nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196nindex.php?page=treesubj&link=28974_30550لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار .
اعتراض في أثناء هذه الخاتمة ، نشأ عن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم باعتبار ما يتضمنه عدم إضاعة العمل من الجزاء عليه جزاء كاملا في الدنيا والآخرة ، وما يستلزمه ذلك من
nindex.php?page=treesubj&link=30558حرمان الذين لم يستجيبوا لداعي الإيمان وهم المشركون ، وهم المراد بالذين كفروا كما هو مصطلح القراء .
والخطاب لغير معين ممن يتوهم أن يغره حسن حال المشركين في الدنيا .
والغر والغرور : الإطماع في أمر محبوب على نية عدم وقوعه ، أو إظهار الأمر المضر في صورة النافع ، وهو مشتق من الغرة بكسر الغين وهي الغفلة ، ورجل غر بكسر الغين إذا كان ينخدع لمن خادعه . وفي الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341097المؤمن غر كريم أي يظن الخير بأهل الشر إذا أظهروا له الخير .
[ ص: 206 ] وهو هنا مستعار لظهور الشيء في مظهر محبوب ، وهو في العاقبة مكروه .
وأسند فعل الغرور إلى التقلب لأن التقلب سببه ، فهو مجاز عقلي ، والمعنى لا ينبغي أن يغرك . ونظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27لا يفتننكم الشيطان و ( لا ) ناهية لأن نون التوكيد لا تجيء مع النفي .
وقرأ الجمهور : لا يغرنك بتشديد الراء وتشديد النون وهي نون التوكيد الثقيلة ، وقرأها
رويس عن
يعقوب بنون ساكنة ، وهي نون التوكيد الخفيفة .
والتقلب : تصرف على حسب المشيئة في الحروب والتجارات والغرس ونحو ذلك ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد .
و ( البلاد ) : الأرض ، والمتاع : الشيء الذي يشترى للتمتع به .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197متاع قليل إلى آخرها بيان لجملة لا يغرنك . والمتاع : المنفعة العاجلة ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=26وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لكن الذين اتقوا ربهم إلى آخرها افتتحت بحرف الاستدراك لأن مضمونها ضد الكلام الذي قبلها لأن معنى لا " يغرنك " إلخ وصف ما هم فيه بأنه متاع قليل ، أي غير دائم ، وأن المؤمنين المتقين لهم منافع دائمة .
وقرأ الجمهور : بتخفيف النون ساكنة مخففة من الثقيلة وهي مهملة ، وقرأه
أبو جعفر بتشديد النون مفتوحة وهي عاملة عمل إن .
والنزل بضم النون والزاي وبضمها مع سكون الزاي ما يعد للنزيل والضيف من الكرامة والقرى ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=32نزلا من غفور رحيم .
[ ص: 207 ] و ( الأبرار ) جمع البر وهو الموصوف بالمبرة والبر ، وهو حسن العمل ضد الفجور .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196nindex.php?page=treesubj&link=28974_30550لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ .
اعْتِرَاضٌ فِي أَثْنَاءِ هَذِهِ الْخَاتِمَةِ ، نَشَأَ عَنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=195فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ بِاعْتِبَارِ مَا يَتَضَمَّنُهُ عَدَمُ إِضَاعَةِ الْعَمَلِ مِنَ الْجَزَاءِ عَلَيْهِ جَزَاءً كَامِلًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَا يَسْتَلْزِمُهُ ذَلِكَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30558حِرْمَانِ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِدَاعِي الْإِيمَانِ وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ ، وَهُمُ الْمُرَادُ بِالَّذِينَ كَفَرُوا كَمَا هُوَ مُصْطَلَحُ الْقُرَّاءِ .
وَالْخِطَابُ لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ مِمَّنْ يُتَوَهَّمُ أَنْ يَغُرَّهُ حُسْنُ حَالِ الْمُشْرِكِينَ فِي الدُّنْيَا .
وَالْغَرُّ وَالْغُرُورُ : الْإِطْمَاعُ فِي أَمْرٍ مَحْبُوبٍ عَلَى نِيَّةِ عَدَمِ وُقُوعِهِ ، أَوْ إِظْهَارِ الْأَمْرِ الْمُضِرِّ فِي صُورَةِ النَّافِعِ ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْغِرَّةِ بِكَسْرِ الْغَيْنِ وَهِيَ الْغَفْلَةُ ، وَرَجُلٌ غِرٌّ بِكَسْرِ الْغَيْنِ إِذَا كَانَ يَنْخَدِعُ لِمَنْ خَادَعَهُ . وَفِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341097الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ أَيْ يَظُنُّ الْخَيْرَ بِأَهْلِ الشَّرِّ إِذَا أَظْهَرُوا لَهُ الْخَيْرَ .
[ ص: 206 ] وَهُوَ هُنَا مُسْتَعَارٌ لِظُهُورِ الشَّيْءِ فِي مَظْهَرٍ مَحْبُوبٍ ، وَهُوَ فِي الْعَاقِبَةِ مَكْرُوهٌ .
وَأُسْنِدَ فِعْلُ الْغُرُورِ إِلَى التَّقَلُّبِ لِأَنَّ التَّقَلُّبَ سَبَبُهُ ، فَهُوَ مَجَازٌ عَقْلِيٌّ ، وَالْمَعْنَى لَا يَنْبَغِي أَنْ يَغُرَّكَ . وَنَظِيرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ وَ ( لَا ) نَاهِيَةٌ لِأَنَّ نُونَ التَّوْكِيدِ لَا تَجِيءُ مَعَ النَّفْيِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : لَا يَغُرَّنَّكَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ وَهِيَ نُونُ التَّوْكِيدِ الثَّقِيلَةِ ، وَقَرَأَهَا
رُوَيْسٌ عَنْ
يَعْقُوبَ بِنُونٍ سَاكِنَةٍ ، وَهِيَ نُونُ التَّوْكِيدِ الْخَفِيفَةِ .
وَالتَّقَلُّبُ : تَصَرُّفٌ عَلَى حَسَبِ الْمَشِيئَةِ فِي الْحُرُوبِ وَالتِّجَارَاتِ وَالْغَرْسِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ .
وَ ( الْبِلَادُ ) : الْأَرْضُ ، وَالْمَتَاعُ : الشَّيْءُ الَّذِي يُشْتَرَى لِلتَّمَتُّعِ بِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197مَتَاعٌ قَلِيلٌ إِلَى آخِرِهَا بَيَانٌ لِجُمْلَةِ لَا يَغُرَّنَّكَ . وَالْمَتَاعُ : الْمَنْفَعَةُ الْعَاجِلَةُ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=26وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=198لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى آخِرِهَا افْتُتِحَتْ بِحَرْفِ الِاسْتِدْرَاكِ لِأَنَّ مَضْمُونَهَا ضِدُّ الْكَلَامِ الَّذِي قَبْلَهَا لِأَنَّ مَعْنَى لَا " يَغُرَّنَّكَ " إِلَخْ وَصْفُ مَا هُمْ فِيهِ بِأَنَّهُ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ، أَيْ غَيْرُ دَائِمٍ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ لَهُمْ مَنَافِعُ دَائِمَةٌ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بِتَخْفِيفِ النُّونِ سَاكِنَةً مُخَفَّفَةً مِنَ الثَّقِيلَةِ وَهِيَ مُهْمَلَةٌ ، وَقَرَأَهُ
أَبُو جَعْفَرٍ بِتَشْدِيدِ النُّونِ مَفْتُوحَةً وَهِيَ عَامِلَةٌ عَمَلَ إِنَّ .
وَالنُّزُلُ بِضَمِّ النُّونِ وَالزَّايِ وَبِضَمِّهَا مَعَ سُكُونِ الزَّايِ مَا يُعَدُّ لِلنَّزِيلِ وَالضَّيْفِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْقِرَى ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=32نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ .
[ ص: 207 ] وَ ( الْأَبْرَارِ ) جَمْعُ الْبَرِّ وَهُوَ الْمَوْصُوفُ بِالْمَبَرَّةِ وَالْبِرِّ ، وَهُوَ حُسْنُ الْعَمَلِ ضِدُّ الْفُجُورِ .