nindex.php?page=treesubj&link=28994_32688قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثم جعلناه نطفة في قرار مكين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ، بين - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة ، أطوار خلقه الإنسان ونقله له ، من حال إلى حال ، ليدل خلقه بذلك على كمال قدرته واستحقاقه للعبادة وحده - جل وعلا - ، وقد أوضحنا في
[ ص: 322 ] أول سورة الحج معنى النذطفة ، والعلقة ، والمضغة ، وبينا أقوال أهل العلم في المخلقة ، وغير المخلقة ، والصحيح من ذلك وأوضحنا أحكام الحمل إذا سقط علقة أو مضغة هل تنقضي به عدة الحامل أو لا ؟
وهل تكون الأمة به أم ولد إن كان من سيدها أو لا ؟ إلى غير ذلك من أحكام الحمل الساقط ، ومتى يرث ، ويورث ، ومتى يصلى عليه ، وأقوال أهل العلم في ذلك في الكلام على قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب الآيات [ 22 \ 5 ] ، وسنذكر هنا ما لم نبينه هنالك مع ذكر الآيات التي لها تعلق بهذا المعنى ، أما معنى السلالة : فهي فعالة من سللت الشيء من الشيء ، إذا استخرجته منه ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=12467أمية بن أبي الصلت :
خلق البرية من سلالة منتن وإلى السلالة كلها ستعود
والولد سلالة أبيه كأنه انسل من ظهر أبيه .
ومنه قول
حسان - رضي الله عنه - :
فجاءت به عضب الأديم غضنفرا سلالة فرج كان غير حصين
وبناء الاسم على الفعالة ، يدل على القلة كقلامة الظفر ، ونحاتة الشيء المنحوت ، وهي ما يتساقط منه عند النحت ، والمراد بخلق الإنسان من سلالة الطين : خلق أبيهم
آدم منه ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب [ 3 \ 59 ] .
وقد أوضحنا فيما مضى أطوار ذلك التراب ، وأنه لما بل بالماء صار طيبا ولما خمر صار طينا لازبا يلصق باليد ، وصار حمأ مسنونا ، قال بعضهم : طينا أسود منتنا ، وقال بعضهم : المسنون : المصور ، كما تقدم إيضاحه في سورة الحجر ، ثم لما خلقه من طين خلق منه زوجه
حواء ، كما قال في أول النساء
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها [ 4 \ 1 ] وقال في الأعراف
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189وجعل منها زوجها [ 7 \ 189 ] وقال في الزمر :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6ثم جعل منها زوجها [ 39 \ 6 ] كما تقدم إيضاح ذلك كله ، ثم لما خلق الرجل والمرأة ، كان وجود جنس الإنسان منهما عن طريق التناسل ، فأول أطواره : النطفة ، ثم العلقة ، إلخ .
وقد بينا أغلب ذلك في أول سورة الحج ، وقوله هنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين [ 23 \ 12 ] يعني : بدأه خلق نوع الإنسان بخلق
آدم ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثم جعلناه نطفة [ 23 \ 13 ] ، أي : بعد خلق
آدم وحواء ، فالضمير في قوله : ثم جعلناه
[ ص: 323 ] لنوع الإنسان ، الذي هو النسل لدلالة المقام عليه ، كقولهم : عندي درهم ونصفه أي : ونصف درهم آخر ، كما أوضح تعالى هذا المعنى في سورة السجدة في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=6ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون [ 32 \ 6 - 9 ] وأشار إلى ذلك بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=20ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون [ 30 \ 20 ] وما ذكره هنا من أطوار خلقه الإنسان ، أمر كل مكلف أن ينظر فيه ،
nindex.php?page=treesubj&link=20494_21051والأمر المطلق يقتضي الوجوب إلا لدليل صارف عنه ، كما أوضحناه مرارا ، وذلك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فلينظر الإنسان مم خلق nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خلق من ماء دافق الآية [ 86 \ 5 - 6 ] ، وقد أشار في آيات كثيرة ، إلى كمال قدرته بنقله الإنسان في خلقه من طور إلى طور ، كما أوضحه هنا ; وكما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13ما لكم لا ترجون لله وقارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=14وقد