَجَّاجُ ، كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ
آدَمَ مِنْ أَبٍ؟ قَالَ : كَثِيرٌ . قَالَ : فَأَيْنَ
[ ص: 544 ] هُمْ ؟ قَالَ : مَاتُوا . قَالَ : فَنَكَّسَ
الْحَجَّاجُ رَأْسَهُ ، وَخَرَجَ
الْحَسَنُ .
وَقَالَ
أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ : إِنَّ
الْحَجَّاجَ أَرَادَ قَتْلَ
الْحَسَنِ مِرَارًا ، فَعَصَمَهُ اللَّهُ مِنْهُ . وَقَدْ ذَكَرَ لَهُ مَعَهُ مُنَاظَرَاتٍ ، عَلَى أَنَّ
الْحَسَنَ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِ ، وَكَانَ يَنْهَى أَصْحَابَ
ابْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا خَرَجَ مَعَهُمْ مُكْرَهًا ، كَمَا قَدَّمْنَا ، وَكَانَ
الْحَسَنُ يَقُولُ : إِنَّمَا هُوَ نِقْمَةٌ ، فَلَا تُقَابَلُ نِقْمَةُ اللَّهِ بِالسَّيْفِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ وَالسَّكِينَةِ وَالتَّضَرُّعِ .
وَقَالَ
ابْنُ دُرَيْدٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ الْخَضِرِ ، عَنِ
ابْنِ عَائِشَةَ قَالَ : أُتِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=15490الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِرَجُلٍ مِنَ
الْخَوَارِجِ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ فَأَثْنَى خَيْرًا ، قَالَ :
فَعُثْمَانَ؟ فَأَثْنَى خَيْرًا ، حَتَّى قِيلَ لَهُ : فَمَا تَقُولُ فِي
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ؟ فَقَالَ : الْآنَ جَاءَتِ الْمَسْأَلَةُ ، مَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ
الْحَجَّاجُ خَطِيئَةٌ مِنْ خَطَايَاهُ؟
وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيِّ ، قَالَ : أُتِيَ
الْحَجَّاجُ بِامْرَأَةٍ مِنَ
الْخَوَارِجِ ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهَا وَهِيَ لَا تَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَلَا تَرُدُّ عَلَيْهِ كَلَامًا ، فَقَالَ لَهَا بَعْضُ الشُّرَطِ : يُكَلِّمُكِ الْأَمِيرُ وَأَنْتِ مُعْرِضَةٌ عَنْهُ؟ فَقَالَتْ : إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ . فَأَمَرَ بِهَا فَقُتِلَتْ .
وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ كَيْفِيَّةَ مَقْتَلِ
الْحَجَّاجِ nindex.php?page=showalam&ids=15992لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَمَا دَارَ بَيْنَهُمَا مِنَ الْكَلَامِ وَالْمُرَاجَعَةِ .
[ ص: 545 ] وَقَدْ قَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : ثَنَا
أَبُو ظَفَرٍ ، ثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
بِسْطَامَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : خَرَجْتَ عَلَى
الْحَجَّاجِ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ عَلَيْهِ حَتَّى كَفَرَ . وَيُقَالُ : إِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ بَعْدَهُ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا اسْمُهُ
مَاهَانُ ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ قَبْلَهُ خَلْقًا كَثِيرًا ، أَكْثَرُهُمْ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ
ابْنِ الْأَشْعَثِ .
