[ ص: 409 ] nindex.php?page=treesubj&link=28860سورة النبأ مكية وهي إحدى وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عن النبإ العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3الذي هم فيه مختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=4كلا سيعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=5ثم كلا سيعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6ألم نجعل الأرض مهادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7والجبال أوتادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=8وخلقناكم أزواجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=9وجعلنا نومكم سباتا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وجعلنا الليل لباسا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وجعلنا النهار معاشا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12وبنينا فوقكم سبعا شدادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=13وجعلنا سراجا وهاجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=14وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=15لنخرج به حبا ونباتا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=16وجنات ألفافا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17إن يوم الفصل كان ميقاتا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وفتحت السماء فكانت أبوابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وسيرت الجبال فكانت سرابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=21إن جهنم كانت مرصادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=22للطاغين مآبا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=23لابثين فيها أحقابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=24لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=25إلا حميما وغساقا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=26جزاء وفاقا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إنهم كانوا لا يرجون حسابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=28وكذبوا بآياتنا كذابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=29وكل شيء أحصيناه كتابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=30فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=31إن للمتقين مفازا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=32حدائق وأعنابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=33وكواعب أترابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=34وكأسا دهاقا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=35لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36جزاء من ربك عطاء حسابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=37رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=39ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=40إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا )
السبات ، قال
ابن قتيبة : السبات أصله القطع والمد ، فالنوم قطع الأشغال الشاقة ، ومن المد قول الشاعر :
وإن سبتته مال حبلا كأنه سدى واملات من نواسج خثعما
أي : إن مدت شعرها مال والتف كالتفاف السدى بأيدي نساء ناسجات . الوهاج : المتوقد المتلألئ . المعصر ، قال
الفراء : السحاب الذي يجلب المطر ، ولما يجتمع مثل الجارية المعصر ، قد كادت تحيض ولما تحض ، وقال نحوه
ابن قتيبة ، وقال
أبو النجم العجلي :
تمشي الهوينا مائلا خمارها قد أعصرت أو قد دنا إعصارها
الثج ، قال
ثعلب : أصله شدة الانصباب . وقال الأزهري : مطر ثجاج : شديد الانصباب ، ثج الماء وثججته ثجا وثجوجا : يكون لازما بمعنى الانصباب وواقعا بمعنى الصب ، قال الشاعر في وصف الغيث :
إذا رمقت فيها رحى مرجحنة تنعج ثجاجا غزير الحوافل
ألفافا : جمع لف ، ثم جمع لف على ألفاف ، الكواعب جمع كاعب : وهي التي برز نهدها ، ومنه كعب الرجل لبروزه ، ومنه
الكعبة ، قال
عاصم بن قيس المنقري :
وكم من حصان قد حوينا كريمة ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر
الدهاق : الملأى ، مأخوذ من الدهق ، وهو ضغط الشيء وشده باليد كأنه لامتلائه انضغط ، وقيل : الدهاق : المتتابعة ، قال الشاعر :
أتانا عامر يبغي قرانا فأترعنا له كأسا دهاقا
وقال آخر :
لأنت إلى الفؤاد أحب قربا من الصادي إلى كأس دهاق
[ ص: 410 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29049عم يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عن النبإ العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3الذي هم فيه مختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=4كلا سيعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=5ثم كلا سيعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6ألم نجعل الأرض مهادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7والجبال أوتادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=8وخلقناكم أزواجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=9وجعلنا نومكم سباتا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وجعلنا الليل لباسا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وجعلنا النهار معاشا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12وبنينا فوقكم سبعا شدادا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=13وجعلنا سراجا وهاجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=14وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=15لنخرج به حبا ونباتا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=16وجنات ألفافا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17إن يوم الفصل كان ميقاتا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وفتحت السماء فكانت أبوابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وسيرت الجبال فكانت سرابا ) .
هذه السورة مكية ، وروي
أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث جعل المشركون يتساءلون بينهم فيقولون : ما الذي أتى به ؟ ويتجادلون فيما بعث به ، فنزلت ، ومناسبتها لما ذكر قبلها ظاهرة ، لما ذكر (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50فبأي حديث بعده يؤمنون ) أي بعد الحديث الذي هو القرآن ، وكانوا يتجادلون فيه ويسائلون عنه ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم يتساءلون ) وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم )
وعبد الله ، و
أبي ،
وعكرمة ،
وعيسى : ( عما ) بالألف ، وهو أصل " عم " ، والأكثر حذف الألف من ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر وأضيف إليها ، ومن إثبات الألف قوله :
على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد
وقرأ
الضحاك ،
وابن كثير في رواية : عمه بهاء السكت أجرى الوصل مجرى الوقف ؛ لأن الأكثر في الوقف على ما الاستفهامية هو بإلحاق هاء السكت ، إلا إذا أضيف إليها فلا بد من الهاء في الوقف ، نحو : بحي مه ؟ والاستفهام عن هذا فيه تفخيم وتهويل وتقرير وتعجيب ، كما تقول : أي رجل زيد ؟ ! وزيد ما زيد ! كأنه لما كان عديم النظير أو قليله خفي عليك جنسه فأخذت تستفهم عنه ، ثم جرد العبارة عن تفخيم الشيء ، فجاء في القرآن ، والضمير في ( يتساءلون ) لأهل
مكة ، ثم أخبر تعالى أنهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عن النبإ العظيم ) وهو أمر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من القرآن . وقيل : الضمير لجميع العالم ، فيكون الاختلاف تصديق المؤمن وتكذيب الكافر . وقيل : المتساءل فيه البعث والاختلاف فيه ، عم متعلق ب ( يتساءلون ) ، ومن قرأ عمه بالهاء في الوصل فقد ذكرنا أنه يكون أجرى الوصل مجرى
[ ص: 411 ] الوقف ، وعن النبأ متعلق بمحذوف ، أي يتساءلون عن النبأ ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن يكون وقف على عمه ، ثم ابتدأ ب ( يتساءلون ) عن النبأ العظيم على أن يضمر لعمه يتساءلون ، وحذفت لدلالة ما بعدها عليه ، كشيء مبهم ثم يفسر . وقال
ابن عطية : قال أكثر النحاة قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عن النبإ العظيم ) متعلق ب ( يتساءلون ) ، الظاهر كأنه قال : لم يتساءلون عن النبأ العظيم ؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الكلام تام في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم يتساءلون ) ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب فيقول : يتساءلون عن النبأ ، فاقتضى إيجاز القرآن وبلاغته أن يبادر المحتج بالجواب الذي يقتضيه الحال ، والمجاورة اقتضاء بالحجة وإسراعا إلى موضع قطعهم . وقرأ
عبد الله ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : يساءلون بغير تاء وشد السين ، وأصله يتساءلون بتاء الخطاب ، فأدغم التاء الثانية في السين ( كلا ) : ردع للمتسائلين . وقرأ الجمهور : بياء الغيبة فيهما . وعن
الضحاك : الأول بالتاء على الخطاب ، والثاني بالياء على الغيبة . وهذا التكرار توكيد في الوعيد وحذف ما يتعلق به العلم على سبيل التهويل ، أي سيعلمون ما يحل بهم ، ثم قررهم تعالى على النظر في آياته الباهرة وغرائب مخلوقاته التي ابتدعها من العدم الصرف ، وأن النظر في ذلك يفضي إلى الإيمان بما جاءت به الرسل من البعث والجزاء ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6ألم نجعل الأرض مهادا ) فبدأ بما هم دائما يباشرونه ، والمهاد : الفراش الموطأ ، وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6مهادا ) و
مجاهد وعيسى وبعض الكوفيين : مهدا ، بفتح الميم وسكون الهاء ، ولم ينسب
ابن عطية عيسى في هذه القراءة ، وقال
ابن خالويه : مهدا على التوحيد ،
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16747وعيسى الهمداني وهو
الحوفي ، فاحتمل أن يكون قول
ابن عطية وبعض الكوفيين كناية عن
عيسى الهمداني . وإذا أطلقوا
عيسى ، أو قالوا :
عيسى البصرة ، فهو
nindex.php?page=showalam&ids=16748عيسى بن عمر الثقفي ، وتقدم الكلام في المهاد في البقرة في أول حزب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203واذكروا الله ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7والجبال أوتادا ) : أي ثبتنا الأرض بالجبال ، كما ثبت البيت بالأوتاد ، قال الأفوه :
والبيت لا ينبني إلا له عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
( أزواجا ) : أي أنواعا من اللون والصورة واللسان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره : مزدوجين ذكرا وأنثى ( سباتا ) : سكونا وراحة . سبت الرجل : استراح وترك الشغل ، والسبات علة معروفة يفرط على الإنسان السكوت حتى يصير قاتلا ، والنوم شبيه به إلا في الضرر . وقال
قتادة : النائم مسبوت لا يعقل ، كأنه ميت . ( لباسا ) : أي يستترون به عن العيون فيما لا يحبون أن يظهر عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وجعلنا النهار ) قابل النوم بالنهار ، إذ فيه اليقظة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11معاشا ) : وقت عيش ، وهو الحياة تتصرفون فيه في حوائجكم ( سبعا ) أي سماوات (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12شدادا ) : محكمة الخلق قوية لا تتأثر بمرور الإعصار إلا إذا أراد الله عز وجل ، وقال الشاعر :
فلما جئته أعلى محلي وأجلسني على السبع الشداد
( سراجا ) : هو الشمس (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=13وهاجا ) : حارا مضطرم الاتقاد . وقال
عبد الله بن عمر : والشمس في السماء الرابعة ، إلينا ظهرها ، ولهيبها يضطرم علوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=14من المعصرات ) قال
أبي ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ، و
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، و
قتادة ،
ومقاتل : هي السماوات وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وأبو العالية ،
والربيع ،
والضحاك : السحاب القاطرة ، مأخوذ من العصر ؛ لأن السحاب ينعصر فيخرج منه الماء . وقيل : السحاب التي فيها الماء ولم تمطر ، وقال
ابن كيسان : سميت بذلك من حيث تغيث ، فهي من العصرة ، ومنه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=49وفيه يعصرون ) والعاصر : المغيث ، فهو ثلاثي ، وجاء هنا من أعصر : أي دخلت في حين العصر ، فحان لها أن تعصر ، وأفعل للدخول في الشيء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا و
مجاهد ، و
قتادة : الرياح لأنها تعصر السحاب ، جعل الإنزال منها لما كانت سببا فيه . وقرأ
ابن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=69والفضل بن عباس أخوه ،
وعبد الله بن يزيد ،
وعكرمة [ ص: 412 ] و
قتادة : بالمعصرات بالباء بدل من . قال
ابن عطية : فهذا يقوي أنه أراد الرياح . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فيه وجهان : أن يراد بالرياح التي حان لها أن تعصر السحاب ، وأن يراد السحاب ؛ لأنه إذا كان الإنزال منها فهو بها ، كما تقول : أعطى من يده درهما ، وأعطى بيده درهما ( ثجاجا ) : منصبا بكثرة ، ومنه أفضل الحج العج والثج : أي رفع الصوت بالتلبية وصب دماء الهدي . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج : ( ثجاحا ) بالحاء آخرا ، ومساجح الماء : مصابه ، والماء ينثجح في الوادي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=15حبا ونباتا ) : بدأ بالحب لأنه الذي يتقوت به ، كالحنطة والشعير ، وثنى بالنبات فشمل كل ما ينبت من شجر وحشيش ودخل فيه الحب ( ألفافا ) : ملتفة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ولا واحد له ، كالأوزاع والأخياف . وقيل : الواحد لف . وقال صاحب الإقليد : أنشدني
nindex.php?page=showalam&ids=14716الحسن بن علي الطوسي :
جنة لف وعيش مغدق وندامى كلهم بيض زهر
ولو قيل : هو جمع ملتفة بتقدير حذف الزوائد لكان قولا وجيها . انتهى . ولا حاجة إلى هذا القول ولا إلى وجاهته ، فقد ذكر في المفردات أن مفرده لف بكسر اللام ، وأنه قول جمهور أهل اللغة (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17إن يوم الفصل ) : هو يوم القيامة يفصل فيه بين الحق والباطل (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17كان ميقاتا ) : أي في تقدير الله وحكمه تؤقت به الدنيا وتنتهي عنده أو حدا للخلائق ينتهون إليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29049يوم ينفخ في الصور ) : بدل من (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17يوم الفصل ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو عطف بيان ، وتقدم الكلام في الصور . وقرأ
أبو عياض : ( في الصور ) بفتح الواو ، جمع صورة ، أي يرد الله الأرواح إلى الأبدان . والجمهور : بسكون الواو . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18فتأتون ) من القبور إلى الموقف أمما ، كل أمة بإمامها ، وقيل : جماعات مختلفة . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري حديثا في كيفيات قبيحة لعشرة أصناف يخلقون عليها ، وسبب خلقه من خلق على تلك الكيفية . الله أعلم بصحته . وقرأ الكوفيون : ( وفتحت ) خف ، والجمهور : بالتشديد (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19فكانت أبوابا ) تنشق حتى يكون فيها فتوح كالأبواب في الجدرات ، وقيل : ينقطع قطعا صغارا حتى تكون كالألواح ، الأبواب المعهودة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( فتحت فكانت أبوابا ) : أي كثرت أبوابها لنزول الملائكة ، كأنها ليست إلا أبوابا مفتحة ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا ) كأن كلها عيون تنفجر ، وقيل : الأبواب : الطرق والمسالك ، أي تكشط فينفتح مكانها وتصير طرقا لا يسدها شيء (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20فكانت سرابا ) : أي تصير شيئا كلا شيء لتفرق أجزائها وانبثاث جواهرها . انتهى . وقال
ابن عطية : عبارة عن تلاشيها وفنائها بعد كونها هباء منبثا ، ولم يرد أن الجبال تشبه الماء على بعد من الناظر إليها ، وقال
الواحدي : على حذف مضاف ، أي ذات أبواب .
[ ص: 409 ] nindex.php?page=treesubj&link=28860سُورَةُ النَّبَأِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=4كَلَّا سَيَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=5ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=8وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=9وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=13وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=14وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=15لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=16وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=21إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=22لِلطَّاغِينَ مَآبًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=23لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=24لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=25إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=26جَزَاءً وِفَاقًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=28وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=29وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=30فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=31إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=32حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=33وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=34وَكَأْسًا دِهَاقًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=35لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=36جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=37رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=39ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=40إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا )
السُّبَاتُ ، قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : السُّبَاتُ أَصْلُهُ الْقَطْعُ وَالْمَدُّ ، فَالنَّوْمُ قَطْعُ الْأَشْغَالِ الشَّاقَّةِ ، وَمِنَ الْمَدِّ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَإِنْ سَبَّتَتْهُ مَالَ حَبْلًا كَأَنَّهُ سَدَى وَامِلَاتٍ مِنْ نَوَاسِجِ خَثْعَمَا
أَيْ : إِنْ مَدَّتْ شَعْرَهَا مَالَ وَالْتَفَّ كَالْتِفَافِ السَّدَى بِأَيْدِي نِسَاءٍ نَاسِجَاتٍ . الْوَهَّاجُ : الْمُتَوَقِّدُ الْمُتَلَأْلِئُ . الْمُعْصِرُ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : السَّحَابُ الَّذِي يَجْلِبُ الْمَطَرَ ، وَلَمَّا يَجْتَمِعْ مِثْلَ الْجَارِيَةِ الْمُعْصِرِ ، قَدْ كَادَتْ تَحِيضُ وَلَمَّا تَحِضْ ، وَقَالَ نَحْوَهُ
ابْنُ قُتَيْبَةَ ، وَقَالَ
أَبُو النَّجْمِ الْعِجْلِيُّ :
تَمْشِي الْهُوَيْنَا مَائِلًا خِمَارُهَا قَدْ أَعْصَرَتْ أَوْ قَدْ دَنَا إِعْصَارُهَا
الثَّجُّ ، قَالَ
ثَعْلَبٌ : أَصْلُهُ شِدَّةُ الِانْصِبَابِ . وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ : مَطَرٌ ثَجَّاجٌ : شَدِيدُ الِانْصِبَابِ ، ثَجَّ الْمَاءَ وَثَجَجْتُهُ ثَجًّا وَثُجُوجًا : يَكُونُ لَازِمًا بِمَعْنَى الِانْصِبَابِ وَوَاقِعًا بِمَعْنَى الصَّبِّ ، قَالَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ الْغَيْثِ :
إِذَا رَمَقَتْ فِيهَا رَحًى مُرْجَحِنَّةٌ تَنْعُجُ ثَجَّاجًا غَزِيرَ الْحَوَافِلِ
أَلْفَافًا : جَمْعُ لَفٍّ ، ثُمَّ جُمِعَ لَفٌّ عَلَى أَلْفَافٍ ، الْكَوَاعِبُ جَمْعُ كَاعِبٍ : وَهِيَ الَّتِي بَرَزَ نَهْدُهَا ، وَمِنْهُ كَعْبُ الرَّجُلِ لِبُرُوزِهِ ، وَمِنْهُ
الْكَعْبَةُ ، قَالَ
عَاصِمُ بْنُ قَيْسٍ الْمِنْقَرِيُّ :
وَكَمْ مِنْ حَصَانٍ قَدْ حَوَيْنَا كَرِيمَةٍ وَمِنْ كَاعِبٍ لَمْ تَدْرِ مَا الْبُؤْسُ مُعْصِرِ
الدِّهَاقُ : الْمَلْأَى ، مَأْخُوذٌ مِنَ الدَّهْقِ ، وَهُوَ ضَغْطُ الشَّيْءِ وَشَدُّهُ بِالْيَدِ كَأَنَّهُ لِامْتِلَائِهِ انْضَغَطَ ، وَقِيلَ : الدِّهَاقُ : الْمُتَتَابِعَةُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أَتَانَا عَامِرٌ يَبْغِي قِرَانَا فَأَتْرَعْنَا لَهُ كَأْسًا دِهَاقَا
وَقَالَ آخَرُ :
لَأَنْتَ إِلَى الْفُؤَادِ أَحَبُّ قُرْبًا مِنَ الصَّادِي إِلَى كَأْسٍ دِهَاقِ
[ ص: 410 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29049عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=3الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=4كَلَّا سَيَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=5ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=8وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=9وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=13وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=14وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=15لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=16وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَرُوِيَ
أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بُعِثَ جَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُونَ : مَا الَّذِي أَتَى بِهِ ؟ وَيَتَجَادَلُونَ فِيمَا بُعِثَ بِهِ ، فَنَزَلَتْ ، وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا ذُكِرَ قَبْلَهَا ظَاهِرَةٌ ، لَمَّا ذَكَرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) أَيْ بَعْدَ الْحَدِيثِ الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ ، وَكَانُوا يَتَجَادَلُونَ فِيهِ وَيُسَائِلُونَ عَنْهُ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ) وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ )
وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَ
أُبَيٌّ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
وَعِيسَى : ( عَمَّا ) بِالْأَلِفِ ، وَهُوَ أَصْلُ " عَمَّ " ، وَالْأَكْثَرُ حَذْفُ الْأَلِفِ مِنْ مَا الِاسْتِفْهَامِيَّةِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا حَرْفُ الْجَرِّ وَأُضِيفَ إِلَيْهَا ، وَمِنْ إِثْبَاتِ الْأَلِفِ قَوْلُهُ :
عَلَى مَا قَامَ يَشْتُمُنِي لَئِيمٌ كَخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ فِي رَمَادِ
وَقَرَأَ
الضَّحَّاكُ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةٍ : عَمَّهْ بِهَاءِ السَّكْتِ أَجْرَى الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ ؛ لِأَنَّ الْأَكْثَرَ فِي الْوَقْفِ عَلَى مَا الِاسْتِفْهَامِيَّةِ هُوَ بِإِلْحَاقِ هَاءِ السَّكْتِ ، إِلَّا إِذَا أُضِيفَ إِلَيْهَا فَلَا بُدَّ مِنَ الْهَاءِ فِي الْوَقْفِ ، نَحْوَ : بِحَيِّ مَهْ ؟ وَالِاسْتِفْهَامُ عَنْ هَذَا فِيهِ تَفْخِيمٌ وَتَهْوِيلٌ وَتَقْرِيرٌ وَتَعْجِيبٌ ، كَمَا تَقُولُ : أَيُّ رَجُلٍ زَيْدٌ ؟ ! وَزَيْدٌ مَا زَيْدٌ ! كَأَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ أَوْ قَلِيلَهُ خَفِيَ عَلَيْكَ جِنْسُهُ فَأَخَذْتَ تَسْتَفْهِمُ عَنْهُ ، ثُمَّ جَرَّدَ الْعِبَارَةَ عَنْ تَفْخِيمِ الشَّيْءِ ، فَجَاءَ فِي الْقُرْآنِ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( يَتَسَاءَلُونَ ) لِأَهْلِ
مَكَّةَ ، ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) وَهُوَ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْقُرْآنِ . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ لِجَمِيعِ الْعَالَمِ ، فَيَكُونُ الِاخْتِلَافُ تَصْدِيقَ الْمُؤْمِنِ وَتَكْذِيبَ الْكَافِرِ . وَقِيلَ : الْمُتَسَاءَلُ فِيهِ الْبَعْثُ وَالِاخْتِلَافُ فِيهِ ، عَمَّ مُتَعَلِّقٌ بِ ( يَتَسَاءَلُونَ ) ، وَمَنْ قَرَأَ عَمَّهْ بِالْهَاءِ فِي الْوَصْلِ فَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ يَكُونُ أَجْرَى الْوَصْلَ مُجْرَى
[ ص: 411 ] الْوَقْفِ ، وَعَنِ النَّبَأِ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ ، أَيْ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ يَكُونَ وَقَفَ عَلَى عَمَّهْ ، ثُمَّ ابْتَدَأَ بِ ( يِتَسَاءَلُونَ ) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ عَلَى أَنْ يُضْمِرَ لِعَمَّهْ يَتَسَاءَلُونَ ، وَحُذِفَتْ لِدَلَالَةِ مَا بَعْدَهَا عَلَيْهِ ، كَشَيْءٍ مُبْهَمٍ ثُمَّ يُفَسَّرُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : قَالَ أَكْثَرُ النُّحَاةِ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=2عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) مُتَعَلِّقٌ بِ ( يَتَسَاءَلُونَ ) ، الظَّاهِرُ كَأَنَّهُ قَالَ : لِمَ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ ؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْكَلَامُ تَامٌّ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ) ثُمَّ كَانَ مُقْتَضَى الْقَوْلِ أَنْ يُجِيبَ مُجِيبٌ فَيَقُولُ : يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ ، فَاقْتَضَى إِيجَازُ الْقُرْآنِ وَبَلَاغَتُهُ أَنْ يُبَادِرَ الْمُحْتَجُّ بِالْجَوَابِ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الْحَالُ ، وَالْمُجَاوَرَةُ اقْتِضَاءً بِالْحُجَّةِ وَإِسْرَاعًا إِلَى مَوْضِعِ قَطْعِهِمْ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : يَسَّاءلُونَ بِغَيْرِ تَاءٍ وَشَدِّ السِّينَ ، وَأَصْلُهُ يَتَسَاءَلُونَ بِتَاءِ الْخِطَابِ ، فَأَدْغَمَ التَّاءَ الثَّانِيَةَ فِي السِّينِ ( كَلَّا ) : رَدْعٌ لِلْمُتَسَائِلِينَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بِيَاءِ الْغَيْبَةِ فِيهِمَا . وَعَنِ
الضَّحَّاكِ : الْأَوَّلُ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ ، وَالثَّانِي بِالْيَاءِ عَلَى الْغَيْبَةِ . وَهَذَا التَّكْرَارُ تَوْكِيدٌ فِي الْوَعِيدِ وَحَذْفُ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْعِلْمُ عَلَى سَبِيلِ التَّهْوِيلِ ، أَيْ سَيَعْلَمُونَ مَا يَحِلُّ بِهِمْ ، ثُمَّ قَرَّرَهُمْ تَعَالَى عَلَى النَّظَرِ فِي آيَاتِهِ الْبَاهِرَةِ وَغَرَائِبِ مَخْلُوقَاتِهِ الَّتِي ابْتَدَعَهَا مِنَ الْعَدَمِ الصِّرْفِ ، وَأَنَّ النَّظَرَ فِي ذَلِكَ يُفْضِي إِلَى الْإِيمَانِ بِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنَ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ) فَبَدَأَ بِمَا هُمْ دَائِمًا يُبَاشِرُونَهُ ، وَالْمِهَادُ : الْفِرَاشُ الْمُوَطَّأُ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6مِهَادًا ) وَ
مُجَاهِدٌ وَعِيسَى وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ : مَهْدًا ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَاءِ ، وَلَمْ يَنْسُبِ
ابْنُ عَطِيَّةَ عِيسَى فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ ، وَقَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ : مَهْدًا عَلَى التَّوْحِيدِ ،
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16747وَعِيسَى الْهَمْدَانِيُّ وَهُوَ
الْحَوْفِيُّ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُ
ابْنِ عَطِيَّةَ وَبَعْضِ الْكُوفِيِّينَ كِنَايَةً عَنْ
عِيسَى الْهَمْدَانِيِّ . وَإِذَا أَطْلَقُوا
عِيسَى ، أَوْ قَالُوا :
عِيسَى الْبَصْرَةِ ، فَهُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=16748عِيسَى بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْمِهَادِ فِي الْبَقَرَةِ فِي أَوَّلِ حِزْبِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203وَاذْكُرُوا اللَّهَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=7وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) : أَيْ ثَبَّتْنَا الْأَرْضَ بِالْجِبَالِ ، كَمَا ثُبِّتُ الْبَيْتَ بِالْأَوْتَادِ ، قَالَ الْأَفْوَهُ :
وَالْبَيْتُ لَا يَنْبَنِي إِلَّا لَهُ عَمَدٌ وَلَا عِمَادَ إِذَا لَمْ تُرْسَ أَوْتَادُ
( أَزْوَاجًا ) : أَيْ أَنْوَاعًا مِنَ اللَّوْنِ وَالصُّورَةِ وَاللِّسَانِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ : مُزْدَوِجِينَ ذَكَرًا وَأُنْثَى ( سُبَاتًا ) : سُكُونًا وَرَاحَةً . سَبَتَ الرَّجُلُ : اسْتَرَاحَ وَتَرَكَ الشُّغْلَ ، وَالسُّبَاتُ عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ يُفْرَطُ عَلَى الْإِنْسَانِ السُّكُوتُ حَتَّى يَصِيرَ قَاتِلًا ، وَالنَّوْمُ شَبِيهٌ بِهِ إِلَّا فِي الضَّرَرِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : النَّائِمُ مَسْبُوتٌ لَا يَعْقِلُ ، كَأَنَّهُ مَيِّتٌ . ( لِبَاسًا ) : أَيْ يَسْتَتِرُونَ بِهِ عَنِ الْعُيُونِ فِيمَا لَا يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وَجَعَلْنَا النَّهَارَ ) قَابَلَ النَّوْمَ بِالنَّهَارِ ، إِذْ فِيهِ الْيَقَظَةُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11مَعَاشًا ) : وَقْتَ عَيْشٍ ، وَهُوَ الْحَيَاةُ تَتَصَرَّفُونَ فِيهِ فِي حَوَائِجِكُمْ ( سَبْعًا ) أَيْ سَمَاوَاتٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=12شِدَادًا ) : مُحْكَمَةَ الْخَلْقِ قَوِيَّةً لَا تَتَأَثَّرُ بِمُرُورِ الْإِعْصَارِ إِلَّا إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
فَلَمَّا جِئْتُهُ أَعْلَى مَحَلِّي وَأَجْلَسَنِي عَلَى السَّبْعِ الشِّدَادِ
( سِرَاجًا ) : هُوَ الشَّمْسُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=13وَهَّاجًا ) : حَارًّا مُضْطَرِمَ الِاتِّقَادِ . وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : وَالشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، إِلَيْنَا ظَهْرُهَا ، وَلَهِيبُهَا يَضْطَرِمُ عُلُوًّا (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=14مِنَ الْمُعْصِرَاتِ ) قَالَ
أُبَيٌّ ،
وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ، وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، وَ
قَتَادَةُ ،
وَمُقَاتِلٌ : هِيَ السَّمَاوَاتُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَالرَّبِيعُ ،
وَالضَّحَّاكُ : السَّحَابُ الْقَاطِرَةُ ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَصْرِ ؛ لِأَنَّ السَّحَابَ يَنْعَصِرُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ . وَقِيلَ : السَّحَابُ الَّتِي فِيهَا الْمَاءُ وَلَمْ تُمْطِرْ ، وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ مِنْ حَيْثُ تُغِيثُ ، فَهِيَ مِنَ الْعَصْرَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=49وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) وَالْعَاصِرُ : الْمُغِيثُ ، فَهُوَ ثُلَاثِيٌّ ، وَجَاءَ هُنَا مِنْ أَعْصَرَ : أَيْ دَخَلَتْ فِي حِينِ الْعَصْرِ ، فَحَانَ لَهَا أَنْ تَعْصِرَ ، وَأَفْعَلُ لِلدُّخُولِ فِي الشَّيْءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا وَ
مُجَاهِدٌ ، وَ
قَتَادَةُ : الرِّيَاحُ لِأَنَّهَا تَعْصِرُ السَّحَابَ ، جَعَلَ الْإِنْزَالَ مِنْهَا لَمَّا كَانَتْ سَبَبًا فِيهِ . وَقَرَأَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=69وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ أَخُوهُ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ،
وَعِكْرِمَةُ [ ص: 412 ] وَ
قَتَادَةُ : بِالْمُعْصِرَاتِ بِالْبَاءِ بَدَلَ مِنْ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : فَهَذَا يُقَوِّي أَنَّهُ أَرَادَ الرِّيَاحَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِيهِ وَجْهَانِ : أَنْ يُرَادَ بِالرِّيَاحِ الَّتِي حَانَ لَهَا أَنْ تَعْصِرَ السَّحَابَ ، وَأَنْ يُرَادَ السَّحَابُ ؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ الْإِنْزَالُ مِنْهَا فَهُوَ بِهَا ، كَمَا تَقُولُ : أَعْطَى مِنْ يَدِهِ دِرْهَمًا ، وَأَعْطَى بِيَدِهِ دِرْهَمًا ( ثَجَّاجًا ) : مُنْصَبًّا بِكَثْرَةٍ ، وَمِنْهُ أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ : أَيْ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ وَصَبُّ دِمَاءِ الْهَدْيِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ : ( ثَجَّاحًا ) بِالْحَاءِ آخِرًا ، وَمَسَاجِحُ الْمَاءِ : مَصَابُّهُ ، وَالْمَاءُ يَنْثَجِحُ فِي الْوَادِي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=15حَبًّا وَنَبَاتًا ) : بَدَأَ بِالْحَبِّ لِأَنَّهُ الَّذِي يُتَقَوَّتُ بِهِ ، كَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ ، وَثَنَّى بِالنَّبَاتِ فَشَمِلَ كُلَّ مَا يَنْبُتُ مِنْ شَجَرٍ وَحَشِيشٍ وَدَخَلَ فِيهِ الْحَبُّ ( أَلْفَافًا ) : مُلْتَفَّةً ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَلَا وَاحِدَ لَهُ ، كَالْأَوْزَاعِ وَالْأَخْيَافِ . وَقِيلَ : الْوَاحِدُ لَفٌّ . وَقَالَ صَاحِبُ الْإِقْلِيدِ : أَنْشَدَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=14716الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ :
جَنَّةٌ لَفٌّ وَعَيْشٌ مُغْدِقُ وَنَدَامَى كُلُّهُمْ بِيضٌ زُهْرُ
وَلَوْ قِيلَ : هُوَ جَمْعُ مُلْتَفَّةٍ بِتَقْدِيرِ حَذْفِ الزَّوَائِدِ لَكَانَ قَوْلًا وَجِيهًا . انْتَهَى . وَلَا حَاجَةَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ وَلَا إِلَى وَجَاهَتِهِ ، فَقَدْ ذُكِرَ فِي الْمُفْرَدَاتِ أَنَّ مُفْرَدَهُ لِفٌّ بِكَسْرِ اللَّامِ ، وَأَنَّهُ قَوْلُ جُمْهُورِ أَهْلِ اللُّغَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ ) : هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُفْصَلُ فِيهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17كَانَ مِيقَاتًا ) : أَيْ فِي تَقْدِيرِ اللَّهِ وَحُكْمِهِ تُؤَقَّتُ بِهِ الدُّنْيَا وَتَنْتَهِي عِنْدَهُ أَوْ حَدًّا لِلْخَلَائِقِ يَنْتَهُونَ إِلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29049يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ) : بَدَلٌ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=17يَوْمَ الْفَصْلِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الصُّورِ . وَقَرَأَ
أَبُو عِيَاضٍ : ( فِي الصُّوَرِ ) بِفَتْحِ الْوَاوِ ، جَمْعُ صُورَةٍ ، أَيْ يَرُدُّ اللَّهُ الْأَرْوَاحَ إِلَى الْأَبْدَانِ . وَالْجُمْهُورُ : بِسُكُونِ الْوَاوِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=18فَتَأْتُونَ ) مِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ أُمَمًا ، كُلُّ أُمَّةٍ بِإِمَامِهَا ، وَقِيلَ : جَمَاعَاتٍ مُخْتَلِفَةً . وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا فِي كَيْفِيَّاتٍ قَبِيحَةٍ لِعَشَرَةِ أَصْنَافٍ يُخْلَقُونَ عَلَيْهَا ، وَسَبَبُ خَلْقِهِ مَنْ خَلَقَ عَلَى تِلْكَ الْكَيْفِيَّةِ . اللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهِ . وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ : ( وَفُتِحَتْ ) خُفَّ ، وَالْجُمْهُورُ : بِالتَّشْدِيدِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19فَكَانَتْ أَبْوَابًا ) تَنْشَقُّ حَتَّى يَكُونَ فِيهَا فُتُوحٌ كَالْأَبْوَابِ فِي الْجُدُرَاتِ ، وَقِيلَ : يَنْقَطِعُ قِطَعًا صِغَارًا حَتَّى تَكُونَ كَالْأَلْوَاحِ ، الْأَبْوَابُ الْمَعْهُودَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( فُتِحَتْ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ) : أَيْ كَثُرَتْ أَبْوَابُهَا لِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ ، كَأَنَّهَا لَيْسَتْ إِلَّا أَبْوَابًا مُفَتَّحَةً ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ) كَأَنَّ كُلَّهَا عُيُونٌ تَنْفَجِرُ ، وَقِيلَ : الْأَبْوَابُ : الطُّرُقُ وَالْمَسَالِكُ ، أَيْ تُكْشَطُ فَيَنْفَتِحُ مَكَانُهَا وَتَصِيرُ طُرُقًا لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20فَكَانَتْ سَرَابًا ) : أَيْ تَصِيرُ شَيْئًا كَلَا شَيْءٍ لِتَفَرُّقِ أَجْزَائِهَا وَانْبِثَاثِ جَوَاهِرِهَا . انْتَهَى . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : عِبَارَةٌ عَنْ تَلَاشِيهَا وَفَنَائِهَا بَعْدَ كَوْنِهَا هَبَاءً مُنْبَثًّا ، وَلَمْ يَرِدْ أَنَّ الْجِبَالَ تُشْبِهُ الْمَاءَ عَلَى بُعْدٍ مِنَ النَّاظِرِ إِلَيْهَا ، وَقَالَ
الْوَاحِدِيُّ : عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ ذَاتُ أَبْوَابٍ .