nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28994_28901وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات لما توعدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين [ ص: 51 ] عطفت حكاية قول قومه على حكاية قوله ، ولم يؤت بها مفصولة كما هو شأن حكاية المحاورات كما بيناه غير مرة في حكاية المحاورات بـ ( قال ) ونحوها دون عطف . وقد خولف ذلك في الآية السابقة للوجه الذي بيناه ، وخولف أيضا في سورة الأعراف وفي سورة
هود ; إذ حكي جواب هؤلاء القوم رسولهم بدون عطف .
ووجه ذلك أن كلام الملأ المحكي هنا غير كلامهم المحكي في السورتين ; لأن ما هنا كلامهم الموجه إلى خطاب قومهم إذ قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه إلى آخره خشية منهم أن تؤثر دعوة رسولهم في عامتهم ، فرأوا الاعتناء ; بأن يحولوا دون تأثر نفوس قومهم بدعوة رسولهم أولى من أن يجاوبوا رسولهم كما تقدم بيانه آنفا في قصة
نوح . وبهذا يظهر وجه الإعجاز في المواضيع المختلفة التي أورد فيها صاحب الكشاف سؤالا ولم يكن في جوابه شافيا وتحير شراحه فكانوا على خلاف .
وإنما لم يعطف قول الملأ بفاء التعقيب كما ورد في قصة
نوح آنفا ; لأن قولهم هذا كان متأخرا عن وقت مقالة رسولهم التي هي فاتحة دعوته بأن يكونوا أجابوا كلامه بالرد والزجر فلما استمر على دعوتهم وكررها فيهم وجهوا مقالتهم المحكية هنا إلى قومهم ، ومن أجل هذا عطفت جملة جوابهم ولم تأت على أسلوب الاستعمال في حكاية أقوال المحاورات .
وأيضا ; لأن كلام رسولهم لم يحك بصيغة قول بل حكي بـ ( أن ) التفسيرية لما تضمنه معنى الإرسال في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله .
[ ص: 52 ] وقد حكى الله في آيات أخرى عن
nindex.php?page=treesubj&link=31842قوم هود وعن قوم
صالح أنهم أجابوا دعوة رسولهم بالرد والزجر كقول قوم هود :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء . وقول
nindex.php?page=treesubj&link=31844قوم صالح :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وقال الملأ من قومه الذين كفروا (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24الذين كفروا ) نعت ثان لـ ( الملأ ) فيكون على وزان قوله في قصة
نوح : فقال الملأ الذين كفروا من قومه . وإنما أخر النعت هنا ليتصل به الصفتان المعطوفتان من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم .
واللقاء : حضور أحد عند آخر . والمراد : لقاء الله تعالى للحساب كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223واعلموا أنكم ملاقوه في سورة البقرة وعند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا في سورة الأنفال .
وإضافة ( لقاء ) إلى ( الآخرة ) على معنى ( في ) أي : اللقاء في الآخرة .
والإتراف : جعلهم أصحاب ترف . والترف : النعمة الواسعة . وقد تقدم عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=13وارجعوا إلى ما أترفتم فيه في سورة الأنبياء .
وفي هذين الوصفين إيماء إلى أنهما الباعث على تكذيبهم رسولهم ; لأن تكذيبهم بلقاء الآخرة ينفي عنهم توقع المؤاخذة بعد الموت ، وثروتهم ونعمتهم تغريهم بالكبر والصلف إذ ألفوا أن يكونوا سادة لا تبعا ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وذرني والمكذبين أولي النعمة ، ولذلك لم يتقبلوا ما دعاهم إليه رسولهم من اتقاء عذاب يوم البعث وطلبهم النجاة باتباعهم ما يأمرهم به فقال بعضهم لبعض :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم كناية عن تكذيبه في دعوى الرسالة لتوهمهم أن البشرية تنافي أن يكون صاحبها رسولا من الله فأتوا بالملزوم وأرادوا لازمه .
[ ص: 53 ] وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33يأكل مما تأكلون منه في موقع التعليل والدليل للبشرية ; لأنه يأكل مثلهم ويشرب مثلهم ولا يمتاز فيما يأكله وما يشربه .
وحذف متعلق ( تشربون ) وهو عائد الصلة للاستغناء عنه بنظيره الذي في الصلة المذكورة قبلها .
واللام في ولئن أطعتم موطئة للقسم ، فجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إنكم إذا لخاسرون جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم . وأقحم حرف الجزاء في جواب القسم لما في جواب القسم من مشابهة الجزاء لا سيما متى اقترن القسم بحرف شرط .
والاستفهام في قوله : ( أيعدكم ) للتعجب ، وهو انتقال من تكذيبه في دعوى الرسالة إلى تكذيبه في المرسل به .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أنكم إذا متم إلى آخره مفعول ( يعدكم ) أي : يعدكم إخراج مخرج إياكم . والمعنى : يعدكم إخراجكم من القبور بعد موتكم وفناء أجسامكم .
وأما قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أنكم مخرجون فيجوز أن يكون إعادة لكلمة ( أنكم ) الأولى اقتضى إعادتها بعد ما بينها وبين خبرها . وتفيد إعادتها تأكيدا للمستفهم عنه استفهام استبعاد تأكيدا لاستبعاده . وهذا تأويل
الجرمي nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد .
ويجوز أن يكون أنكم مخرجون مبتدأ . ويكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35إذا متم وكنتم ترابا وعظاما خبرا عنه مقدما عليه وتكون جملة إذا متم إلى قوله : مخرجون خبرا عن ( أن ) من قوله : ( أنكم ) الأولى .
وجعلوا موجب الاستبعاد هو حصول أحوال تنافي أنهم مبعوثون بحسب قصور عقولهم ، وهي حال الموت المنافي للحياة ، وحال الكون ترابا وعظاما المنافي لإقامة الهيكل الإنساني بعد ذلك .
وأريد بالإخراج إخراجهم أحياء بهيكل إنساني كامل أي : مخرجون للقيامة بقرينة السياق .
[ ص: 54 ] وجملة ( هيهات ) بيان لجملة ( يعدكم ) فلذلك فصلت ولم تعطف .
و ( هيهات ) كلمة مبنية على فتح الآخر وعلى كسره أيضا . وقرأها الجمهور بالفتح ، وقرأها
أبو جعفر بالكسر . وتدل على البعد . وأكثر ما تستعمل مكررة مرتين كما في هذه الآية أو ثلاثا كما جاء في شعر
لحميد الأرقط وجرير يأتيان .
واختلف فيها أهي فعل أم اسم ; فجمهور النحاة ذهبوا إلى أن ( هيهات ) اسم فعل للماضي من البعد ، فمعنى هيهات كذا : بعد . فيكون ما يلي ( هيهات ) فاعلا . وقيل : هي اسم للبعد ، أي : فهي مصدر جامد وهو الذي اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في تفسيره . قال
الراغب : وقال البعض : غلط
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في تفسيره واستهواه اللام في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات هيهات لما توعدون .
وقيل : هيهات ظرف غير متصرف ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد . ونسبه في لسان العرب إلى
أبي علي الفارسي . قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : كان
أبو علي يقول في هيهات : أنا أفتي مرة بكونها اسما سمي به الفعل مثل صه ومه ، وأفتي مرة بكونها ظرفا على قدر ما يحضرني في الحال .
وفيها لغات كثيرة وأفصحها أنها بهاءين وتاء مفتوحة فتحة بناء ، وأن تاءها تثبت في الوقف ، وقيل : يوقف عليها بهاء ، وأنها لا تنون تنوين تنكير .
وقد ورد ما بعد ( هيهات ) مجرورا باللام كما في هذه الآية ، وورد مرفوعا كما في قول
جرير :
فهيهات هيهات العقيق وأهله وهيهات خل بالعقيق نحاوله
وورد مجرورا بـ ( من ) في قول
حميد الأرقط :
هيهات من مصبحها هيهات هيهات حجر من صنيبعات
فالذي يتضح في استعمال ( هيهات ) أن الأصل فيما بعدها أن يكون مرفوعا على تأويل ( هيهات ) بمعنى فعل ماض من البعد كما في بيت
جرير .
[ ص: 55 ] وأن الأفصح أن يكون ما بعدها مجرورا باللام فيكون على الاستغناء عن فاعل اسم الفعل للعلم به مما يسبق ( هيهات ) من الكلام ; لأنها لا تقع غالبا إلا بعد كلام ، وتجعل اللام للتبيين ، أي : إيضاح المراد من الفاعل ، فيحصل بذلك إجمال ثم تفصيل يفيد تقوية الخبر . وهذه اللام ترجع إلى لام التعليل . وإذا ورد ما بعدها مجرورا بـ ( من ) فـ ( من ) بمعنى ( عن ) أي : بعد عنه أو بعدا عنه .
على أنه يجوز أن تئول ( هيهات ) مرة بالفعل وهو الغالب ومرة بالمصدر فتكون اسم مصدر مبنيا جامدا غير مشتق . ويكون الإخبار بها كالإخبار بالمصدر ، وهو الوجه الذي سلكه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في تفسير هذه الآية ويشير كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري إلى اختياره .
وجاء هنا فعل ( توعدون ) من ( أوعد ) وجاء قبله فعل ( أيعدكم ) وهو من ( وعد ) مع أن الموعود به شيء واحد . قال الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=14120ابن عرفة : لأن الأول راجع إليهم في حال وجودهم فجعل وعدا ، والثاني راجع إلى حالتهم بعد الموت والانعدام فناسب التعبير عنه بالوعيد اهـ .
وأقول : أحسن من هذا أنه عبر مرة بالوعد ومرة بالوعيد على وجه الاحتباك ، فإن إعلامهم بالبعث مشتمل على وعد بالخير إن صدقوا وعلى وعيد إن كذبوا ، فذكر الفعلان على التوزيع إيجازا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا يجوز أن يكون بيانا للاستبعاد الذي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هيهات لما توعدون واستدلالا وتعليلا له ، ولكلا الوجهين كانت الجملة مفصولة عن التي قبلها .