خلقكم أطوارا [ 71 \ 13 - 14 ] وبين أن انصراف خلقه عن التفكر في هذا والاعتبار به مما يستوجب التساؤل والعجب ، وأن من غرائب صنعه وعجائب قدرته نقله الإنسان من النطفة ، إلى العلقة ، ومن العلقة إلى المضغة إلخ ، مع أنه لم يشق بطن أمه بل هو مستتر بثلاث ظلمات : وهي ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة المنطوية على الجنين ، وذلك في قوله - جل وعلا - :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون [ 39 \ 6 ] فتأمل معنى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6فأنى تصرفون ، أي : عن هذه العجائب والغرائب ، التي فعلها فيكم ربكم ومعبودكم . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=6هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء [ 3 \ 6 ] وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة [ 22 \ 5 ] ثم ذكر الحكمة فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لنبين لكم [ 22 \ 5 ] أي : لنظهر لكم بذلك عظمتنا ، وكمال قدرتنا ، وانفرادنا بالإلهية واستحقاق العبادة ، وقال في سورة المؤمن
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا [ 40 \ 67 ] وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=36أيحسب الإنسان أن يترك سدى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=37ألم يك نطفة من مني يمنى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=38ثم كان علقة فخلق فسوى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=39فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=40أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى [ 75 \ 36 - 40 ] والآيات بمثل هذا كثيرة ، وقد أبهم هذه الأطوار المذكورة في قوله
[ ص: 324 ] nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كلا إنا خلقناهم مما يعلمون [ 70 \ 39 ] وذلك الإبهام يدل على ضعفهم وعظمة خالقهم - جل وعلا - ، فسبحانه - جل وعلا - ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته ، وما أظهر براهين توحيده ، وقد بين في آية المؤمنون هذه : أنه يخلق المضغة عظاما ، وبين في موضع آخر : أنه يركب بعض تلك العظام مع بعض ، تركيبا قويا ، ويشد بعضها مع بعض ، على أكمل الوجوه وأبدعها ، وذلك في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28نحن خلقناهم وشددنا أسرهم الآية [ 76 \ 28 ] ، والأسر : شد العظام بعضها مع بعض ، وتآسير السرج ومركب المرأة السيور التي يشد بها ، ومنه قول
حميد بن ثور :
وما دخلت في الخدب حتى تنقضت تآسير أعلى قده وتحطما
وفي صحاح
الجوهري : أسر قتبه يأسره أسرا شده بالأسار وهو القد ، ومنه سمي الأسير ، وكانوا يشدونه بالقد ، فقول بعض المفسرين واللغويين : أسرهم أي : خلقهم فيه قصور في التفسير ; لأن الأسر هو الشد القوي بالأسار الذي هو القد ، وهو السير المقطوع من جلد البعير ونحوه ، الذي لم يدبغ والله - جل وعلا - يشد بعض العظام ببعض ، شدا محكما متماسكا كما يشد الشيء بالقد ، والشد به قوي جدا ، وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13في قرار مكين [ 23 \ 13 ] القرار هنا : مكان الاستقرار ، والمكين : المتمكن ، وصف القرار به لتمكنه في نفسه بحيث لا يعرض له اختلال ، أو لتمكن من يحل فيه ، قاله
أبو حيان في البحر ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : القرار : المستقر ، والمراد به : الرحم وصفت بالمكانة التي هي صفة المستقر فيها ، أو بمكانتها في نفسها ; لأنها مكنت بحيث هي وأحرزت ، وقوله تعالى في هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم أنشأناه خلقا آخر [ 23 \ 14 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أي : خلقا مباينا للخلق الأول مباينة ما أبعدها حيث جعله حيوانا وكان جمادا ، وناطقا وكان أبكم ، وسميعا وكان أصم ، وبصيرا وكان أكمه وأودع باطنه وظاهره ، بل كل عضو من أعضائه وجزء من أجزائه عجائب فطرة ، وغرائب حكمة ، لا تدرك بوصف الواصف ، ولا بشرح الشارح ، انتهى منه .