وَقَالَ
أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ : ثَنَا
أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ الْبَلْخِيُّ ، ثَنَا
النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17240هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ : أَحْصَوْا مَا قَتَلَ
الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا . قَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ
عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ
قَحْذَمٍ ، قَالَ : أَطْلَقَ
سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ أَحَدًا وَثَمَانِينَ أَلْفَ أَسِيرٍ ، وَعُرِضَتِ السُّجُونُ بَعْدَ
الْحَجَّاجِ فَوَجَدُوا فِيهَا ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ أَلْفًا ، لَمْ يَجِبْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ قَطْعٌ وَلَا صَلْبٌ ، وَكَانَ فِي مَنْ حُبِسَ أَعْرَابِيٌّ وُجِدَ يَبُولُ فِي أَصْلِ رَبَضِ مَدِينَةِ
وَاسِطٍ ، وَكَانَ فِي مَنْ أُطْلِقُ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
إِذَا نَحْنُ جَاوَزْنَا مَدِينَةَ وَاسِطٍ خَرَيْنَا وَصَلَّيْنَا بِغَيْرِ حِسَابِ
وَقَدْ كَانَ
الْحَجَّاجُ مَعَ هَذَا الْعُنْفِ الشَّدِيدِ لَا يَسْتَخْرِجُ مِنْ خَرَاجِ
الْعِرَاقِ كَبِيرَ أَمْرٍ . قَالَ
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا nindex.php?page=showalam&ids=12352وَإِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : ثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ ، ثَنَا
[ ص: 546 ] صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : لَوْ تَخَابَثَتِ الْأُمَمُ وَجِئْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14078بِالْحَجَّاجِ لَغَلَبْنَاهُمْ ، وَمَا كَانَ يَصْلُحُ لِدُنْيَا وَلَا لِآخِرَةٍ ، لَقَدْ وَلِيَ
الْعِرَاقَ وَهُوَ أَوْفَرُ مَا يَكُونُ فِي الْعِمَارَةِ ، فَأَخَسَّ بِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ إِلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ ، وَلَقَدْ أُدِّيَ إِلَيَّ فِي عَامِي هَذَا ثَمَانُونَ أَلْفَ أَلْفٍ ، وَإِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ رَجَوْتُ أَنْ يُؤَدَّى إِلَيَّ مَا أُدِّيَ إِلَى
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ; مِائَةُ أَلْفِ أَلْفٍ وَعَشَرَةُ آلَافِ أَلْفٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12909أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ : ثَنَا
أَبُو عَرُوبَةَ ، ثَنَا
عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، ثَنَا أَبِي سَمِعْتُ جَدِّي قَالَ : كَتَبَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى
عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ : بَلَغَنِي أَنَّكَ تَسْتَنُّ بِسَنَنِ
الْحَجَّاجِ فَلَا تَسْتَنَّ بِسَنَنِهِ ، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الصَّلَاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا ، وَيَأْخُذُ الزَّكَاةَ مِنْ غَيْرِ حَقِّهَا ، وَكَانَ لِمَا سِوَى ذَلِكَ أَضْيَعَ .
وَقَالَ
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : ثَنَا
سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ ، ثَنَا
ضَمْرَةُ ، عَنِ
الرَّيَّانِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : بَعَثَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ أَهْلِ بَيْتِ الْحَجَّاجِ إِلَى صَاحِبِ
الْيَمَنِ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ
بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ وَهُمْ شَرُّ بَيْتٍ فِي الْعَرَبِ ، فَفَرِّقْهُمْ فِي الْعَمَلِ عَلَى قَدْرِ هَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْنَا ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ . وَإِنَّمَا نَفَاهُمْ .
وَقَالَ
الْأَوْزَاعِيُّ : سَمِعْتُ
الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ يَقُولُ : كَانَ
الْحَجَّاجُ يَنْقُضُ
[ ص: 547 ] عُرَى الْإِسْلَامِ . وَذَكَرَ حِكَايَةً . وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ : لَمْ يُبْقِ لِلَّهِ حُرْمَةً إِلَّا ارْتَكَبَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17329يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ : اخْتَلَفُوا فِي
الْحَجَّاجِ ، فَسَأَلُوا
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدًا ، فَقَالَ : تَسْأَلُونِي عَنِ الشَّيْخِ الْكَافِرِ؟
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ :
الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ، كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . كَذَا قَالَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : عَجَبًا لِإِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ
الْعِرَاقِ; يُسَمُّونَ
الْحَجَّاجَ مُؤْمِنًا ! وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ : سَمِعْتُ
أَبَا وَائِلٍ يُسْأَلُ عَنِ
الْحَجَّاجِ : أَتَشْهَدُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ : أَتَأْمُرُونِي أَنْ أَشْهَدَ عَلَى اللَّهِ الْعَظِيمِ . وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، سَأَلْتُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ لَعْنِ
الْحَجَّاجِ أَوْ بَعْضِ الْجَبَابِرَةِ ، فَقَالَ : أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ( هُودٍ : 18 ) ؟ وَبِهِ; قَالَ
إِبْرَاهِيمُ : وَكَفَى بِالرَّجُلِ عَمًى أَنْ يَعْمَى عَنْ أَمْرِ
الْحَجَّاجِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16012سَلَامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ : لَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14078لِلْحَجَّاجِ أَرْجَى مِنِّي
nindex.php?page=showalam&ids=16711لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ; لَأَنَّ
الْحَجَّاجَ قَتَلَ
[ ص: 548 ] النَّاسَ عَلَى الدُّنْيَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ أَحْدَثَ لِلنَّاسِ بِدْعَةً ، فَقَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . وَقَالَ
الزِّبْرِقَانُ : سَبَبْتُ
الْحَجَّاجَ يَوْمًا عِنْدَ
أَبِي وَائِلٍ ، فَقَالَ : لَا تَسُبُّهُ; لَعَلَّهُ قَالَ يَوْمًا : اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي . فَيَرْحَمُهُ ، إِيَّاكَ وَمُجَالَسَةَ مَنْ يَقُولُ : أَرَأَيْتَ أَرَأَيْتَ . وَقَالَ
عَوْفٌ : ذُكِرَ
الْحَجَّاجُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، فَقَالَ : مِسْكِينٌ
أَبُو مُحَمَّدٍ; إِنْ يُعَذِّبْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَبِذَنْبِهِ ، وَإِنْ يَغْفِرْ لَهُ فَهَنِيئًا لَهُ ، وَإِنْ يَلْقَ اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، فَقَدْ أَصَابَ الذُّنُوبَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ . فَقِيلَ لَهُ : مَا الْقَلْبُ السَّلِيمُ؟ قَالَ : أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ قَائِمَةٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13890أَبُو قَاسِمٍ الْبَغَوِيُّ : ثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ ، ثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ
nindex.php?page=showalam&ids=16004لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ : اشْهَدْ عَلَى
الْحَجَّاجِ وَعَلَى
أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُمَا فِي النَّارِ . قَالَ : لَا ، إِذَا أَقَرَّا بِالتَّوْحِيدِ . وَقَالَ
الرِّيَاشِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبَّاسٌ الْأَزْرَقُ ، عَنِ
السِّرِّيِّ بْنِ يَحْيَى قَالَ : مَرَّ
الْحَجَّاجُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَسَمِعَ اسْتِغَاثَةً ، فَقَالَ : مَا هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ : أَهْلُ السُّجُونِ يَقُولُونَ : قَتَلَنَا الْحَرُّ . فَقَالَ : قُولُوا لَهُمْ : اخْسَئُوا فِيهَا
[ ص: 549 ] وَلَا تُكَلِّمُونَ . قَالَ : فَمَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ جُمُعَةٍ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَأْتِي الْجُمُعَةَ ، وَقَدْ كَادَ يَهْلِكُ مِنَ الْعِلَّةِ . وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : لَمَّا مَرِضَ
الْحَجَّاجُ أَرْجَفَ النَّاسُ بِمَوْتِهِ ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ : إِنْ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمْ ، فَقَالُوا : مَاتَ
الْحَجَّاجُ ، وَمَاتَ
الْحَجَّاجُ . فَمَهْ ، وَهَلْ يَرْجُو
الْحَجَّاجُ الْخَيْرَ إِلَّا بَعْدَ الْمَوْتِ؟ وَاللَّهُ مَا يَسُرُّنِي أَنْ لَا أَمُوتَ وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَمَا رَأَيْتُ اللَّهَ رَضِيَ التَّخْلِيدَ إِلَّا لِأَهْوَنِ خَلْقِهِ عَلَيْهِ إِبْلِيسَ ، قَالَ اللَّهُ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ [ الْأَعْرَافِ : 15 ] . فَأَنْظَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَلَقَدْ دَعَا اللَّهُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=35وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ ص : 35 ] . فَأَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا الْبَقَاءَ ، فَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، كَأَنِّي وَاللَّهِ بِكُلِّ حَيٍّ مِنْكُمْ مَيِّتًا ، وَبِكُلِّ رَطْبٍ يَابِسًا ، ثُمَّ نُقِلَ فِي ثِيَابِ أَكْفَانِهِ إِلَى ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ طُولًا فِي ذِرَاعٍ عَرْضًا ، فَأَكَلَتِ الْأَرْضُ لَحْمَهُ ، وَمَصَّتْ صَدِيدَهُ ، وَانْصَرَفَ الْحَبِيبُ مِنْ وَلَدِهِ يَقْسِمُ الْحَبِيبَ مِنْ مَالِهِ ، إِنَّ الَّذِينَ يَعْقِلُونَ يَعْقِلُونَ مَا أَقُولُ . ثُمَّ نَزَلَ .
وَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ : مَا حَسَدْتُ
الْحَجَّاجَ عَدُوَّ اللَّهِ عَلَى شَيْءٍ
[ ص: 550 ] حَسَدِي إِيَّاهُ عَلَى حُبِّهِ الْقُرْآنَ وَإِعْطَائِهِ أَهْلَهُ ، وَقَوْلِهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَا تَفْعَلُ . وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : كَانَ
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُبْغِضُ
الْحَجَّاجَ ، فَنَفَسَ عَلَيْهِ بِكَلِمَةٍ قَالَهَا عِنْدَ الْمَوْتِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَإِنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تَفْعَلُ . قَالَ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالَ : قِيلَ
لِلْحَسَنِ : إِنَّ
الْحَجَّاجَ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ كَذَا وَكَذَا قَالَ : أَقَالَهَا؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : عَسَى . وَقَالَ
أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ ، عَنِ
الرِّيَاشِيِّ ، عَنِ
الْأَصْمَعِيِّ قَالَ : لَمَّا حَضَرَتِ
الْحَجَّاجَ الْوَفَاةُ أَنْشَأَ يَقُولُ :
يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الْأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ
أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ وَيْحَهُمُ مَا عِلْمُهُمْ بِعَظِيمِ الْعَفْوِ غَفَّارِ
قَالَ : فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ
الْحَسَنُ فَقَالَ : تَاللَّهِ إِنْ نَجَا فَبِهِمَا . وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ :
إِنَّ الْمَوَالِيَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدُهُمْ فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارِ
وَأَنْتَ يَا خَالِقِي أَوْلَى بِذَا كَرَمًا قَدْ شِبْتُ فِي الرِّقِّ فَاعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ
[ ص: 551 ] وَقَالَ
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ
الْحَجَّاجُ لَمْ يُعْلَمْ بِمَوْتِهِ حَتَّى أَشْرَفَتْ جَارِيَةٌ فَبَكَتْ ، فَقَالَتْ : أَلَا إِنَّ مُطْعِمَ الطَّعَامِ وَمُفَلِّقَ الْهَامِ ، وَسَيِّدَ أَهْلِ
الشَّامِ قَدْ مَاتَ ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ :
الْيَوْمَ يَرْحَمُنَا مَنْ كَانَ يَغْبِطُنَا وَالْيَوْمَ يَأْمَنُنَا مَنْ كَانَ يَخْشَانَا
وَرَوَى
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أُخْبِرَ بِمَوْتِ
الْحَجَّاجِ مِرَارًا ، فَلَمَّا تَحَقَّقَ وَفَاتَهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=45فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( الْأَنْعَامِ : 45 ) .
وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ
الْحَسَنَ لَمَّا بُشِّرَ بِمَوْتِ
الْحَجَّاجِ سَجَدَ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى ، وَكَانَ مُخْتَفِيًا فَظَهَرَ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَمَتَّهُ فَأَذْهِبْ عَنَّا سُنَّتَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15741حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ : لَمَّا أَخْبَرْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ بِمَوْتِ
الْحَجَّاجِ بَكَى مِنَ الْفَرَحِ . وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : ثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ ، ثَنَا
صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : قَالَ
زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ لِأَهْلِ السِّجْنِ : يَمُوتُ
الْحَجَّاجُ فِي مَرَضِهِ هَذَا فِي لَيْلَةِ كَذَا وَكَذَا . فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ لَمْ يَنَمْ أَهْلُ السِّجْنِ فَرَحًا ، جَلَسُوا يَنْتَظِرُونَ حَتَّى سَمِعُوا الْوَاعِيَةَ ، وَذَلِكَ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَقِيلَ : كَانَ ذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ رَمَضَانَ . وَقِيلَ : فِي شَوَّالٍ مِنْ هَذِهِ
[ ص: 552 ] السَّنَةِ . وَكَانَ عُمْرُهُ إِذْ ذَاكَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً; لِأَنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ . وَقِيلَ : بَعْدَهَا بِسَنَةٍ . وَقِيلَ : قَبْلَهَا بِسَنَةٍ . فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
مَاتَ
بِوَاسِطٍ ، وَعُفِيَ قَبْرُهُ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ الْمَاءُ لِكَيْلَا يُنْبَشَ وَيُحْرَقَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : مَا كَانَ أَعْجَبَ
الْحَجَّاجَ ، مَا تَرَكَ إِلَّا ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ . وَقَالَ
الْوَاقِدِيُّ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12455عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَرِيبٍ ، ثَنَا عَمِّي قَالَ : زَعَمُوا أَنَّ
الْحَجَّاجَ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ ، وَمُصْحَفًا ، وَسَيْفًا ، وَسَرْجًا ، وَرَحْلًا ، وَمِائَةَ دِرْعٍ مَوْقُوفَةٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16122شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ : حَدَّثَنِي عَمِّي
يَزِيدُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ : بَعَثَ إِلَيَّ
أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فَقَالَ : حَدِّثْنِي بِوَصِيَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ . فَقُلْتُ : اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ : حَدِّثْنِي بِهَا . فَقُلْتُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ ، أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنْ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ إِلَّا طَاعَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=15490الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَيْهَا يَحْيَا ، وَعَلَيْهَا يَمُوتُ ، وَعَلَيْهَا يُبْعَثُ ، وَأَوْصَى بِتِسْعِمِائَةِ دِرْعٍ حَدِيدٍ; سِتِّمِائَةٍ مِنْهَا لِمُنَافِقِي أَهْلِ
الْعِرَاقِ يَغْزُونَ بِهَا ، وَثَلَاثِمِائَةٍ لِلتُّرْكِ . قَالَ : فَرَفَعَ
أَبُو جَعْفَرٍ رَأْسَهُ إِلَى
أَبِي الْعَبَّاسِ الطُّوسِيِّ وَكَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ : هَذِهِ وَاللَّهِ الشِّيعَةُ لَا شِيعَتُكُمْ .
وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : رَأَيْتُ
الْحَجَّاجَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ : مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ : قَتَلَنِي بِكُلِّ قَتْلَةٍ قَتَلْتُ بِهَا إِنْسَانًا . قَالَ : ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ الْحَوْلِ فَقُلْتُ :
[ ص: 553 ] يَا
أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا صَنَعَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ : يَا مَاصَّ بَظْرِ أُمِّهِ ، أَمَا سَأَلْتَ عَنْ هَذَا عَامَ أَوَّلَ؟ وَقَالَ الْقَاضِي
أَبُو يُوسُفَ كُنْتُ عِنْدَ
الرَّشِيدِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، رَأَيْتُ
الْحَجَّاجَ الْبَارِحَةَ فِي النَّوْمِ ، قَالَ : فِي أَيِّ زِيٍّ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ : فِي زِيٍّ قَبِيحٍ . فَقُلْتُ لَهُ : مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فَقَالَ : مَا أَنْتَ وَذَاكَ يَا مَاصَّ بَظْرِ أُمِّهِ؟ فَقَالَ
هَارُونُ : صَدَقْتَ وَاللَّهِ ، أَنْتَ رَأَيْتَ
الْحَجَّاجَ حَقًّا ، مَا كَانَ
أَبُو مُحَمَّدٍ لِيَدَعَ صَرَامَتَهُ حَيًّا وَمَيِّتًا .
وَقَالَ
حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ : ثَنَا
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، ثَنَا
ضَمْرَةُ ، ثَنَا
ابْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ
أَشْعَثَ الْحُدَّانِيِّ . قَالَ : رَأَيْتُ
الْحَجَّاجَ فِي الْمَنَامِ فِي حَالَةٍ سَيِّئَةٍ ، فَقُلْتُ : يَا
أَبَا مُحَمَّدٍ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ : مَا قَتَلْتُ أَحَدًا قِتْلَةً إِلَّا قَتَلَنِي بِهَا . فَقُلْتُ : ثُمَّ مَهْ . قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ بِي إِلَى النَّارِ . قُلْتُ : ثُمَّ مَهْ . قَالَ : ثُمَّ أَرْجُو مَا يَرْجُو أَهْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . قَالَ : وَكَانَ
ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ : إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ . فَبَلَغَ ذَلِكَ
الْحَسَنَ فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَيُخْلِفَنَّ اللَّهُ رَجَاءَهُ فِيهِ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ : سَمِعْتُ
أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا إِلَّا ذَكَرَ فِيهِ
الْحَجَّاجَ فَدَعَا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَرَآهُ
[ ص: 554 ] فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ
الْحَجَّاجُ؟ قَالَ : أَنَا
الْحَجَّاجُ . قَالَ : مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ : قُتِلْتُ بِكُلِّ قَتِيلٍ قَتَلْتُهُ ، ثُمَّ عُزِلْتُ مَعَ الْمُوَحِّدِينَ . قَالَ : فَأَمْسَكَ
الْحَسَنُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ شَتْمِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .