عبيد الله بن سليمان
ابن وهب : الوزير الكبير ،
أبو القاسم ، وزير
المعتضد . كان شهما ، مهيبا ، شديد الوطأة ، قوي السطوة ، ناهضا بأعباء الأمور ، متمكنا من
المعتضد .
مات في ربيع الآخر ، سنة ثمان وثمانين ومائتين وهو ولد الوزير الكبير الذي مات أيام
المعتمد ، ووالد الوزير الكبير
القاسم بن عبيد الله .
[ ص: 498 ] وقد عمل الوزارة
لأبي العباس قبل أن يستخلف ، فوجده فوق ما في النفس ، فرد أعباء الأمور إليه ، وبلغ من الرتبة ما لم يبلغه وزير ، وكان عديم النظير في السياسة والتدبير والاعتناء بالصديق . اختفى مرة عند تاجر ، فلما وزر ، وصله في يوم بمائة ألف دينار من غلة عظيمة باعه إياها برخص ، فربح فيها مائة ألف دينار .
وقد علم
nindex.php?page=showalam&ids=12425لإسماعيل القاضي في ساعة على ستين قصة . وكان مولده سنة ست وعشرين ومائتين وعند دفنه ، قال
ابن المعتز :
هذا أبو القاسم في لحده قفوا انظروا كيف تزول الجبال
وقال أيضا فيه :
وما كان ريح المسك ريح حنوطه ولكنه هذا الثناء المخلف
وليس صرير النعش ما تسمعونه ولكنه أصلاب قوم تقصف
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ
ابْنِ وَهْبٍ : الْوَزِيرُ الْكَبِيرُ ،
أَبُو الْقَاسِمِ ، وَزِيرُ
الْمُعْتَضِدِ . كَانَ شَهْمًا ، مَهِيبًا ، شَدِيدَ الْوَطْأَةِ ، قَوِيَّ السَّطْوَةِ ، نَاهِضًا بِأَعْبَاءِ الْأُمُورِ ، مُتَمَكِّنًا مِنَ
الْمُعْتَضِدِ .
مَاتَ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ وَلَدُ الْوَزِيرِ الْكَبِيرِ الَّذِي مَاتَ أَيَّامَ
الْمُعْتَمِدِ ، وَوَالِدُ الْوَزِيرِ الْكَبِيرِ
الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ .
[ ص: 498 ] وَقَدْ عَمِلَ الْوَزَارَةَ
لِأَبِي الْعَبَّاسِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ ، فَوَجَدَهُ فَوْقَ مَا فِي النَّفْسِ ، فَرَدَّ أَعْبَاءَ الْأُمُورِ إِلَيْهِ ، وَبَلَغَ مِنَ الرُّتْبَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ وَزِيرٌ ، وَكَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ فِي السِّيَاسَةِ وَالتَّدْبِيرِ وَالِاعْتِنَاءِ بِالصَّدِيقِ . اخْتَفَى مَرَّةً عِنْدَ تَاجِرٍ ، فَلَمَّا وَزَرَ ، وَصَلَهُ فِي يَوْمٍ بِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ مِنْ غَلَّةٍ عَظِيمَةٍ بَاعَهُ إِيَّاهَا بِرُخْصٍ ، فَرَبِحَ فِيهَا مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ .
وَقَدْ عَلَّمَ
nindex.php?page=showalam&ids=12425لِإِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي فِي سَاعَةٍ عَلَى سِتِّينَ قِصَّةً . وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَعِنْدَ دَفْنِهِ ، قَالَ
ابْنُ الْمُعْتَزِّ :
هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ فِي لَحْدِهِ قِفُوا انْظُرُوا كَيْفَ تَزُولُ الْجِبَالُ
وَقَالَ أَيْضًا فِيهِ :
وَمَا كَانَ رِيحُ الْمِسْكِ رِيحَ حَنُوطِهِ وَلَكِنَّهُ هَذَا الثَّنَاءُ الْمَخَلَّفُ
وَلَيْسَ صَرِيرَ النَّعْشِ مَا تَسْمَعُونَهُ وَلَكِنَّهُ أَصْلَابُ قَوْمٍ تَقَصَّفُ