قوله عز وجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29029ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=9يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=12يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=13أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون ) .
[ ص: 236 ] نزلت ( ألم تر ) في اليهود والمنافقين . كانوا يتناجون دون المؤمنين ، وينظرون إليهم ويتغامزون بأعينهم عليهم ، موهمين المؤمنين من أقربائهم أنهم أصابهم شر ، فلا يزالون كذلك حتى يقدم أقرباؤهم . فلما كثر ذلك منهم ، شكا المؤمنون إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأمرهم أن لا يتناجوا دون المؤمنين ، فلم ينتهوا ، فنزلت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال
مجاهد : نزلت في اليهود . وقال
ابن السائب : في المنافقين . وقرأ الجمهور : ( ويتناجون ) ;
وحمزة وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب ورويس : وينتجون مضارع انتجى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8بما لم يحيك به الله ) : كانوا يقولون : السام عليك ، وهو الموت ; فيرد عليهم : وعليكم . وتحية الله لأنبيائه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59وسلام على عباده الذين اصطفى ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8لولا يعذبنا الله بما نقول ) : أي إن كان نبيا ، فما له لا يدعو علينا حتى نعذب بما نقول ؟ فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8حسبهم جهنم ) .
ثم نهى المؤمنين أن يكون تناجيهم مثل تناجي الكفار ، وبدأ بالإثم لعمومه ، ثم بالعدوان لعظمته في النفوس ، إذ هي ظلامات العباد . ثم ترقى إلى ما هو أعظم ، وهو معصية الرسول عليه الصلاة والسلام ، وفي هذا طعن على المنافقين ، إذ كان تناجيهم في ذلك . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=9فلا تتناجوا ) ، وأدغم
ابن محيصن التاء في التاء . وقرأ الكوفيون
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وأبو حيوة ورويس : فلا تنتجوا مضارع انتجى ; والجمهور : بضم عين العدوان ;
وأبو حيوة بكسرها حيث وقع ;
والضحاك : ومعصيات الرسول على الجمع . والجمهور : على الإفراد . وقرأ
عبد الله : إذا انتجيتم فلا تنتجوا . وأل في (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إنما النجوى ) للعهد في نجوى الكفار (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8بالإثم والعدوان ) ، وكونها (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10من الشيطان ) ، لأنه هو الذي يزينها لهم ، فكأنها منه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10ليحزن الذين آمنوا ) : كانوا يوهمون المؤمنين أن غزاتهم غلبوا وأن أقاربهم قتلوا . ( وليس ) : أي التناجي أو الشيطان أو الحزن ، ( بضارهم ) : أي المؤمنين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إلا بإذن الله ) : أي بمشيئته ، فيقضي بالقتل أو الغلبة . وقال
ابن زيد : هي نجوى قوم من المسلمين يقصدون مناجاة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، وليس لهم حاجة ولا ضرورة . يريدون التبجح بذلك ، فيظن المسلمون أن ذلك في أخبار بعد ، وقاصدا نحوه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16574عطية العوفي : نزلت في المناجاة التي يراها المؤمن في النوم تسوءه ، فكأنه نجوى يناجى بها . انتهى . ولا يناسب هذا القول ما قبل الآية ولا ما بعدها ، وتقدمت القراءتان في نحو : ( ليحزن ) . وقرئ : بفتح الياء والزاي ، فيكون ( الذين ) فاعلا ، وفي القراءتين مفعولا .
ولما نهى تعالى المؤمنين عن ما هو سبب للتباغض والتنافر ، أمرهم بما هو سبب للتواد والتقارب ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا ) الآية . قال
مجاهد وقتادة والضحاك : كانوا يتنافسون في مجلس الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فأمروا أن يفسح بعضهم لبعض . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المراد مجالس القتال إذا اصطفوا للحرب . وقال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=17346ويزيد بن أبي حبيب : كان الصحابة يتشاحون على الصف الأول ، فلا يوسع بعضهم لبعض رغبة في الشهادة ، فنزلت . وقرأ الجمهور : ( تفسحوا ) ;
nindex.php?page=showalam&ids=15854وداود بن أبي هند وقتادة وعيسى : تفاسحوا . والجمهور : في المجلس ;
وعاصم وقتادة وعيسى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11في المجالس ) . وقرئ : في المجلس بفتح اللام ، وهو الجلوس ، أي توسعوا في جلوسكم ولا تتضايقوا فيه . والظاهر أن الحكم مطرد في المجالس التي للطاعات ، وإن كان السبب مجلس الرسول . وقيل : الآية مخصوصة بمجلس الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكذا مجالس العلم ; ويؤيده قراءة من قرأ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11في المجالس ) ، ويتأول الجمع على أن لكل أحد مجلسا في بيت الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، وانجزم (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يفسح الله ) على جواب الأمر في رحمته ، أو في منازلكم في الجنة ، أو في قبوركم ، أو في قلوبكم ، أو في الدنيا والآخرة ، أقوال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11وإذا قيل انشزوا ) : أي انهضوا في المجلس للتفسح ، لأن مريد التوسعة على الوارد يرتفع إلى فوق فيتسع الموضع . أمروا أولا
[ ص: 237 ] بالتفسح ، ثم ثانيا بامتثال الأمر فيه إذا ائتمروا . وقال
الحسن وقتادة والضحاك : معناه : إذا دعوا إلى قتال وصلاة أو طاعة نهضوا . وقيل : إذا دعوا إلى القيام عن مجلس الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، نهضوا ، إذ كان عليه الصلاة والسلام أحيانا يؤثر الانفراد في أمر الإسلام . وقرأ
أبو جعفر وشيبة nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وابن عامر ونافع وحفص : بضم السين في اللفظين ;
والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة وباقي السبعة : بكسرها . والظاهر أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11والذين أوتوا العلم ) معطوف على ( الذين آمنوا ) ، والعطف مشعر بالتغاير ، وهو من عطف الصفات ، والمعنى : يرفع الله المؤمنين العلماء درجات ، فالوصفان لذات واحدة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وغيره : تم الكلام عند قوله : ( منكم ) ، وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11والذين أوتوا العلم ) بفعل مضمر تقديره : ويخص الذين أوتوا العلم درجات ، فللمؤمنين رفع ، وللعلماء درجات ، بين يدي نجواكم استعارة والمعنى قبل نجواكم ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة : أن قوما من المؤمنين وأغفالهم كثرت مناجاتهم للرسول عليه الصلاة والسلام ، في غير حاجة إلا لتظهر منزلتهم ،
وكان صلى الله عليه وسلم ، سمحا لا يرد أحدا فنزلت مشددة عليهم أمر المناجاة ، وهذا الحكم قيل نسخ قبل العمل به . وقال
قتادة : عمل به ساعة من نهار . وقال
مقاتل : عشرة أيام . وقال
علي كرم الله وجهه : ما عمل به أحد غيري ، أردت المناجاة ولي دينار ، فصرفته بعشرة دراهم ، وناجيت عشر مرار أتصدق في كل مرة بدرهم ، ثم ظهرت مشقة ذلك على الناس فنزلت الرخصة في ترك الصدقة ، وقرئ : صدقات بالجمع . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي منسوخة بالآية التي بعدها ، وقيل : بآية الزكاة . أأشفقتم أخفتم من ذهاب المال في الصدقة أو من العجز عن وجودها تتصدقون به . فإذ لم تفعلوا ما أمرتم به وتاب الله عليكم عذركم ورخص لكم في أن لا تفعلوا فلا تفرطوا في الصلاة والزكاة وأفعال الطاعات . وقرأ
عياش عن
أبي عمرو : خبير بما يعملون . بالياء من تحت ، والجمهور بالتاء .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29029أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=12يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=13أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .
[ ص: 236 ] نَزَلَتْ ( أَلَمْ تَرَ ) فِي الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ . كَانُوا يَتَنَاجَوْنَ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ وَيَتَغَامَزُونَ بِأَعْيُنِهِمْ عَلَيْهِمْ ، مُوهِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَقْرِبَائِهِمْ أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ شَرٌّ ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَقْدَمَ أَقْرِبَاؤُهُمْ . فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، شَكَا الْمُؤْمِنُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَتَنَاجَوْا دُونَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَمْ يَنْتَهُوا ، فَنَزَلَتْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ . وَقَالَ
ابْنُ السَّائِبِ : فِي الْمُنَافِقِينَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وَيَتَنَاجَوْنَ ) ;
وَحَمْزَةُ وَطَلْحَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَرُوَيْسٌ : وَيَنْتَجُونَ مُضَارِعُ انْتَجَى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ ) : كَانُوا يَقُولُونَ : السَّامُّ عَلَيْكَ ، وَهُوَ الْمَوْتُ ; فَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ : وَعَلَيْكُمْ . وَتَحِيَّةُ اللَّهِ لِأَنْبِيَائِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ) : أَيْ إِنْ كَانَ نَبِيًّا ، فَمَا لَهُ لَا يَدْعُو عَلَيْنَا حَتَّى نُعَذَّبَ بِمَا نَقُولُ ؟ فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ ) .
ثُمَّ نَهَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونَ تَنَاجِيهِمْ مِثْلَ تَنَاجِي الْكُفَّارِ ، وَبَدَأَ بِالْإِثْمِ لِعُمُومِهِ ، ثُمَّ بِالْعُدْوَانِ لِعَظَمَتِهِ فِي النُّفُوسِ ، إِذْ هِيَ ظُلَامَاتُ الْعِبَادِ . ثُمَّ تَرَقَّى إِلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ ، وَهُوَ مَعْصِيَةُ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَفِي هَذَا طَعْنٌ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، إِذْ كَانَ تَنَاجِيهِمْ فِي ذَلِكَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=9فَلَا تَتَنَاجَوْا ) ، وَأَدْغَمَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ التَّاءَ فِي التَّاءِ . وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَأَبُو حَيْوَةَ وَرُوَيْسٌ : فَلَا تَنْتَجُوا مُضَارِعُ انْتَجَى ; وَالْجُمْهُورُ : بِضَمِّ عَيْنِ الْعُدْوَانِ ;
وَأَبُو حَيْوَةَ بِكَسْرِهَا حَيْثُ وَقَعَ ;
وَالضَّحَّاكُ : وَمَعْصِيَاتِ الرَّسُولِ عَلَى الْجَمْعِ . وَالْجُمْهُورُ : عَلَى الْإِفْرَادِ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : إِذَا انْتَجَيْتُمْ فَلَا تَنْتَجُوا . وَأَلْ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إِنَّمَا النَّجْوَى ) لِلْعَهْدِ فِي نَجْوَى الْكُفَّارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ، وَكَوْنُهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10مِنَ الشَّيْطَانِ ) ، لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُزَيِّنُهَا لَهُمْ ، فَكَأَنَّهَا مِنْهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) : كَانُوا يُوهِمُونَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ غُزَاتَهُمْ غُلِبُوا وَأَنَّ أَقَارِبَهُمْ قُتِلُوا . ( وَلَيْسَ ) : أَيِ التَّنَاجِي أَوِ الشَّيْطَانُ أَوِ الْحُزْنُ ، ( بِضَارِّهِمْ ) : أَيِ الْمُؤْمِنِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) : أَيْ بِمَشِيئَتِهِ ، فَيَقْضِي بِالْقَتْلِ أَوِ الْغَلَبَةِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : هِيَ نَجْوَى قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْصِدُونَ مُنَاجَاةَ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ وَلَا ضَرُورَةٌ . يُرِيدُونَ التَّبَجُّحَ بِذَلِكَ ، فَيَظُنُّ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ ذَلِكَ فِي أَخْبَارِ بَعْدَ ، وَقَاصِدًا نَحْوَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16574عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ : نَزَلَتْ فِي الْمُنَاجَاةِ الَّتِي يَرَاهَا الْمُؤْمِنُ فِي النَّوْمِ تَسُوءُهُ ، فَكَأَنَّهُ نَجْوَى يُنَاجَى بِهَا . انْتَهَى . وَلَا يُنَاسِبُ هَذَا الْقَوْلُ مَا قَبْلَ الْآيَةِ وَلَا مَا بَعْدَهَا ، وَتَقَدَّمَتِ الْقِرَاءَتَانِ فِي نَحْوِ : ( لِيَحْزُنَ ) . وَقُرِئَ : بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالزَّايِ ، فَيَكُونُ ( الَّذِينَ ) فَاعِلًا ، وَفِي الْقِرَاءَتَيْنِ مَفْعُولًا .
وَلَمَّا نَهَى تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ عَنْ مَا هُوَ سَبَبٌ لِلتَّبَاغُضِ وَالتَّنَافُرِ ، أَمَرَهُمْ بِمَا هُوَ سَبَبٌ لِلتَّوَادِّ وَالتَّقَارُبِ ، فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) الْآيَةَ . قَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ : كَانُوا يَتَنَافَسُونَ فِي مَجْلِسِ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأُمِرُوا أَنْ يُفْسِحَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمُرَادُ مَجَالِسُ الْقِتَالِ إِذَا اصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=17346وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ : كَانَ الصَّحَابَةُ يَتَشَاحُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ ، فَلَا يُوَسِّعُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ رَغْبَةً فِي الشَّهَادَةِ ، فَنَزَلَتْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تَفَسَّحُوا ) ;
nindex.php?page=showalam&ids=15854وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَقَتَادَةُ وَعِيسَى : تَفَاسَحُوا . وَالْجُمْهُورُ : فِي الْمَجْلِسِ ;
وَعَاصِمٌ وَقَتَادَةُ وَعِيسَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11فِي الْمَجَالِسِ ) . وَقُرِئَ : فِي الْمَجْلَسِ بِفَتْحِ اللَّامِ ، وَهُوَ الْجُلُوسُ ، أَيْ تَوَسَّعُوا فِي جُلُوسِكُمْ وَلَا تَتَضَايَقُوا فِيهِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْحُكْمَ مُطَّرِدٌ فِي الْمَجَالِسِ الَّتِي لِلطَّاعَاتِ ، وَإِنْ كَانَ السَّبَبُ مَجْلِسَ الرَّسُولِ . وَقِيلَ : الْآيَةُ مَخْصُوصَةٌ بِمَجْلِسِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَكَذَا مَجَالِسُ الْعِلْمِ ; وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11فِي الْمَجَالِسِ ) ، وَيَتَأَوَّلُ الْجَمْعُ عَلَى أَنَّ لِكُلِّ أَحَدٍ مَجْلِسًا فِي بَيْتِ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَانْجَزَمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يَفْسَحِ اللَّهُ ) عَلَى جَوَابِ الْأَمْرِ فِي رَحْمَتِهِ ، أَوْ فِي مَنَازِلِكُمْ فِي الْجَنَّةِ ، أَوْ فِي قُبُورِكُمْ ، أَوْ فِي قُلُوبِكُمْ ، أَوْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، أَقْوَالٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا ) : أَيِ انْهَضُوا فِي الْمَجْلِسِ لِلتَّفَسُّحِ ، لِأَنَّ مُرِيدَ التَّوْسِعَةِ عَلَى الْوَارِدِ يَرْتَفِعُ إِلَى فَوْقٍ فَيَتَّسِعُ الْمَوْضِعُ . أُمِرُوا أَوَّلًا
[ ص: 237 ] بِالتَّفَسُّحِ ، ثُمَّ ثَانِيًا بِامْتِثَالِ الْأَمْرِ فِيهِ إِذَا ائْتَمَرُوا . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ : مَعْنَاهُ : إِذَا دُعُوا إِلَى قِتَالٍ وَصَلَاةٍ أَوْ طَاعَةٍ نَهَضُوا . وَقِيلَ : إِذَا دُعُوا إِلَى الْقِيَامِ عَنْ مَجْلِسِ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَهَضُوا ، إِذْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَحْيَانًا يُؤْثِرُ الِانْفِرَادَ فِي أَمْرِ الْإِسْلَامِ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَابْنُ عَامِرٍ وَنَافِعٌ وَحَفْصٌ : بِضَمِّ السِّينِ فِي اللَّفْظَيْنِ ;
وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِكَسْرِهَا . وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) مَعْطُوفٌ عَلَى ( الَّذِينَ آمَنُوا ) ، وَالْعَطْفُ مُشْعِرٌ بِالتَّغَايُرِ ، وَهُوَ مِنْ عَطْفِ الصِّفَاتِ ، وَالْمَعْنَى : يَرْفَعِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْعُلَمَاءَ دَرَجَاتٍ ، فَالْوَصْفَانِ لِذَاتٍ وَاحِدَةٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُ : تَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ : ( مِنْكُمْ ) ، وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ تَقْدِيرُهُ : وَيَخُصَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ، فَلِلْمُؤْمِنِينَ رَفْعٌ ، وَلِلْعُلَمَاءِ دَرَجَاتٌ ، بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمُ اسْتِعَارَةٌ وَالْمَعْنَى قَبْلَ نَجْوَاكُمْ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةُ : أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَغْفَالِهِمْ كَثُرَتْ مُنَاجَاتُهُمْ لِلرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فِي غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَّا لِتَظْهَرَ مَنْزِلَتُهُمْ ،
وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَمْحًا لَا يَرُدُّ أَحَدًا فَنَزَلَتْ مُشَدِّدَةً عَلَيْهِمْ أَمْرَ الْمُنَاجَاةِ ، وَهَذَا الْحُكْمُ قِيلَ نُسِخَ قَبْلَ الْعَمَلِ بِهِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : عُمِلَ بِهِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : عَشَرَةُ أَيَّامٍ . وَقَالَ
عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ : مَا عَمِلَ بِهِ أَحَدٌ غَيْرِي ، أَرَدْتُ الْمُنَاجَاةَ وَلِي دِينَارٌ ، فَصَرَفْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ ، وَنَاجَيْتُ عَشْرَ مِرَارٍ أَتَصَدَّقُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ بِدِرْهَمٍ ، ثُمَّ ظَهَرَتْ مَشَقَّةُ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَنَزَلَتِ الرُّخْصَةُ فِي تَرْكِ الصَّدَقَةِ ، وَقُرِئَ : صَدَقَاتٍ بِالْجَمْعِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِالْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا ، وَقِيلَ : بِآيَةِ الزَّكَاةِ . أَأَشْفَقْتُمْ أَخِفْتُمْ مِنْ ذَهَابِ الْمَالِ فِي الصَّدَقَةِ أَوْ مِنَ الْعَجْزِ عَنْ وُجُودِهَا تَتَصَدَّقُونَ بِهِ . فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ عَذَرَكُمْ وَرَخَّصَ لَكُمْ فِي أَنْ لَا تَفْعَلُوا فَلَا تُفَرِّطُوا فِي الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَأَفْعَالِ الطَّاعَاتِ . وَقَرَأَ
عَيَّاشٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : خَبِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ . بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتٍ ، وَالْجُمْهُورُ بِالتَّاءِ .