وقال
القرطبي : اختلف في الخلق الآخر المذكور ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي وأبو العالية ،
والضحاك وابن زيد : " هو نفخ الروح فيه بعد أن كان جمادا " وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : " خروجه إلى الدنيا " ، وقال
قتادة : عن فرقة نبات شعره ، وقال
الضحاك : خروج الأسنان ، ونبات الشعر ، وقال
مجاهد : كمال شبابه ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر والصحيح ، أنه عام في هذا وفي غيره من النطق والإدراك ، وتحصيل المعقولات إلى أن يموت ، اهـ منه .
[ ص: 325 ] والظاهر أن جميع أقوال أهل العلم في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14خلقا آخر أنه صار بشرا سويا بعد أن كان نطفة ، ومضغة ، وعلقة ، وعظاما كما هو واضح .
nindex.php?page=treesubj&link=28994_32688قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، بَيَّنَ - جَلَّ وَعَلَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ، أَطْوَارَ خَلْقِهِ الْإِنْسَانَ وَنَقْلِهِ لَهُ ، مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ، لِيَدُلَّ خَلْقُهُ بِذَلِكَ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَاسْتِحْقَاقِهِ لِلْعِبَادَةِ وَحْدَهُ - جَلَّ وَعَلَا - ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا فِي
[ ص: 322 ] أَوَّلِ سُورَةِ الْحَجِّ مَعْنَى النذُّطْفَةِ ، وَالْعَلَقَةِ ، وَالْمُضْغَةِ ، وَبَيَّنَّا أَقْوَالَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْمُخَلَّقَةِ ، وَغَيْرِ الْمُخَلَّقَةِ ، وَالصَّحِيحِ مِنْ ذَلِكَ وَأَوْضَحْنَا أَحْكَامَ الْحَمْلِ إِذَا سَقَطَ عَلَقَةً أَوْ مُضْغَةً هَلْ تَنْقَضِي بِهِ عِدَّةُ الْحَامِلِ أَوْ لَا ؟
وَهَلْ تَكُونُ الْأَمَةُ بِهِ أُمَّ وَلَدٍ إِنْ كَانَ مِنْ سَيِّدِهَا أَوْ لَا ؟ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِ الْحَمْلِ السَّاقِطِ ، وَمَتَى يَرِثُ ، وَيُوَرَّثُ ، وَمَتَى يُصَلَّى عَلَيْهِ ، وَأَقْوَالُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ الْآيَاتِ [ 22 \ 5 ] ، وَسَنَذْكُرُ هُنَا مَا لَمْ نُبَيِّنْهُ هُنَالِكَ مَعَ ذِكْرِ الْآيَاتِ الَّتِي لَهَا تَعَلُّقٌ بِهَذَا الْمَعْنَى ، أَمَّا مَعْنَى السُّلَالَةِ : فَهِيَ فُعَالَةٌ مِنْ سَلَلْتُ الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ ، إِذَا اسْتَخْرَجْتَهُ مِنْهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12467أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ :
خَلَقَ الْبَرِيَّةَ مِنْ سُلَالَةِ مُنْتِنٍ وَإِلَى السُّلَالَةِ كُلِّهَا سَتَعُودُ
وَالْوَلَدُ سُلَالَةُ أَبِيهِ كَأَنَّهُ انْسَلَّ مِنْ ظَهْرِ أَبِيهِ .
وَمِنْهُ قَوْلُ
حَسَّانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - :
فَجَاءَتْ بِهِ عَضْبَ الْأَدِيمِ غَضَنْفَرًا سُلَالَةُ فَرْجٍ كَانَ غَيْرَ حَصِينِ
وَبِنَاءُ الِاسْمِ عَلَى الْفُعَالَةِ ، يَدُلُّ عَلَى الْقِلَّةِ كَقُلَامَةِ الظُّفْرِ ، وَنُحَاتَةِ الشَّيْءِ الْمَنْحُوتِ ، وَهِيَ مَا يَتَسَاقَطُ مِنْهُ عِنْدَ النَّحْتِ ، وَالْمُرَادُ بِخَلْقِ الْإِنْسَانِ مِنْ سُلَالَةِ الطِّينِ : خَلْقُ أَبِيهِمْ
آدَمَ مِنْهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=59إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ [ 3 \ 59 ] .
وَقَدْ أَوْضَحْنَا فِيمَا مَضَى أَطْوَارَ ذَلِكَ التُّرَابِ ، وَأَنَّهُ لَمَّا بُلَّ بِالْمَاءِ صَارَ طِيبًا وَلَمَّا خُمِّرَ صَارَ طِينًا لَازِبًا يُلْصَقُ بِالْيَدِ ، وَصَارَ حَمَأً مَسْنُونًا ، قَالَ بَعْضُهُمْ : طِينًا أَسْوَدَ مُنْتِنًا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : الْمَسْنُونُ : الْمُصَوَّرُ ، كَمَا تَقَدَّمَ إِيضَاحُهُ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ ، ثُمَّ لَمَّا خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ خَلَقَ مِنْهُ زَوْجَهُ
حَوَّاءَ ، كَمَا قَالَ فِي أَوَّلِ النِّسَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [ 4 \ 1 ] وَقَالَ فِي الْأَعْرَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا [ 7 \ 189 ] وَقَالَ فِي الزُّمَرِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا [ 39 \ 6 ] كَمَا تَقَدَّمَ إِيضَاحُ ذَلِكَ كُلِّهِ ، ثُمَّ لَمَّا خَلَقَ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ ، كَانَ وُجُودُ جِنْسِ الْإِنْسَانِ مِنْهُمَا عَنْ طَرِيقِ التَّنَاسُلِ ، فَأَوَّلُ أَطْوَارِهِ : النُّطْفَةُ ، ثُمَّ الْعَلَقَةُ ، إِلَخْ .
وَقَدْ بَيَّنَّا أَغْلَبَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْحَجِّ ، وَقَوْلُهُ هُنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ [ 23 \ 12 ] يَعْنِي : بَدْأَهُ خَلْقَ نَوْعِ الْإِنْسَانِ بِخَلْقِ
آدَمَ ، وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً [ 23 \ 13 ] ، أَيْ : بَعْدَ خَلْقِ
آدَمَ وَحَوَّاءَ ، فَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ : ثُمَّ جَعَلْنَاهُ
[ ص: 323 ] لِنَوْعِ الْإِنْسَانِ ، الَّذِي هُوَ النَّسْلُ لِدَلَالَةِ الْمَقَامِ عَلَيْهِ ، كَقَوْلِهِمْ : عِنْدِي دِرْهَمٌ وَنِصْفُهُ أَيْ : وَنِصْفُ دِرْهَمٍ آخَرُ ، كَمَا أَوْضَحَ تَعَالَى هَذَا الْمَعْنَى فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=6ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=8ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ [ 32 \ 6 - 9 ] وَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=20وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ [ 30 \ 20 ] وَمَا ذَكَرَهُ هُنَا مِنْ أَطْوَارِ خَلْقِهِ الْإِنْسَانَ ، أَمَرَ كُلَّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَنْظُرَ فِيهِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=20494_21051وَالْأَمْرُ الْمُطْلَقُ يَقْتَضِي الْوُجُوبَ إِلَّا لِدَلِيلٍ صَارِفٍ عَنْهُ ، كَمَا أَوْضَحْنَاهُ مِرَارًا ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=5فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=6خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ الْآيَةَ [ 86 \ 5 - 6 ] ، وَقَدْ أَشَارَ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ ، إِلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ بِنَقْلِهِ الْإِنْسَانَ فِي خَلْقِهِ مِنْ طَوْرٍ إِلَى طَوْرٍ ، كَمَا أَوْضَحَهُ هُنَا ; وَكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=14وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا [ 71 \ 13 - 14 ] وَبَيَّنَ أَنَّ انْصِرَافَ خَلْقِهِ عَنِ التَّفَكُّرِ فِي هَذَا وَالِاعْتِبَارِ بِهِ مِمَّا يَسْتَوْجِبُ التَّسَاؤُلَ وَالْعَجَبَ ، وَأَنَّ مِنْ غَرَائِبِ صُنْعِهِ وَعَجَائِبِ قُدْرَتِهِ نَقْلَهُ الْإِنْسَانَ مِنَ النُّطْفَةِ ، إِلَى الْعَلَقَةِ ، وَمِنَ الْعَلَقَةِ إِلَى الْمُضْغَةِ إِلَخْ ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَشُقَّ بَطْنَ أُمِّهِ بَلْ هُوَ مُسْتَتِرٌ بِثَلَاثِ ظُلُمَاتٍ : وَهِيَ ظُلْمَةُ الْبَطْنِ ، وَظُلْمَةُ الرَّحِمِ ، وَظُلْمَةُ الْمَشِيمَةِ الْمُنْطَوِيَةِ عَلَى الْجَنِينِ ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ - جَلَّ وَعَلَا - :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [ 39 \ 6 ] فَتَأَمَّلْ مَعْنَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ، أَيْ : عَنْ هَذِهِ الْعَجَائِبِ وَالْغَرَائِبِ ، الَّتِي فَعَلَهَا فِيكُمْ رَبُّكُمْ وَمَعْبُودُكُمْ . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=6هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ [ 3 \ 6 ] وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ [ 22 \ 5 ] ثُمَّ ذَكَرَ الْحِكْمَةَ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِنُبَيِّنَ لَكُمْ [ 22 \ 5 ] أَيْ : لِنُظْهِرَ لَكُمْ بِذَلِكَ عَظَمَتَنَا ، وَكَمَالَ قُدْرَتِنَا ، وَانْفِرَادَنَا بِالْإِلَهِيَّةِ وَاسْتِحْقَاقِ الْعِبَادَةِ ، وَقَالَ فِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=67هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا [ 40 \ 67 ] وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=36أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=37أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=38ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=39فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=40أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [ 75 \ 36 - 40 ] وَالْآيَاتُ بِمِثْلِ هَذَا كَثِيرَةٌ ، وَقَدْ أَبْهَمَ هَذِهِ الْأَطْوَارَ الْمَذْكُورَةَ فِي قَوْلِهِ
[ ص: 324 ] nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ [ 70 \ 39 ] وَذَلِكَ الْإِبْهَامُ يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِمْ وَعَظَمَةِ خَالِقِهِمْ - جَلَّ وَعَلَا - ، فَسُبْحَانَهُ - جَلَّ وَعَلَا - مَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ وَمَا أَكْمَلَ قُدْرَتَهُ ، وَمَا أَظْهَرَ بَرَاهِينَ تَوْحِيدِهِ ، وَقَدْ بَيَّنَ فِي آيَةِ الْمُؤْمِنُونَ هَذِهِ : أَنَّهُ يَخْلُقُ الْمُضْغَةَ عِظَامًا ، وَبَيَّنَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : أَنَّهُ يُرَكِّبُ بَعْضَ تِلْكَ الْعِظَامِ مَعَ بَعْضٍ ، تَرْكِيبًا قَوِيًّا ، وَيَشُدُّ بَعْضَهَا مَعَ بَعْضٍ ، عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ وَأَبْدَعِهَا ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ الْآيَةَ [ 76 \ 28 ] ، وَالْأَسْرُ : شَدُّ الْعِظَامِ بَعْضِهَا مَعَ بَعْضٍ ، وَتَآسِيرُ السَّرْجِ وَمَرْكَبُ الْمَرْأَةِ السُّيُورُ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ :
وَمَا دَخَلَتْ فِي الْخَدْبِ حَتَّى تَنَقَّضَتْ تَآسِيرُ أَعْلَى قَدِّهِ وَتَحَطَّمَا
وَفِي صِحَاحِ
الْجَوْهَرِيِّ : أَسَرَ قَتَبَهُ يَأْسِرُهُ أَسْرًا شَدَّهُ بِالْأَسَارِ وَهُوَ الْقَدُّ ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الْأَسِيرُ ، وَكَانُوا يَشُدُّونَهُ بِالْقَدِّ ، فَقَوْلُ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ وَاللُّغَوِيِّينَ : أَسْرَهُمْ أَيْ : خَلْقَهُمْ فِيهِ قُصُورٌ فِي التَّفْسِيرِ ; لِأَنَّ الْأَسْرَ هُوَ الشَّدُّ الْقَوِيُّ بِالْأَسَارِ الَّذِي هُوَ الْقَدُّ ، وَهُوَ السَّيْرُ الْمَقْطُوعُ مِنْ جِلْدِ الْبَعِيرِ وَنَحْوِهِ ، الَّذِي لَمْ يُدْبَغْ وَاللَّهُ - جَلَّ وَعَلَا - يَشُدُّ بَعْضَ الْعِظَامِ بِبَعْضٍ ، شَدًّا مُحْكَمًا مُتَمَاسِكًا كَمَا يَشُدُّ الشَّيْءَ بِالْقَدِّ ، وَالشَّدُّ بِهِ قَوِيٌّ جِدًّا ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13فِي قَرَارٍ مَكِينٍ [ 23 \ 13 ] الْقَرَارُ هُنَا : مَكَانُ الِاسْتِقْرَارِ ، وَالْمَكِينُ : الْمُتَمَكِّنُ ، وَصَفَ الْقَرَارَ بِهِ لِتَمَكُّنِهِ فِي نَفْسِهِ بِحَيْثُ لَا يُعْرَضُ لَهُ اخْتِلَالٌ ، أَوْ لِتَمَكُّنِ مَنْ يَحِلُّ فِيهِ ، قَالَهُ
أَبُو حَيَّانَ فِي الْبَحْرِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْقَرَارُ : الْمُسْتَقِرُّ ، وَالْمُرَادُ بِهِ : الرَّحِمُ وُصِفَتْ بِالْمَكَانَةِ الَّتِي هِيَ صِفَةُ الْمُسْتَقِرِّ فِيهَا ، أَوْ بِمَكَانَتِهَا فِي نَفْسِهَا ; لِأَنَّهَا مُكِّنَتْ بِحَيْثُ هِيَ وَأُحْرِزَتْ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ [ 23 \ 14 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْ : خَلْقًا مُبَايِنًا لِلْخَلْقِ الْأَوَّلِ مُبَايَنَةً مَا أَبْعَدَهَا حَيْثُ جَعَلَهُ حَيَوَانًا وَكَانَ جَمَادًا ، وَنَاطِقًا وَكَانَ أَبْكَمَ ، وَسَمِيعًا وَكَانَ أَصَمَّ ، وَبَصِيرًا وَكَانَ أَكْمَهَ وَأَوْدَعَ بَاطِنَهُ وَظَاهِرَهُ ، بَلْ كُلُّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ وَجُزْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ عَجَائِبُ فِطْرَةٍ ، وَغَرَائِبُ حِكْمَةٍ ، لَا تُدْرَكُ بِوَصْفِ الْوَاصِفِ ، وَلَا بِشَرْحِ الشَّارِحِ ، انْتَهَى مِنْهُ .
وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : اخْتُلِفَ فِي الْخَلْقِ الْآخَرِ الْمَذْكُورِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَالضَّحَّاكُ وَابْنُ زَيْدٍ : " هُوَ نَفْخُ الرُّوحِ فِيهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ جَمَادًا " وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : " خُرُوجُهُ إِلَى الدُّنْيَا " ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : عَنْ فُرْقَةِ نَبَاتِ شَعْرِهِ ، وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : خُرُوجُ الْأَسْنَانِ ، وَنَبَاتُ الشَّعْرِ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : كَمَالُ شَبَابِهِ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ وَالصَّحِيحُ ، أَنَّهُ عَامٌّ فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ مِنَ النُّطْقِ وَالْإِدْرَاكِ ، وَتَحْصِيلِ الْمَعْقُولَاتِ إِلَى أَنْ يَمُوتَ ، اهـ مِنْهُ .
[ ص: 325 ] وَالظَّاهِرُ أَنَّ جَمِيعَ أَقْوَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14خَلْقًا آخَرَ أَنَّهُ صَارَ بَشَرًا سَوِيًّا بَعْدَ أَنْ كَانَ نُطْفَةً ، وَمُضْغَةً ، وَعَلَقَةً ، وَعِظَامًا كَمَا هُوَ وَاضِحٌ .