وضمير ( هي ) عائد إلى ما لم يسبق في الكلام بل عائد على مذكور بعده قصدا للإبهام ثم التفصيل ليتمكن المعنى في ذهن السامع . وهذا من مواضع عود الضمير على ما بعده إذا كان ما بعده بيانا له ، ولذلك يجعل
[ ص: 56 ] الاسم الذي بعد الضمير عطف بيان . ومنه قول الشاعر أنشده في الكشاف المصراع الأول وأثبته
الطيبي كاملا :
هي النفس ما حملتها تتحمل وللدهر أيام تجور وتعـدل
وقول
أبي العلاء :
هو الهجر حتى ما يلـم خـيال وبعض صدود الزائرين وصال
ومبين الضمير هنا قوله : إلا حياتنا فيكون الاسم الذي بعد ( إلا ) عطف بيان من الضمير . والتقدير : إن حياتنا إلا حياتنا الدنيا . ووصفها بالدنيا وصف زائد على البيان فلا يقدر مثله في المبين .
وليس هذا الضمير ضمير القصة والشأن لعدم صلاحية المقام له . ولأنه في الآية مفسر بالمفرد لا بالجملة وكذلك في بيت
أبي العلاء .
ولأن دخول ( لا ) النافية عليه يأبى من جعله ضمير شأن ; إذ لا معنى لأن يقال : لا قصة إلا حياتنا ، فدخلت عليه ( لا ) النافية للجنس ; لأنه في معنى اسم جنس لتبيينه باسم الجنس وهو ( حياتنا ) فالمعنى : ليست الحياة إلا حياتنا هذه ، أي : لا حياة بعدها .
والدنيا : مؤنث الأدنى ، أي : القريبة بمعنى : الحاضرة .
وضمير ( حياتنا ) مراد به جميع القوم الذين دعاهم رسولهم . فقولهم : نموت ونحيا معناه : يموت هؤلاء القوم ويحيا قوم بعدهم . ومعنى ( نحيا ) : نولد ، أي : يموت من يموت ويولد من يولد ، أو المراد : يموت من يموت فلا يرجع ويحيا من لم يمت إلى أن يموت . والواو لا تفيد ترتيبا بين معطوفها والمعطوف عليه . وعقبوه بالعطف في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وما نحن بمبعوثين أي : لا نحيا حياة بعد الموت .
وهو عطف على جملة نموت ونحيا باعتبار اشتمالها على إثبات حياة عاجلة وموت ، فإن الاقتصار على الأمرين مفيد للانحصار في المقام الخطابي مع قرينة قوله : إن هي إلا حياتنا الدنيا . وأفاد صوغ الخبر في الجملة الاسمية تقوية مدلوله وتحقيقه .
[ ص: 57 ] ثم جاءت جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا نتيجة عقب الاستدلال ، فجاءت مستأنفة ; لأنها مستقلة على ما تقدمها فهي تصريح بما كني عنه آنفا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم وما بعده من تكذيب دعوته ، فاستخلصوا من ذلك أن حاله منحصر في أنه كاذب على الله فيما ادعاه من الإرسال . وضمير إن هو عائد إلى اسم الإشارة من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم .
فجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38افترى على الله كذبا صفة لـ ( رجل ) وهي منصب الحصر ، فهو من قصر الموصوف على الصفة قصر قلب إضافيا ، أي : لا كما يزعم أنه مرسل من الله .
وإنما أجروا عليه أنه رجل متابعة لوصفه بالبشرية في قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ما هذا إلا بشر مثلكم تقريرا لدليل المماثلة المنافية للرسالة في زعمهم ، أي : زيادة على كونه رجلا مثلهم فهو رجل كاذب .
والافتراء : الاختلاق . وهو الكذب الذي لا شبهة فيه للمخبر . وتقدم عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=103ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب في سورة المائدة .
وإنما صرحوا بأنهم لا يؤمنون به مع دلالة نسبته إلى الكذب على أنهم لا يؤمنون به إعلانا بالتبري من أن ينخدعوا لما دعاهم إليه ، وهو مقتضى حال خطاب العامة .
والقول في إفادة الجملة الاسمية التقوية كالقول في
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وما نحن بمبعوثين .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=28994_28901وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ [ ص: 51 ] عُطِفَتْ حِكَايَةُ قَوْلِ قَوْمِهِ عَلَى حِكَايَةِ قَوْلِهِ ، وَلَمْ يُؤْتَ بِهَا مَفْصُولَةً كَمَا هُوَ شَأْنُ حِكَايَةِ الْمُحَاوَرَاتِ كَمَا بَيَّنَّاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي حِكَايَةِ الْمُحَاوَرَاتِ بِـ ( قَالَ ) وَنَحْوِهَا دُونَ عَطْفٍ . وَقَدْ خُولِفَ ذَلِكَ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ لِلْوَجْهِ الَّذِي بَيَّنَاهُ ، وَخُولِفَ أَيْضًا فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَفِي سُورَةِ
هُودٍ ; إِذْ حُكِيَ جَوَابُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ رَسُولِهِمْ بِدُونِ عَطْفٍ .
وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ كَلَامَ الْمَلَأِ الْمَحْكِيَّ هُنَا غَيْرُ كَلَامِهِمُ الْمَحْكِيِّ فِي السُّورَتَيْنِ ; لِأَنَّ مَا هُنَا كَلَامُهُمُ الْمُوَجَّهُ إِلَى خِطَابِ قَوْمِهِمْ إِذْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ إِلَى آخِرِهِ خَشْيَةً مِنْهُمْ أَنْ تُؤَثِّرَ دَعْوَةُ رَسُولِهِمْ فِي عَامَّتِهِمْ ، فَرَأَوْا الِاعْتِنَاءَ ; بِأَنْ يَحُولُوا دُونَ تَأَثُّرِ نُفُوسِ قَوْمِهِمْ بِدَعْوَةِ رَسُولِهِمْ أَوْلَى مِنْ أَنْ يُجَاوِبُوا رَسُولَهُمْ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ آنِفًا فِي قِصَّةِ
نُوحٍ . وَبِهَذَا يَظْهَرُ وَجْهُ الْإِعْجَازِ فِي الْمَوَاضِيعِ الْمُخْتَلِفَةِ الَّتِي أَوْرَدَ فِيهَا صَاحِبُ الْكَشَّافِ سُؤَالًا وَلَمْ يَكُنْ فِي جَوَابِهِ شَافِيًا وَتَحَيَّرَ شُرَّاحُهُ فَكَانُوا عَلَى خِلَافٍ .
وَإِنَّمَا لَمْ يُعْطَفْ قَوْلُ الْمَلَأِ بِفَاءِ التَّعْقِيبِ كَمَا وَرَدَ فِي قِصَّةِ
نُوحٍ آنِفًا ; لِأَنَّ قَوْلَهُمْ هَذَا كَانَ مُتَأَخِّرًا عَنْ وَقْتِ مَقَالَةِ رَسُولِهِمُ الَّتِي هِيَ فَاتِحَةُ دَعْوَتِهِ بِأَنْ يَكُونُوا أَجَابُوا كَلَامَهُ بِالرَّدِّ وَالزَّجْرِ فَلَمَّا اسْتَمَرَّ عَلَى دَعْوَتِهِمْ وَكَرَّرَهَا فِيهِمْ وَجَّهُوا مَقَالَتَهُمُ الْمَحْكِيَّةَ هُنَا إِلَى قَوْمِهِمْ ، وَمِنْ أَجْلِ هَذَا عُطِفَتْ جُمْلَةُ جَوَابِهِمْ وَلَمْ تَأْتِ عَلَى أُسْلُوبِ الِاسْتِعْمَالِ فِي حِكَايَةِ أَقْوَالِ الْمُحَاوَرَاتِ .
وَأَيْضًا ; لِأَنَّ كَلَامَ رَسُولِهِمْ لَمْ يُحْكَ بِصِيغَةِ قَوْلٍ بَلْ حُكِيَ بِـ ( أَنْ ) التَّفْسِيرِيَّةِ لِمَا تَضَمَّنَهُ مَعْنَى الْإِرْسَالِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=32فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ .
[ ص: 52 ] وَقَدْ حَكَى اللَّهُ فِي آيَاتٍ أُخْرَى عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31842قَوْمِ هُودٍ وَعَنْ قَوْمِ
صَالِحٍ أَنَّهُمْ أَجَابُوا دَعْوَةَ رَسُولِهِمْ بِالرَّدِّ وَالزَّجْرِ كَقَوْلِ قَوْمِ هُودٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=53قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=54إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ . وَقَوْلِ
nindex.php?page=treesubj&link=31844قَوْمِ صَالِحٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=62قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=24الَّذِينَ كَفَرُوا ) نَعْتٌ ثَانٍ لِـ ( الْمَلَأُ ) فَيَكُونُ عَلَى وِزَانِ قَوْلِهِ فِي قِصَّةِ
نُوحٍ : فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ . وَإِنَّمَا أَخَّرَ النَّعْتَ هُنَا لِيَتَّصِلَ بِهِ الصِّفَتَانِ الْمَعْطُوفَتَانِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ .
وَاللِّقَاءُ : حُضُورُ أَحَدٍ عِنْدَ آخَرَ . وَالْمُرَادُ : لِقَاءُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْحِسَابِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَعِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ .
وَإِضَافَةُ ( لِقَاءِ ) إِلَى ( الْآخِرَةِ ) عَلَى مَعْنَى ( فِي ) أَيِ : اللِّقَاءُ فِي الْآخِرَةِ .
وَالْإِتْرَافُ : جَعْلُهُمْ أَصْحَابَ تَرَفٍ . وَالتَّرَفُ : النِّعْمَةُ الْوَاسِعَةُ . وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=13وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ .
وَفِي هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّهُمَا الْبَاعِثُ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ رَسُولَهُمْ ; لِأَنَّ تَكْذِيبَهُمْ بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ يَنْفِي عَنْهُمْ تَوَقُّعَ الْمُؤَاخَذَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَثَرْوَتُهُمْ وَنِعْمَتُهُمْ تُغْرِيهِمْ بِالْكِبْرِ وَالصَّلَفِ إِذْ أَلِفُوا أَنْ يَكُونُوا سَادَةً لَا تَبَعًا ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَتَقَبَّلُوا مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ رَسُولُهُمْ مِنَ اتِّقَاءِ عَذَابِ يَوْمِ الْبَعْثِ وَطَلَبِهِمُ النَّجَاةَ بِاتِّبَاعِهِمْ مَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ كِنَايَةٌ عَنْ تَكْذِيبِهِ فِي دَعْوَى الرِّسَالَةِ لِتَوَهُّمِهِمْ أَنَّ الْبَشَرِيَّةَ تُنَافِي أَنْ يَكُونَ صَاحِبُهَا رَسُولًا مِنَ اللَّهِ فَأَتَوْا بِالْمَلْزُومِ وَأَرَادُوا لَازِمَهُ .
[ ص: 53 ] وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ فِي مَوْقِعِ التَّعْلِيلِ وَالدَّلِيلِ لِلْبَشَرِيَّةِ ; لِأَنَّهُ يَأْكُلُ مِثْلَهُمْ وَيَشْرَبُ مِثْلَهُمْ وَلَا يَمْتَازُ فِيمَا يَأْكُلُهُ وَمَا يَشْرَبُهُ .
وَحُذِفَ مُتَعَلِّقُ ( تَشْرَبُونَ ) وَهُوَ عَائِدُ الصِّلَةِ لِلِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ بِنَظِيرِهِ الَّذِي فِي الصِّلَةِ الْمَذْكُورَةِ قَبْلَهَا .
وَاللَّامُ فِي وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ مُوَطِّئَةٌ لِلْقَسَمِ ، فَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=34إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ جَوَابُ الْقَسَمِ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ جَوَابُ الْقَسَمِ . وَأُقْحِمَ حَرْفُ الْجَزَاءِ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ لِمَا فِي جَوَابِ الْقَسَمِ مِنْ مُشَابَهَةِ الْجَزَاءِ لَا سِيَّمَا مَتَى اقْتَرَنَ الْقَسَمُ بِحَرْفِ شَرْطٍ .
وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ : ( أَيَعِدُكُمْ ) لِلتَّعَجُّبِ ، وَهُوَ انْتِقَالٌ مِنْ تَكْذِيبِهِ فِي دَعْوَى الرِّسَالَةِ إِلَى تَكْذِيبِهِ فِي الْمُرْسَلِ بِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ إِلَى آخِرِهِ مَفْعُولُ ( يَعِدُكُمْ ) أَيْ : يَعِدُكُمْ إِخْرَاجَ مُخْرَجِ إِيَّاكُمْ . وَالْمَعْنَى : يَعِدُكُمْ إِخْرَاجَكُمْ مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ مَوْتِكُمْ وَفَنَاءِ أَجْسَامِكُمْ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِعَادَةً لِكَلِمَةِ ( أَنَّكُمْ ) الْأُولَى اقْتَضَى إِعَادَتَهَا بَعْدَ مَا بَيَّنَهَا وَبَيَّنَ خَبَرَهَا . وَتُفِيدُ إِعَادَتُهَا تَأْكِيدًا لِلْمُسْتَفْهَمِ عَنْهُ اسْتِفْهَامَ اسْتِبْعَادٍ تَأْكِيدًا لِاسْتِبْعَادِهِ . وَهَذَا تَأْوِيلُ
الْجَرْمِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ مُبْتَدَأٌ . وَيَكُونَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا خَبَرًا عَنْهُ مُقَدَّمًا عَلَيْهِ وَتَكُونَ جُمْلَةُ إِذَا مِتُّمْ إِلَى قَوْلِهِ : مُخْرَجُونَ خَبَرًا عَنْ ( أَنَّ ) مِنْ قَوْلِهِ : ( أَنَّكُمْ ) الْأُولَى .
وَجَعَلُوا مُوجَبَ الِاسْتِبْعَادِ هُوَ حُصُولُ أَحْوَالٍ تُنَافِي أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ بِحَسَبِ قُصُورِ عُقُولِهِمْ ، وَهِيَ حَالُ الْمَوْتِ الْمُنَافِي لِلْحَيَاةِ ، وَحَالُ الْكَوْنِ تُرَابًا وَعِظَامًا الْمُنَافِي لِإِقَامَةِ الْهَيْكَلِ الْإِنْسَانِيِّ بَعْدَ ذَلِكَ .
وَأُرِيدَ بِالْإِخْرَاجِ إِخْرَاجُهُمْ أَحْيَاءً بِهَيْكَلٍ إِنْسَانِيٍّ كَامِلٍ أَيْ : مُخْرَجُونَ لِلْقِيَامَةِ بِقَرِينَةِ السِّيَاقِ .
[ ص: 54 ] وَجُمْلَةُ ( هَيْهَاتَ ) بَيَانٌ لِجُمْلَةِ ( يَعِدُكُمْ ) فَلِذَلِكَ فُصِلَتْ وَلَمْ تُعْطَفْ .
وَ ( هَيْهَاتَ ) كَلِمَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى فَتْحِ الْآخِرِ وَعَلَى كَسْرِهِ أَيْضًا . وَقَرَأَهَا الْجُمْهُورُ بِالْفَتْحِ ، وَقَرَأَهَا
أَبُو جَعْفَرٍ بِالْكَسْرِ . وَتَدُلُّ عَلَى الْبُعْدِ . وَأَكْثَرُ مَا تُسْتَعْمَلُ مُكَرَّرَةً مَرَّتَيْنِ كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَوْ ثَلَاثًا كَمَا جَاءَ فِي شِعْرٍ
لِحُمَيْدٍ الْأَرْقَطِ وَجَرِيرٍ يَأْتِيَانِ .
وَاخْتُلِفَ فِيهَا أَهِيَ فِعْلٌ أَمِ اسْمٌ ; فَجُمْهُورُ النُّحَاةِ ذَهَبُوا إِلَى أَنَّ ( هَيْهَاتَ ) اسْمُ فِعْلٍ لِلْمَاضِي مِنَ الْبُعْدِ ، فَمَعْنَى هَيْهَاتَ كَذَا : بَعُدَ . فَيَكُونُ مَا يَلِي ( هَيْهَاتَ ) فَاعِلًا . وَقِيلَ : هِيَ اسْمٌ لِلْبُعْدِ ، أَيْ : فَهِيَ مَصْدَرٌ جَامِدٌ وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِهِ . قَالَ
الرَّاغِبُ : وَقَالَ الْبَعْضُ : غَلِطَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِهِ وَاسْتَهْوَاهُ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ .
وَقِيلَ : هَيْهَاتَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَصَرِّفٍ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ . وَنَسَبَهُ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ إِلَى
أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ . قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : كَانَ
أَبُو عَلِيٍّ يَقُولُ فِي هَيْهَاتَ : أَنَا أُفْتِي مَرَّةً بِكَوْنِهَا اسْمًا سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ مِثْلَ صَهٍ وَمَهْ ، وَأُفْتِي مَرَّةً بِكَوْنِهَا ظَرْفًا عَلَى قَدْرِ مَا يَحْضُرُنِي فِي الْحَالِ .
وَفِيهَا لُغَاتٌ كَثِيرَةٌ وَأَفْصَحُهَا أَنَّهَا بِهَاءَيْنِ وَتَاءٍ مَفْتُوحَةٍ فَتْحَةَ بِنَاءٍ ، وَأَنَّ تَاءَهَا تَثْبُتُ فِي الْوَقْفِ ، وَقِيلَ : يُوقَفُ عَلَيْهَا بِهَاءٍ ، وَأَنَّهَا لَا تُنَوَّنُ تَنْوِينَ تَنْكِيرٍ .
وَقَدْ وَرَدَ مَا بَعْدَ ( هَيْهَاتَ ) مَجْرُورًا بِاللَّامِ كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَوَرَدَ مَرْفُوعًا كَمَا فِي قَوْلِ
جَرِيرٍ :
فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَأَهْلُهُ وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ نُحَاوِلُهُ
وَوَرَدَ مَجْرُورًا بِـ ( مِنْ ) فِي قَوْلِ
حُمَيْدٍ الْأَرْقَطِ :
هَيْهَاتِ مَنْ مُصَبَّحُهَا هَيْهَاتِ هَيْهَاتِ حَجَرٌ مِنْ صُنَيْبِعَاتِ
فَالَّذِي يَتَّضِحُ فِي اسْتِعْمَالِ ( هَيْهَاتَ ) أَنَّ الْأَصْلَ فِيمَا بَعْدَهَا أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا عَلَى تَأْوِيلِ ( هَيْهَاتَ ) بِمَعْنَى فِعْلٍ مَاضٍ مِنَ الْبُعْدِ كَمَا فِي بَيْتِ
جَرِيرٍ .
[ ص: 55 ] وَأَنَّ الْأَفْصَحَ أَنْ يَكُونَ مَا بَعْدَهَا مَجْرُورًا بِاللَّامِ فَيَكُونُ عَلَى الِاسْتِغْنَاءِ عَنْ فَاعِلِ اسْمِ الْفِعْلِ لِلْعِلْمِ بِهِ مِمَّا يَسْبِقُ ( هَيْهَاتَ ) مِنَ الْكَلَامِ ; لِأَنَّهَا لَا تَقَعُ غَالِبًا إِلَّا بَعْدَ كَلَامٍ ، وَتُجْعَلُ اللَّامُ لِلتَّبْيِينِ ، أَيْ : إِيضَاحِ الْمُرَادِ مِنَ الْفَاعِلِ ، فَيَحْصُلُ بِذَلِكَ إِجْمَالٌ ثُمَّ تَفْصِيلٌ يُفِيدُ تَقْوِيَةَ الْخَبَرِ . وَهَذِهِ اللَّامُ تَرْجِعُ إِلَى لَامِ التَّعْلِيلِ . وَإِذَا وَرَدَ مَا بَعْدَهَا مَجْرُورًا بِـ ( مِنْ ) فَـ ( مِنْ ) بِمَعْنَى ( عَنْ ) أَيْ : بَعُدَ عَنْهُ أَوْ بُعْدًا عَنْهُ .
عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ تُئَوَّلَ ( هَيْهَاتَ ) مَرَّةً بِالْفِعْلِ وَهُوَ الْغَالِبُ وَمَرَّةً بِالْمَصْدَرِ فَتَكُونُ اسْمُ مَصْدَرٍ مَبْنِيًّا جَامِدًا غَيْرَ مُشْتَقٍّ . وَيَكُونُ الْإِخْبَارُ بِهَا كَالْإِخْبَارِ بِالْمَصْدَرِ ، وَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِي سَلَكَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ وَيُشِيرُ كَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ إِلَى اخْتِيَارِهِ .
وَجَاءَ هُنَا فِعْلُ ( تُوعَدُونَ ) مِنْ ( أَوْعَدَ ) وَجَاءَ قَبْلَهُ فِعْلُ ( أَيَعِدُكُمْ ) وَهُوَ مِنْ ( وَعَدَ ) مَعَ أَنَّ الْمَوْعُودَ بِهِ شَيْءٌ وَاحِدٌ . قَالَ الشَّيْخُ
nindex.php?page=showalam&ids=14120ابْنُ عَرَفَةَ : لِأَنَّ الْأَوَّلَ رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ فِي حَالِ وُجُودِهِمْ فَجُعِلَ وَعْدًا ، وَالثَّانِي رَاجِعٌ إِلَى حَالَتِهِمْ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالِانْعِدَامِ فَنَاسَبَ التَّعْبِيرُ عَنْهُ بِالْوَعِيدِ اهـ .
وَأَقُولُ : أَحْسَنُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ عَبَّرَ مَرَّةً بِالْوَعْدِ وَمَرَّةً بِالْوَعِيدِ عَلَى وَجْهِ الِاحْتِبَاكِ ، فَإِنَّ إِعْلَامَهُمْ بِالْبَعْثِ مُشْتَمِلٌ عَلَى وَعْدٍ بِالْخَيْرِ إِنْ صَدَقُوا وَعَلَى وَعِيدٍ إِنْ كَذَبُوا ، فَذُكِرَ الْفِعْلَانِ عَلَى التَّوْزِيعِ إِيجَازًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَيَانًا لِلِاسْتِبْعَادِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=36هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ وَاسْتِدْلَالًا وَتَعْلِيلًا لَهُ ، وَلِكِلَا الْوَجْهَيْنِ كَانَتِ الْجُمْلَةُ مَفْصُولَةً عَنِ الَّتِي قَبْلَهَا .
وَضَمِيرُ ( هِيَ ) عَائِدٌ إِلَى مَا لَمْ يَسْبِقْ فِي الْكَلَامِ بَلْ عَائِدٌ عَلَى مَذْكُورٍ بَعْدَهُ قَصْدًا لِلْإِبْهَامِ ثُمَّ التَّفْصِيلِ لِيَتَمَكَّنِ الْمَعْنَى فِي ذِهْنِ السَّامِعِ . وَهَذَا مِنْ مَوَاضِعِ عَوْدِ الضَّمِيرِ عَلَى مَا بَعْدَهُ إِذَا كَانَ مَا بَعْدَهُ بَيَانًا لَهُ ، وَلِذَلِكَ يُجْعَلُ
[ ص: 56 ] الِاسْمُ الَّذِي بَعْدَ الضَّمِيرِ عَطْفَ بَيَانٍ . وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشَدَهُ فِي الْكَشَّافِ الْمِصْرَاعَ الْأَوَّلِ وَأَثْبَتَهُ
الطِّيبِيُّ كَامِلًا :
هِيَ النَّفْسُ مَا حَمَّلْتَهَا تَتَحَمَّلُ وَلِلدَّهْرِ أَيَّامٌ تَجُورُ وَتَعْـدِلُ
وَقَوْلُ
أَبِي الْعَلَاءِ :
هُوَ الْهَجْرُ حَتَّى مَا يُلَـمَّ خَـيَالٌ وَبَعْضُ صُدُودِ الزَّائِرِينَ وِصَالُ
وَمُبَيِّنُ الضَّمِيرِ هُنَا قَوْلُهُ : إِلَّا حَيَاتُنَا فَيَكُونُ الِاسْمُ الَّذِي بَعْدَ ( إِلَّا ) عَطْفَ بَيَانٍ مِنَ الضَّمِيرِ . وَالتَّقْدِيرُ : إِنْ حَيَاتُنَا إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا . وَوَصْفُهَا بِالدُّنْيَا وَصْفٌ زَائِدٌ عَلَى الْبَيَانِ فَلَا يُقَدَّرُ مِثْلُهُ فِي الْمُبَيَّنِ .
وَلَيْسَ هَذَا الضَّمِيرُ ضَمِيرَ الْقِصَّةِ وَالشَّأْنِ لِعَدَمِ صَلَاحِيَةِ الْمَقَامِ لَهُ . وَلِأَنَّهُ فِي الْآيَةِ مُفَسَّرٌ بِالْمُفْرَدِ لَا بِالْجُمْلَةِ وَكَذَلِكَ فِي بَيْتِ
أَبِي الْعَلَاءِ .
وَلِأَنَّ دُخُولَ ( لَا ) النَّافِيَةِ عَلَيْهِ يَأْبَى مِنْ جَعْلِهِ ضَمِيرَ شَأْنٍ ; إِذْ لَا مَعْنَى لِأَنْ يُقَالَ : لَا قِصَّةَ إِلَّا حَيَاتُنَا ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ ( لَا ) النَّافِيَةُ لِلْجِنْسِ ; لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى اسْمِ جِنْسٍ لِتَبْيِينِهِ بِاسْمِ الْجِنْسِ وَهُوَ ( حَيَاتُنَا ) فَالْمَعْنَى : لَيْسَتِ الْحَيَاةُ إِلَّا حَيَاتُنَا هَذِهِ ، أَيْ : لَا حَيَاةَ بَعْدَهَا .
وَالدُّنْيَا : مُؤَنَّثُ الْأَدْنَى ، أَيِ : الْقَرِيبَةُ بِمَعْنَى : الْحَاضِرَةُ .
وَضَمِيرُ ( حَيَاتُنَا ) مُرَادٌ بِهِ جَمِيعَ الْقَوْمِ الَّذِينَ دَعَاهُمْ رَسُولُهُمْ . فَقَوْلُهُمْ : نَمُوتُ وَنَحْيَا مَعْنَاهُ : يَمُوتُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَيَحْيَا قَوْمٌ بَعْدَهُمْ . وَمَعْنَى ( نَحْيَا ) : نُولَدُ ، أَيْ : يَمُوتُ مَنْ يَمُوتُ وَيُولَدُ مَنْ يُولَدُ ، أَوِ الْمُرَادُ : يَمُوتُ مَنْ يَمُوتُ فَلَا يَرْجِعُ وَيَحْيَا مَنْ لَمْ يَمُتْ إِلَى أَنْ يَمُوتَ . وَالْوَاوُ لَا تُفِيدُ تَرْتِيبًا بَيْنَ مَعْطُوفِهَا وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ . وَعَقَّبُوهُ بِالْعَطْفِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ أَيْ : لَا نَحْيَا حَيَاةً بَعْدَ الْمَوْتِ .
وَهُوَ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ نَمُوتُ وَنَحْيَا بِاعْتِبَارِ اشْتِمَالِهَا عَلَى إِثْبَاتِ حَيَاةٍ عَاجِلَةٍ وَمَوْتٍ ، فَإِنَّ الِاقْتِصَارَ عَلَى الْأَمْرَيْنِ مُفِيدٌ لِلِانْحِصَارِ فِي الْمَقَامِ الْخِطَابِيِّ مَعَ قَرِينَةِ قَوْلِهِ : إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا . وَأَفَادَ صَوْغُ الْخَبَرِ فِي الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ تَقْوِيَةَ مَدْلُولِهِ وَتَحْقِيقَهُ .
[ ص: 57 ] ثُمَّ جَاءَتْ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا نَتِيجَةً عَقِبَ الِاسْتِدْلَالِ ، فَجَاءَتْ مُسْتَأْنَفَةً ; لِأَنَّهَا مُسْتَقِلَّةٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَهَا فَهِيَ تَصْرِيحٌ بِمَا كُنِيَ عَنْهُ آنِفًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَمَا بَعْدَهُ مِنْ تَكْذِيبِ دَعْوَتِهِ ، فَاسْتَخْلَصُوا مِنْ ذَلِكَ أَنَّ حَالَهُ مُنْحَصِرٌ فِي أَنَّهُ كَاذِبٌ عَلَى اللَّهِ فِيمَا ادَّعَاهُ مِنَ الْإِرْسَالِ . وَضَمِيرُ إِنْ هُوَ عَائِدٌ إِلَى اسْمِ الْإِشَارَةِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ .
فَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=38افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا صِفَةٌ لِـ ( رَجُلٌ ) وَهِيَ مُنْصَبُّ الْحَصْرِ ، فَهُوَ مِنْ قَصْرِ الْمَوْصُوفِ عَلَى الصِّفَةِ قَصْرَ قَلْبٍ إِضَافِيًّا ، أَيْ : لَا كَمَا يَزْعُمُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ .
وَإِنَّمَا أَجْرَوْا عَلَيْهِ أَنَّهُ رَجُلٌ مُتَابَعَةً لِوَصْفِهِ بِالْبَشَرِيَّةِ فِي قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ تَقْرِيرًا لِدَلِيلِ الْمُمَاثَلَةِ الْمُنَافِيَةِ لِلرِّسَالَةِ فِي زَعْمِهِمْ ، أَيْ : زِيَادَةٌ عَلَى كَوْنِهِ رَجُلًا مَثْلَهُمْ فَهُوَ رَجُلٌ كَاذِبٌ .
وَالِافْتِرَاءُ : الِاخْتِلَاقُ . وَهُوَ الْكَذِبُ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ لِلْمُخْبِرِ . وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=103وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ .
وَإِنَّمَا صَرَّحُوا بِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ مَعَ دَلَالَةِ نِسْبَتِهِ إِلَى الْكَذِبِ عَلَى أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ إِعْلَانًا بِالتَّبَرِّي مِنْ أَنْ يَنْخَدِعُوا لِمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ ، وَهُوَ مُقْتَضَى حَالِ خِطَابِ الْعَامَّةِ .
وَالْقَوْلُ فِي إِفَادَةِ الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ التَّقْوِيَةَ كَالْقَوْلِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ .