nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28977_32887وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون .
عطف جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وما تسقط من ورقة إلا يعلمها انتقالا من بيان سعة علمه إلى بيان عظيم قدرته لأن ذلك كله من دلائل الإلهية تعليما لأوليائه ونعيا على المشركين أعدائه . وقد جرت عادة القرآن بذكر دلائل الوحدانية في أنفس الناس عقب ذكر دلائلها في الآفاق فجمع ذلك هنا على وجه بديع مؤذن بتعليم صفاته في ضمن دليل وحدانيته . وفي هذا تقريب للبعث بعد الموت .
فقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم صيغة قصر لتعريف جزأي الجملة ، أي هو الذي يتوفى الأنفس دون الأصنام فإنها لا تملك موتا ولا حياة .
والخطاب موجه إلى المشركين كما يقتضيه السياق السابق من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لقضي الأمر بيني وبينكم واللاحق من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64ثم أنتم تشركون ويقتضيه طريق القصر . ولما كان هذا الحال غير خاص بالمشركين علم منه أن الناس فيه سواء .
nindex.php?page=treesubj&link=32887والتوفي حقيقته الإماتة ، لأنه حقيقة في قبض الشيء مستوفى . وإطلاقه على النوم مجاز لشبه النوم بالموت في انقطاع الإدراك والعمل . ألا ترى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى . وقد تقدم تفصيله عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك في سورة آل عمران .
[ ص: 276 ] والمراد بقوله يتوفاكم ينيمكم بقرينة قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم يبعثكم فيه ، أي في النهار ، فأراد بالوفاة هنا النوم على التشبيه . وفائدته أنه تقريب لكيفية البعث يوم القيامة ، ولذا استعير البعث للإفاقة من النوم ليتم التقريب في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم يبعثكم فيه .
ومعنى جرحتم كسبتم ، وأصل الجرح تمزيق جلد الحي بشيء محدد مثل السكين والسيف والظفر والناب . وتقدم في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45والجروح قصاص في سورة العقود . وأطلق على كلاب الصيد وبزاته ونحوها اسم الجوارح لأنها تجرح الصيد ليمسكه الصائد . قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4وما علمتم من الجوارح مكلبين وتقدم في سورة العقود . كما سموها كواسب ، كقول
لبيد :
غضفا كواسب ما يمن طعامها
فصار لفظ الجوارح مرادفا للكواسب ; وشاع ذلك فأطلق على الكسب اسم الجرح ، وهو المراد هنا . وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ويعلم ما جرحتم بالنهار معترضة لقصد الامتنان بنعمة الإمهال ، أي ولولا فضله لما بعثكم في النهار مع علمه بأنكم تكتسبون في النهار عبادة غيره ويكتسب بعضكم بعض ما نهاهم عنه كالمؤمنين .
ووقع الاقتصار على الإخبار بعلمه تعالى ما يكسب الناس في النهار دون الليل رعيا للغالب ، لأن النهار هو وقت أكثر العمل والاكتساب ، ففي الإخبار أنه يعلم ما يقع فيه تحذير من اكتساب ما لا يرضى الله باكتسابه بالنسبة للمؤمنين ، وتهديد للمشركين .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم يبعثكم فيه معطوفة على
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60يتوفاكم بالليل فتكون ( ثم ) للمهلة الحقيقية ، وهو الأظهر . ولك أن تجعل ( ثم ) للترتيب الرتبي فتعطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ويعلم ما جرحتم ، أي وهو يعلم ما تكتسبون من المناهي ثم يردكم ويمهلكم . وهذا بفريق المشركين أنسب .
و ( في ) للظرفية . والضمير للنهار . والبعث مستعار للإفاقة من النوم لأن البعث شاع
[ ص: 277 ] في إحياء الميت وخاصة في اصطلاح القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون وحسن هذه الاستعارة كونها مبنية على استعارة التوفي للنوم تقريبا لكيفية البعث التي حارت فيها عقولهم ، فكل من الاستعارتين مرشح للأخرى .
واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ليقضى أجل مسمى لام التعليل لأن من الحكم والعلل التي جعل الله لها نظام اليقظة والنوم أن يكون ذلك تجزئة لعمر الحي ، وهو أجله الذي أجلت إليه حياته يوم خلقه ، كما جاء في الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341716يؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله . فالأجل معدود بالأيام والليالي ، وهي زمان النوم واليقظة . والعلة التي بمعنى الحكمة لا يلزم اتحادها فقد يكون لفعل الله حكم عديدة . فلا إشكال في جعل اللام للتعليل .
وقضاء الأجل انتهاؤه . ومعنى كونه مسمى أنه معين محدد . والمرجع مصدر ميمي ، فيجوز أن يكون المراد الرجوع بالموت ، لأن الأرواح تصير في قبضة الله ويبطل ما كان لها من التصرف بإرادتها . ويجوز أن يكون المراد بالرجوع الحشر يوم القيامة ، وهذا أظهر .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم ينبئكم بما كنتم تعملون أي يحاسبكم على أعمالكم بعد الموت ، فالمهلة في ( ثم ) ظاهرة ، أو بعد الحشر ، فالمهلة لأن بين الحشر وبين ابتداء الحساب زمنا ، كما ورد في حديث الشفاعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28977_32887وَهْوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
عَطَفَ جُمْلَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا انْتِقَالًا مِنْ بَيَانِ سَعَةِ عِلْمِهِ إِلَى بَيَانِ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ لِأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ دَلَائِلِ الْإِلَهِيَّةِ تَعْلِيمًا لِأَوْلِيَائِهِ وَنَعْيًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَعْدَائِهِ . وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ الْقُرْآنِ بِذِكْرِ دَلَائِلِ الْوَحْدَانِيَّةِ فِي أَنْفُسِ النَّاسِ عَقِبَ ذِكْرِ دَلَائِلِهَا فِي الْآفَاقِ فَجُمِعَ ذَلِكَ هُنَا عَلَى وَجْهٍ بَدِيعٍ مُؤْذِنٍ بِتَعْلِيمِ صِفَاتِهِ فِي ضِمْنِ دَلِيلِ وَحْدَانِيَّتِهِ . وَفِي هَذَا تَقْرِيبٌ لِلْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ .
فَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ صِيغَةُ قَصْرٍ لِتَعْرِيفِ جُزْأَيِ الْجُمْلَةِ ، أَيْ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ دُونَ الْأَصْنَامِ فَإِنَّهَا لَا تَمْلِكُ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً .
وَالْخِطَابُ مُوَجَّهٌ إِلَى الْمُشْرِكِينَ كَمَا يَقْتَضِيهِ السِّيَاقُ السَّابِقُ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّاحِقُ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=64ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ وَيَقْتَضِيهِ طَرِيقُ الْقَصْرِ . وَلَمَّا كَانَ هَذَا الْحَالُ غَيْرَ خَاصٍّ بِالْمُشْرِكِينَ عُلِمَ مِنْهُ أَنَّ النَّاسَ فِيهِ سَوَاءٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=32887وَالتَّوَفِّي حَقِيقَتُهُ الْإِمَاتَةُ ، لِأَنَّهُ حَقِيقَةٌ فِي قَبْضِ الشَّيْءِ مُسْتَوْفًى . وَإِطْلَاقُهُ عَلَى النَّوْمِ مُجَازٌ لِشَبَهِ النَّوْمِ بِالْمَوْتِ فِي انْقِطَاعِ الْإِدْرَاكِ وَالْعَمَلِ . أَلَا تَرَى قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى . وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْصِيلُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
[ ص: 276 ] وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ يَتَوَفَّاكُمْ يُنِيمُكُمْ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ، أَيْ فِي النَّهَارِ ، فَأَرَادَ بِالْوَفَاةِ هُنَا النَّوْمَ عَلَى التَّشْبِيهِ . وَفَائِدَتُهُ أَنَّهُ تَقْرِيبٌ لِكَيْفِيَّةِ الْبَعْثِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلِذَا اسْتُعِيرَ الْبَعْثُ لِلْإِفَاقَةِ مِنَ النَّوْمِ لِيَتِمَّ التَّقْرِيبُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ .
وَمَعْنَى جَرَحْتُمْ كَسَبْتُمْ ، وَأَصْلُ الْجَرْحِ تَمْزِيقُ جِلْدِ الْحَيِّ بِشَيْءٍ مُحَدَّدٍ مِثْلَ السِّكِّينِ وَالسَّيْفِ وَالظُّفُرِ وَالنَّابِ . وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فِي سُورَةِ الْعُقُودِ . وَأُطْلِقَ عَلَى كِلَابِ الصَّيْدِ وَبُزَاتِهِ وَنَحْوِهَا اسْمُ الْجَوَارِحِ لِأَنَّهَا تَجْرَحُ الصَّيْدَ لِيُمْسِكَهُ الصَّائِدُ . قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْعُقُودِ . كَمَا سَمَّوْهَا كَوَاسِبَ ، كَقَوْلِ
لَبِيَدٍ :
غُضْفًا كَوَاسِبَ مَا يُمَنُّ طَعَامُهَا
فَصَارَ لَفْظُ الْجَوَارِحِ مُرَادِفًا لِلْكَوَاسِبِ ; وَشَاعَ ذَلِكَ فَأُطْلِقَ عَلَى الْكَسْبِ اسْمُ الْجَرْحِ ، وَهُوَ الْمُرَادُ هُنَا . وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ مُعْتَرِضَةٌ لِقَصْدِ الِامْتِنَانِ بِنِعْمَةِ الْإِمْهَالِ ، أَيْ وَلَوْلَا فَضْلُهُ لَمَا بَعَثَكُمْ فِي النَّهَارِ مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّكُمْ تَكْتَسِبُونَ فِي النَّهَارِ عِبَادَةَ غَيْرِهِ وَيَكْتَسِبُ بَعْضُكُمْ بَعْضَ مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ كَالْمُؤْمِنِينَ .
وَوَقَعَ الِاقْتِصَارُ عَلَى الْإِخْبَارِ بِعِلْمِهِ تَعَالَى مَا يَكْسِبُ النَّاسُ فِي النَّهَارِ دُونَ اللَّيْلِ رَعْيًا لِلْغَالِبِ ، لِأَنَّ النَّهَارَ هُوَ وَقْتُ أَكْثَرِ الْعَمَلِ وَالِاكْتِسَابِ ، فَفِي الْإِخْبَارِ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يَقَعُ فِيهِ تَحْذِيرٌ مِنِ اكْتِسَابِ مَا لَا يَرْضَى اللَّهُ بِاكْتِسَابِهِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَتَهْدِيدٌ لِلْمُشْرِكِينَ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ فَتَكُونُ ( ثُمَّ ) لِلْمُهْلَةِ الْحَقِيقِيَّةِ ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ . وَلَكَ أَنْ تَجْعَلَ ( ثُمَّ ) لِلتَّرْتِيبِ الرُّتَبِيِّ فَتَعْطِفَ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ ، أَيْ وَهُوَ يَعْلَمُ مَا تَكْتَسِبُونَ مِنَ الْمَنَاهِي ثُمَّ يَرُدُّكُمْ وَيُمْهِلُكُمْ . وَهَذَا بِفَرِيقِ الْمُشْرِكِينَ أَنْسَبُ .
وَ ( فِي ) لِلظَّرْفِيَّةِ . وَالضَّمِيرُ لِلنَّهَارِ . وَالْبَعْثُ مُسْتَعَارٌ لِلْإِفَاقَةِ مِنَ النَّوْمِ لِأَنَّ الْبَعْثَ شَاعَ
[ ص: 277 ] فِي إِحْيَاءِ الْمَيِّتِ وَخَاصَّةً فِي اصْطِلَاحِ الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ وَحَسَّنَ هَذِهِ الِاسْتِعَارَةَ كَوْنُهَا مَبْنِيَّةً عَلَى اسْتِعَارَةِ التَّوَفِّي لِلنَّوْمِ تَقْرِيبًا لِكَيْفِيَّةِ الْبَعْثِ الَّتِي حَارَتْ فِيهَا عُقُولُهُمْ ، فَكُلٌّ مِنَ الِاسْتِعَارَتَيْنِ مُرَشِّحٌ لِلْأُخْرَى .
وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى لَامُ التَّعْلِيلِ لِأَنَّ مِنَ الْحِكَمِ وَالْعِلَلِ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَهَا نِظَامَ الْيَقَظَةِ وَالنَّوْمِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَجْزِئَةً لِعُمُرِ الْحَيِّ ، وَهُوَ أَجَلُهُ الَّذِي أُجِّلَتْ إِلَيْهِ حَيَاتُهُ يَوْمَ خَلْقِهِ ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341716يُؤْمَرُ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ . فَالْأَجْلُ مَعْدُودٌ بِالْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي ، وَهِيَ زَمَانُ النُّوَّمِ وَالْيَقَظَةِ . وَالْعِلَّةُ الَّتِي بِمَعْنَى الْحِكْمَةِ لَا يُلْزَمُ اتِّحَادُهَا فَقَدْ يَكُونُ لِفِعْلِ اللَّهِ حِكَمٌ عَدِيدَةٌ . فَلَا إِشْكَالَ فِي جَعْلِ اللَّامِ لِلتَّعْلِيلِ .
وَقَضَاءُ الْأَجَلِ انْتِهَاؤُهُ . وَمَعْنَى كَوْنِهِ مُسَمًّى أَنَّهُ مُعَيَّنٌ مُحَدَّدٌ . وَالْمَرْجِعُ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الرُّجُوعَ بِالْمَوْتِ ، لِأَنَّ الْأَرْوَاحَ تَصِيرُ فِي قَبْضَةِ اللَّهِ وَيُبْطِلُ مَا كَانَ لَهَا مِنَ التَّصَرُّفِ بِإِرَادَتِهَا . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالرُّجُوعِ الْحَشْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَذَا أَظْهَرُ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَيْ يُحَاسِبُكُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ ، فَالْمُهْلَةُ فِي ( ثُمَّ ) ظَاهِرَةٌ ، أَوْ بَعْدَ الْحَشْرِ ، فَالْمُهْلَةُ لِأَنَّ بَيْنَ الْحَشْرِ وَبَيْنَ ابْتِدَاءِ الْحِسَابِ زَمَنًا ، كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ .