nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153nindex.php?page=treesubj&link=28975_32267يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يسألك أهل الكتاب هم
اليهود سألوه صلى الله عليه وآله وسلم أن يرقى إلى السماء وهم يرونه ، فينزل عليهم كتابا مكتوبا فيما يدعيه يدل على صدقه دفعة واحدة كما أتى
موسى بالتوراة تعنتا منهم ، أبعدهم الله ، فأخبره الله عز وجل بأنهم قد سألوا
موسى سؤالا أكبر من هذا السؤال ، فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153أرنا الله جهرة أي : عيانا ، وقد تقدم معناه في البقرة ، و ( جهرة ) نعت لمصدر محذوف ؛ أي : رؤية جهرة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فقد سألوا جواب شرط مقدر ؛ أي : إن استكبرت هذا السؤال منهم لك فقد سألوا
موسى أكبر من ذلك ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فأخذتهم الصاعقة هي النار التي نزلت عليهم من السماء فأهلكتهم ، والباء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153بظلمهم للسببية ؛ أي : بسبب ظلمهم في سؤالهم الباطل لامتناع الرؤية عيانا في هذه الحالة ، وذلك لا يستلزم امتناعها يوم القيامة ، فقد جاءت بذلك
[ ص: 341 ] الأحاديث المتواترة .
ومن استدل بهذه الآية على امتناع
nindex.php?page=treesubj&link=28725الرؤية يوم القيامة فقد غلط غلطا بينا ، ثم لم يكتفوا بهذا السؤال الباطل الذي نشأ منهم بسبب ظلمهم بعد ما رأوا المعجزات ، بل ضموا إليه ما هو أقبح منه وهو عبادة العجل ، وفي الكلام حذف والتقدير : فأحييناهم فاتخذوا العجل .
والبينات : البراهين والدلائل ، والمعجزات من اليد والعصا وفلق البحر وغيرها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فعفونا عن ذلك أي : عما كان منهم من التعنت وعبادة العجل
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153وآتينا موسى سلطانا مبينا أي : حجة بينة وهي الآيات التي جاء بها ، وسميت سلطانا ؛ لأن من جاء بها قهر خصمه ، ومن ذلك أمر الله سبحانه له بأن يأمرهم بقتل أنفسهم توبة عن معصيتهم ، فإنه من جملة السلطان الذي قهرهم به
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم أي : بسبب ميثاقهم ليعطوه ، لأنه روي أنهم امتنعوا من قبول شريعة
موسى فرفع الله عليهم الطور فقبلوها ، وقيل : إن المعنى بسبب نقضهم ميثاقهم الذي أخذ منهم ، وهو العمل بما في التوراة وقد تقدم رفع الجبل في البقرة ، وكذلك تفسير دخولهم الباب سجدا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وقلنا لهم لا تعدوا في السبت فتأخذوا ما أمرتم بتركه فيه من الحيتان ، وقد تقدم تفسير ذلك ، وقرئ ( لا تعتدوا ) ( وتعدوا ) بفتح العين وتشديد الدال
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وأخذنا منهم ميثاقا غليظا مؤكدا وهو العهد الذي أخذه عليهم في التوراة ، وقيل إنه عهد مؤكد باليمين ، فسمي غليظا لذلك .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم ( ما ) مزيدة للتوكيد ، أو نكرة ، ونقضهم بدل منها ، والباء متعلقة بمحذوف ، والتقدير : فبنقضهم ميثاقهم لعناهم ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : هو متعلق بما قبله والمعنى : فأخذتهم الصاعقة بظلمهم إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فبما نقضهم ميثاقهم قال : ففسر ظلمهم الذي أخذتهم الصاعقة بسببه بما بعده من نقضهم ميثاقهم وقتلهم الأنبياء وما بعده .
وأنكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري وغيره ؛ لأن الذين أخذتهم الصاعقة كانوا على عهد
موسى ، والذين قتلوا الأنبياء ورموا
مريم بالبهتان كانوا بعد
موسى بزمان ، فلم تأخذ الصاعقة الذين أخذتهم برمتهم بالبهتان ، قال
المهدوي وغيره : وهذا لا يلزم لأنه يجوز أن يخبر عنهم ، والمراد آباؤهم ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى فبنقضهم ميثاقهم حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ؛ لأن هذه القصة ممتدة إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فبظلم من الذين هادوا حرمنا ونقضهم الميثاق أنه أخذ عليهم أن يبينوا صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقيل المعنى : فبنقضهم ميثاقهم وفعلهم كذا طبع الله على قلوبهم ، وقيل : المعنى : فبنقضهم لا يؤمنون إلا قليلا ، والفاء في قوله : فلا يؤمنون مقحمة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155وكفرهم بآيات الله معطوف على ما قبله ، وكذا قوله : وقتلهم والمراد ( بآيات الله ) كتبهم التي حرفوها ، والمراد ( بالأنبياء ) الذين قتلوهم يحيى وزكرياء ، و ( غلف ) جمع أغلف وهو المغطى بالغلاف ؛ أي : قلوبنا في أغطية فلا تفقه ما تقول .
وقيل : إن ( غلف ) جمع غلاف ، والمعنى : أن قلوبهم أوعية للعلم فلا حاجة لهم إلى علم غير ما قد حوته قلوبهم وهو كقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة وغرضهم بهذا رد حجة الرسل ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بل طبع الله عليها بكفرهم هذه الجملة اعتراضية ؛ أي : ليس عدم قبولهم للحق بسبب كونها غلفا بحسب مقصدهم الذي يريدونه ، بل بحسب الطبع من الله عليها .
والطبع : الختم ، وقد تقدم إيضاح معناه في البقرة ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فلا يؤمنون إلا قليلا أي : هي مطبوع عليها من الله بسبب كفرهم فلا يؤمنون إلا إيمانا قليلا ، أو إلا قليلا منهم
nindex.php?page=showalam&ids=106كعبد الله بن سلام ومن أسلم معه منهم ، وقوله : وبكفرهم معطوف على قولهم ، وإعادة الجار لوقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه ، وهذا التكرير لإفادة أنهم كفروا كفرا بعد كفر ، وقيل : إن المراد بهذا الكفر كفرهم بالمسيح ، فحذف لدلالة ما بعده عليه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وقولهم على مريم بهتانا عظيما هو رميها
بيوسف النجار ، وكان من الصالحين ، والبهتان : الكذب المفرط الذي يتعجب منه ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله معطوف على ما قبله ، وهو من جملة جناياتهم وذنوبهم لأنهم كذبوا بأنهم قتلوه وافتخروا بقتله وذكروه بالرسالة استهزاء ، لأنهم ينكرونها ولا يعترفون بأنه نبي ، وما ادعوه من أنهم قتلوه قد اشتمل على بيان صفته وإيضاح حقيقته الإنجيل ، وما فيه هو من
nindex.php?page=treesubj&link=32430_31994تحريف النصارى أبعدهم الله ، فقد كذبوا وصدق الله القائل في كتابه العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وما قتلوه وما صلبوه والجملة حالية ؛ أي : قالوا ذلك والحال أنهم ما قتلوه وما صلبوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157ولكن شبه لهم أي : ألقي شبهه على غيره ، وقيل : لم يكونوا يعرفون شخصه وقتلوا الذي قتلوه وهم شاكون فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وإن الذين اختلفوا فيه أي : في شأن
عيسى ، فقال بعضهم : قتلناه ، وقال من عاين رفعه إلى السماء : ما قتلناه ، وقيل : إن الاختلاف بينهم ، هو أن
النسطورية من
النصارى قالوا : صلب
عيسى من جهة ناسوته لا من جهة هوته ، وقالت
الملكانية : وقع القتل والصلب على المسيح بكماله ناسوته وهوته ، ولهم من جنس هذا الاختلاف كلام طويل لا أصل له ، ولهذا قال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه أي : في تردد لا يخرج إلى حيز الصحة ، ولا إلى حيز البطلان في اعتقادهم ، بل هم مترددون مرتابون في شكهم يعمهون ، وفي جهلهم يتحيرون ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ( من ) زائدة لتوكيد نفي العلم ، والاستثناء منقطع ؛ أي : لكنهم يتبعون الظن ، وقيل : هو بدل بما قبله ، والأول أولى .
لا يقال : إن اتباع الظن ينافي الشك الذي أخبر الله عنهم بأنهم فيه ؛ لأن المراد هنا بالشك التردد كما قدمنا ، والظن نوع منه ، وليس المراد به هنا ترجح أحد الجانبين .
قوله : ( وما قتلوه يقينا ) أي : قتلا يقينا على أنه صفة مصدر محذوف ، أو متيقنين على أنه حال ، وهذا على أن الضمير في ( قتلوه )
لعيسى ، وقيل : إنه يعود إلى الظن ، والمعنى : ما قتلوا ظنهم يقينا كقولك قتلته علما إذا علمته علما تاما .
قال
أبو عبيدة : ولو كان المعنى وما قتلوا
عيسى يقينا لقال وما قتلوه فقط ، وقيل المعنى :
[ ص: 342 ] وما قتلوا الذي شبه لهم ، وقيل المعنى : بل رفعه الله إليه يقينا ، وهو خطأ ؛ لأنه لا يعمل ما بعد بل فيما قبلها ، وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري نصب ( يقينا ) بفعل مضمر هو جواب قسم ، ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه كلاما مستأنفا ولا وجه لهذه الأقوال ، والضمائر قبل ( قتلوه ) وبعده
لعيسى ، وذكر اليقين هنا لقصد التهكم بهم لإشعاره بعلمهم في الجملة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بل رفعه الله إليه رد عليهم وإثبات لما هو الصحيح ، وقد تقدم ذكر رفعه عليه السلام في آل عمران ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته المراد بأهل الكتاب
اليهود والنصارى ، والمعنى : وما من أهل الكتاب أحد إلا والله ليؤمنن به قبل موته ، والضمير في ( به ) راجع إلى
عيسى ، والضمير في ( موته ) راجع إلى ما دل عليه الكلام ، وهو لفظ أحد المقدر أو الكتابي المدلول عليه بأهل الكتاب ، وفيه دليل على أنه لا يموت يهودي أو نصراني إلا وقد آمن
بالمسيح ، وقيل : كلا الضميرين
لعيسى ، والمعنى : أنه لا يموت
عيسى حتى يؤمن به كل كتابي في عصره ، وقيل : الضمير الأول لله ، وقيل : إلى
محمد ، وقد اختار كون الضميرين
لعيسى nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وقال به جماعة من السلف وهو الظاهر ، والمراد الإيمان به عند نزوله في آخر الزمان كما وردت بذلك الأحاديث المتواترة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159ويوم القيامة يكون عيسى على أهل الكتاب شهيدا يشهد على
اليهود بالتكذيب له ، وعلى
النصارى بالغلو فيه حتى قالوا : هو ابن الله .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال :
جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : إن موسى جاء بالألواح من عند الله فائتنا بالألواح من عند الله حتى نصدقك ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء إلى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وقولهم على مريم بهتانا عظيما وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في الآية قال :
إن اليهود والنصارى قالوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم : لن نبايعك على ما تدعونا إليه حتى تأتينا بكتاب من عند الله إلى فلان أنك رسول الله وإلى فلان أنك رسول الله ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يسألك أهل الكتاب الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153أرنا الله جهرة قال : إنهم إذا رأوه فقد رأوه ، وإنما قالوا جهرة أرنا الله قال : هو مقدم ومؤخر . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ورفعنا فوقهم الطور قال : جبل كانوا في أصله فرفعه الله فجعله فوقهم كأنه ظلة ، فقال : لتأخذن أمري أو لأرمينكم به ، فقالوا : نأخذه فأمسكه الله عنهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وقولهم على مريم بهتانا عظيما قال : رموها بالزنا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31998_31994_34001لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين ، فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال : إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي ، ثم قال : أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ؟ فقام شاب من أحدثهم سنا فقال له : اجلس ، ثم أعاد عليهم ، فقام الشاب فقال : اجلس ، ثم أعاد عليهم ، فقام الشاب فقال : أنا ، فقال : أنت ذاك فألقي عليه شبه عيسى ، ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء ، قال : وجاء الطلب من
اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه ، فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به وافترقوا ثلاث فرق ، فقالت طائفة : كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء ، فهؤلاء
اليعقوبية ، وقالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه ، وهؤلاء
النسطورية ، وقالت فرقة : كان فينا عبد الله ورسوله وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله
محمدا ، فأنزل الله عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فآمنت طائفة من بني إسرائيل [ الصف : 14 ] يعني : الطائفة التي آمنت في زمن
عيسى nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14وكفرت طائفة يعني : التي كفرت في زمن
عيسى nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فأيدنا الذين آمنوا في زمن
عيسى بإظهار
محمد دينهم على دين الكافرين .
قال
ابن كثير بعد أن ساقه بهذا اللفظ عن
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12260أحمد بن سنان ، حدثنا
أبو معاوية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فذكره ، وهذا إسناد صحيح إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وصدق
ابن كثير ، فهؤلاء كلهم من رجال الصحيح ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث
أبي كريب ، عن
أبي معاوية بنحوه .
وقد رويت قصته عليه السلام من طرق بألفاظ مختلفة ، وساقها
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه على صفة قريبة مما في الإنجيل ، وكذلك ساقها
ابن المنذر عنه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وما قتلوه يقينا قال : لم يقتلوا ظنهم يقينا . وأخرج
ابن المنذر ، عن
مجاهد مثله . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
ابن جويبر ،
والسدي مثله أيضا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته قال : خروج
عيسى ابن مريم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طرق عنه في الآية قال : قبل موت
عيسى . وأخرجا عنه أيضا قال : قبل موت
اليهودي . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه قال : إنه سيدرك أناس من
أهل الكتاب عيسى حين يبعث سيؤمنون به .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عنه قال : ( ليس يهودي يموت أبدا حتى يؤمن
بعيسى ، قيل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : أرأيت إن خر من فوق بيت ؟ قال : يتكلم به في الهواء ، فقيل : أرأيت إن ضرب عنق أحدهم ؟ قال : يتلجلج به لسانه ) وقد روي نحو هذا عنه من طرق ، وقال به جماعة من التابعين ، وذهب كثير من التابعين فمن بعدهم إلى أن المراد قبل موت
عيسى كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قبل هذا ، وقيده كثير منهم بأنه يؤمن به من أدركه عند نزوله إلى الأرض ، وقد تواترت الأحاديث بنزول
عيسى حسبما أوضحنا ذلك في مؤلف مستقل يتضمن ذكر ما ورد
[ ص: 343 ] في المنتظر
والدجال والمسيح .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153nindex.php?page=treesubj&link=28975_32267يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ هُمُ
الْيَهُودُ سَأَلُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْقَى إِلَى السَّمَاءِ وَهُمْ يَرَوْنَهُ ، فَيُنْزِلُ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مَكْتُوبًا فِيمَا يَدَّعِيهِ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ دُفْعَةً وَاحِدَةً كَمَا أَتَى
مُوسَى بِالتَّوْرَاةِ تَعَنُّتًا مِنْهُمْ ، أَبْعَدَهُمُ اللَّهُ ، فَأَخْبَرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا
مُوسَى سُؤَالًا أَكْبَرَ مِنْ هَذَا السُّؤَالِ ، فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً أَيْ : عِيَانًا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَاهُ فِي الْبَقَرَةِ ، وَ ( جَهْرَةً ) نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ؛ أَيْ : رُؤْيَةً جَهْرَةً .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فَقَدْ سَأَلُوا جَوَابُ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ ؛ أَيْ : إِنِ اسْتَكْبَرْتَ هَذَا السُّؤَالَ مِنْهُمْ لَكَ فَقَدْ سَأَلُوا
مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ هِيَ النَّارُ الَّتِي نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَتْهُمْ ، وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153بِظُلْمِهِمْ لِلسَّبَبِيَّةِ ؛ أَيْ : بِسَبَبِ ظُلْمِهِمْ فِي سُؤَالِهِمُ الْبَاطِلِ لِامْتِنَاعِ الرُّؤْيَةِ عِيَانًا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ ، وَذَلِكَ لَا يَسْتَلْزِمُ امْتِنَاعَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَدْ جَاءَتْ بِذَلِكَ
[ ص: 341 ] الْأَحَادِيثُ الْمُتَوَاتِرَةُ .
وَمَنِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى امْتِنَاعِ
nindex.php?page=treesubj&link=28725الرُّؤْيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَدْ غَلَّطَ غِلَطًا بَيِّنًا ، ثُمَّ لَمْ يَكْتَفُوا بِهَذَا السُّؤَالِ الْبَاطِلِ الَّذِي نَشَأَ مِنْهُمْ بِسَبَبِ ظُلْمِهِمْ بَعْدَ مَا رَأَوُا الْمُعْجِزَاتِ ، بَلْ ضَمُّوا إِلَيْهِ مَا هُوَ أَقْبَحُ مِنْهُ وَهُوَ عِبَادَةُ الْعِجْلِ ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ وَالتَّقْدِيرُ : فَأَحْيَيْنَاهُمْ فَاتَّخَذُوا الْعِجْلَ .
وَالْبَيِّنَاتُ : الْبَرَاهِينُ وَالدَّلَائِلُ ، وَالْمُعْجِزَاتُ مِنَ الْيَدِ وَالْعَصَا وَفَلْقِ الْبَحْرِ وَغَيْرِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ أَيْ : عَمَّا كَانَ مِنْهُمْ مَنِ التَّعَنُّتِ وَعِبَادَةِ الْعِجْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا أَيْ : حُجَّةً بَيِّنَةً وَهِيَ الْآيَاتُ الَّتِي جَاءَ بِهَا ، وَسُمِّيَتْ سُلْطَانًا ؛ لِأَنَّ مَنْ جَاءَ بِهَا قَهَرَ خَصْمَهُ ، وَمِنْ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَهُ بِأَنْ يَأْمُرَهُمْ بِقَتْلِ أَنْفُسِهِمْ تَوْبَةً عَنْ مَعْصِيَتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ السُّلْطَانِ الَّذِي قَهَرَهُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ أَيْ : بِسَبَبِ مِيثَاقِهِمْ لِيُعْطُوهُ ، لِأَنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُمُ امْتَنَعُوا مِنْ قَبُولِ شَرِيعَةِ
مُوسَى فَرَفَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطُّورَ فَقَبِلُوهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمَعْنَى بِسَبَبِ نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمُ الَّذِي أَخَذَ مِنْهُمْ ، وَهُوَ الْعَمَلُ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ رَفْعُ الْجَبَلِ فِي الْبَقَرَةِ ، وَكَذَلِكَ تَفْسِيرُ دُخُولِهِمُ الْبَابَ سُجَّدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ فَتَأْخُذُوا مَا أُمِرْتُمْ بِتَرْكِهِ فِيهِ مِنَ الْحِيتَانِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ ذَلِكَ ، وَقُرِئَ ( لَا تَعْتَدُوا ) ( وَتَعَدُّوا ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا مُؤَكِّدًا وَهُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاةِ ، وَقِيلَ إِنَّهُ عَهْدٌ مُؤَكَّدٌ بِالْيَمِينِ ، فَسُمِّيَ غَلِيظًا لِذَلِكَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ( مَا ) مَزِيدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، أَوْ نَكِرَةٌ ، وَنَقْضُهُمْ بَدَلٌ مِنْهَا ، وَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا قَبْلَهُ وَالْمَعْنَى : فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ قَالَ : فَفَسَّرَ ظُلْمَهُمُ الَّذِي أَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِسَبَبِهِ بِمَا بَعْدَهُ مِنْ نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ وَمَا بَعْدَهُ .
وَأَنْكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ ؛ لِأَنَّ الَّذِينَ أَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ كَانُوا عَلَى عَهْدِ
مُوسَى ، وَالَّذِينَ قَتَلُوا الْأَنْبِيَاءَ وَرَمُوا
مَرْيَمَ بِالْبُهْتَانِ كَانُوا بَعْدَ
مُوسَى بِزَمَانٍ ، فَلَمْ تَأْخُذِ الصَّاعِقَةُ الَّذِينَ أَخَذَتْهُمْ بِرُمَّتِهِمْ بِالْبُهْتَانِ ، قَالَ
الَمَهْدَوِيُّ وَغَيْرُهُ : وَهَذَا لَا يَلْزَمُ لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُخْبِرَ عَنْهُمْ ، وَالْمُرَادُ آبَاؤُهُمْ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ مُمْتَدَّةٌ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=160فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا وَنَقْضُهُمُ الْمِيثَاقَ أَنَّهُ أَخَذَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُبَيِّنُوا صِفَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَفِعْلِهِمْ كَذَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : فَبِنَقْضِهِمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ : فَلَا يُؤْمِنُونَ مُقْحِمَةٌ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ ، وَكَذَا قَوْلُهُ : وَقَتْلِهِمُ وَالْمُرَادُ ( بِآيَاتِ اللَّهِ ) كُتُبُهُمُ الَّتِي حَرَّفُوهَا ، وَالْمُرَادُ ( بِالْأَنْبِيَاءِ ) الَّذِينَ قَتَلُوهُمْ يَحْيَى وَزَكَرِّيَاءُ ، وَ ( غُلْفٌ ) جَمْعُ أَغْلُفٍ وَهُوَ الْمُغَطَّى بِالْغِلَافِ ؛ أَيْ : قُلُوبُنَا فِي أَغْطِيَةٍ فَلَا تَفْقَهُ مَا تَقُولُ .
وَقِيلَ : إِنَّ ( غُلْفٌ ) جَمْعُ غِلَافٍ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ قُلُوبَهُمْ أَوْعِيَةٌ لِلْعِلْمِ فَلَا حَاجَةَ لَهُمْ إِلَى عِلْمٍ غَيْرِ مَا قَدْ حَوَتْهُ قُلُوبُهُمْ وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ وَغَرَضُهُمْ بِهَذَا رَدُّ حُجَّةِ الرُّسُلِ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ اعْتِرَاضِيَّةٌ ؛ أَيْ : لَيْسَ عَدَمُ قَبُولِهِمْ لِلْحَقِّ بِسَبَبِ كَوْنِهَا غُلْفًا بِحَسَبِ مَقْصِدِهِمُ الَّذِي يُرِيدُونَهُ ، بَلْ بِحَسَبِ الطَّبْعِ مِنَ اللَّهُ عَلَيْهَا .
وَالطَّبْعُ : الْخَتْمُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ إِيضَاحُ مَعْنَاهُ فِي الْبَقَرَةِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=155فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا أَيْ : هِيَ مَطْبُوعٌ عَلَيْهَا مِنَ اللَّهِ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا إِيمَانًا قَلِيلًا ، أَوْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=106كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَمَنْ أَسْلَمَ مَعَهُ مِنْهُمْ ، وَقَوْلُهُ : وَبِكُفْرِهِمْ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِمْ ، وَإِعَادَةُ الْجَارِّ لِوُقُوعِ الْفَصْلِ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ ، وَهَذَا التَّكْرِيرُ لِإِفَادَةِ أَنَّهُمْ كَفَرُوا كُفْرًا بَعْدَ كُفْرٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْكُفْرِ كُفْرُهُمْ بِالْمَسِيحِ ، فَحُذِفَ لِدَلَالَةِ مَا بَعْدَهُ عَلَيْهِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا هُوَ رَمْيُهَا
بِيُوسُفَ النَّجَّارِ ، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ ، وَالْبُهْتَانُ : الْكَذِبُ الْمُفْرِطُ الَّذِي يُتَعَجَّبُ مِنْهُ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ جِنَايَاتِهِمْ وَذُنُوبِهِمْ لِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِأَنَّهُمْ قَتَلُوهُ وَافْتَخَرُوا بِقَتْلِهِ وَذَكَرُوهُ بِالرِّسَالَةِ اسْتِهْزَاءً ، لِأَنَّهُمْ يُنْكِرُونَهَا وَلَا يَعْتَرِفُونَ بِأَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَمَا ادَّعَوْهُ مِنْ أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ قَدِ اشْتَمَلَ عَلَى بَيَانِ صِفَتِهِ وَإِيضَاحِ حَقِيقَتِهِ الْإِنْجِيلِ ، وَمَا فِيهِ هُوَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32430_31994تَحْرِيفِ النَّصَارَى أَبْعَدَهُمُ اللَّهُ ، فَقَدْ كَذَّبُوا وَصَدَقَ اللَّهُ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَالْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ ؛ أَيْ : قَالُوا ذَلِكَ وَالْحَالُ أَنَّهُمْ مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ أَيْ : أُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَى غَيْرِهِ ، وَقِيلَ : لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ شَخْصَهُ وَقَتَلُوا الَّذِي قَتَلُوهُ وَهُمْ شَاكُّونَ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ أَيْ : فِي شَأْنِ
عِيسَى ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَتَلْنَاهُ ، وَقَالَ مَنْ عَايَنَ رَفْعَهُ إِلَى السَّمَاءِ : مَا قَتَلْنَاهُ ، وَقِيلَ : إِنَّ الِاخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ ، هُوَ أَنَّ
النَّسْطُورِيَّةَ مِنَ
النَّصَارَى قَالُوا : صُلِبَ
عِيسَى مِنْ جِهَةِ نَاسُوتِهِ لَا مِنْ جِهَةِ هُوتِهِ ، وَقَالَتِ
الْمَلْكَانِيَّةُ : وَقَعَ الْقَتْلُ وَالصَّلْبُ عَلَى الْمَسِيحِ بِكَمَالِهِ نَاسُوتِهِ وَهُوتِهِ ، وَلَهُمْ مِنْ جِنْسِ هَذَا الِاخْتِلَافِ كَلَامٌ طَوِيلٌ لَا أَصْلَ لَهُ ، وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أَيْ : فِي تَرَدُّدٍ لَا يَخْرُجُ إِلَى حَيِّزِ الصِّحَّةِ ، وَلَا إِلَى حَيِّزِ الْبُطْلَانِ فِي اعْتِقَادِهِمْ ، بَلْ هُمْ مُتَرَدِّدُونَ مُرْتَابُونَ فِي شَكِّهِمْ يَعْمَهُونَ ، وَفِي جَهْلِهِمْ يَتَحَيَّرُونَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ( مِنْ ) زَائِدَةٌ لِتَوْكِيدِ نَفْيِ الْعِلْمِ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ ؛ أَيْ : لَكِنَّهُمْ يَتَّبِعُونَ الظَّنَّ ، وَقِيلَ : هُوَ بَدَلٌ بِمَا قَبْلَهُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
لَا يُقَالُ : إِنَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ يُنَافِي الشَّكَّ الَّذِي أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ فِيهِ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ هُنَا بِالشَّكِّ التَّرَدُّدُ كَمَا قَدَّمْنَا ، وَالظَّنُّ نَوْعٌ مِنْهُ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ هُنَا تَرَجُّحَ أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ .
قَوْلُهُ : ( وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ) أَيْ : قَتْلًا يَقِينًا عَلَى أَنَّهُ صِفَةُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ مُتَيَقِّنِينَ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ ، وَهَذَا عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ فِي ( قَتَلُوهُ )
لِعِيسَى ، وَقِيلَ : إِنَّهُ يَعُودُ إِلَى الظَّنِّ ، وَالْمَعْنَى : مَا قَتَلُوا ظَنَّهُمْ يَقِينًا كَقَوْلِكَ قَتَلْتُهُ عِلْمًا إِذَا عَلِمْتَهُ عِلْمًا تَامًّا .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : وَلَوْ كَانَ الْمَعْنَى وَمَا قَتَلُوا
عِيسَى يَقِينًا لَقَالَ وَمَا قَتَلُوهُ فَقَطْ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى :
[ ص: 342 ] وَمَا قَتَلُوا الَّذِي شُبِّهَ لَهُمْ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَقِينًا ، وَهُوَ خَطَأٌ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَعْمَلُ مَا بَعْدَ بَلْ فِيمَا قَبْلَهَا ، وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ نَصْبَ ( يَقِينًا ) بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ هُوَ جَوَابُ قَسَمٍ ، وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ كَلَامًا مُسْتَأْنَفًا وَلَا وَجْهَ لِهَذِهِ الْأَقْوَالِ ، وَالضَّمَائِرُ قَبْلَ ( قَتَلُوهُ ) وَبَعْدَهُ
لِعِيسَى ، وَذِكْرُ الْيَقِينِ هُنَا لِقَصْدِ التَّهَكُّمِ بِهِمْ لِإِشْعَارِهِ بِعِلْمِهِمْ فِي الْجُمْلَةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=158بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ رَدٌّ عَلَيْهِمْ وَإِثْبَاتٌ لِمَا هُوَ الصَّحِيحُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ رَفْعِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آلِ عِمْرَانَ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ الْمُرَادُ بِأَهْلِ الْكِتَابِ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، وَالْمَعْنَى : وَمَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَحَدٌ إِلَّا وَاللَّهِ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( بِهِ ) رَاجِعٌ إِلَى
عِيسَى ، وَالضَّمِيرُ فِي ( مَوْتِهِ ) رَاجِعٌ إِلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ، وَهُوَ لَفْظُ أَحَدِ الْمُقَدَّرِ أَوِ الْكِتَابِيِّ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَمُوتُ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ إِلَّا وَقَدْ آمَنَ
بِالْمَسِيحِ ، وَقِيلَ : كِلَا الضَّمِيرَيْنِ
لِعِيسَى ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يَمُوتُ
عِيسَى حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِ كُلُّ كِتَابِيٍّ فِي عَصْرِهِ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ الْأَوَّلُ لِلَّهِ ، وَقِيلَ : إِلَى
مُحَمَّدٍ ، وَقَدِ اخْتَارَ كَوْنَ الضَّمِيرَيْنِ
لِعِيسَى nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَقَالَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ وَهُوَ الظَّاهِرُ ، وَالْمُرَادُ الْإِيمَانُ بِهِ عِنْدَ نُزُولِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا وَرَدَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الْمُتَوَاتِرَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عِيسَى عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ شَهِيدًا يَشْهَدُ عَلَى
الْيَهُودِ بِالتَّكْذِيبِ لَهُ ، وَعَلَى
النَّصَارَى بِالْغُلُوِّ فِيهِ حَتَّى قَالُوا : هُوَ ابْنُ اللَّهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ :
جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : إِنَّ مُوسَى جَاءَ بِالْأَلْوَاحِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَائْتِنَا بِالْأَلْوَاحِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ حَتَّى نُصَدِّقَكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي الْآيَةِ قَالَ :
إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالُوا لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : لَنْ نُبَايِعَكَ عَلَى مَا تَدْعُونَا إِلَيْهِ حَتَّى تَأْتِيَنَا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَى فُلَانٍ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَإِلَى فُلَانٍ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً قَالَ : إِنَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ فَقَدْ رَأَوْهُ ، وَإِنَّمَا قَالُوا جَهْرَةً أَرِنَا اللَّهَ قَالَ : هُوَ مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ قَالَ : جَبَلٌ كَانُوا فِي أَصْلِهِ فَرَفَعَهُ اللَّهُ فَجَعَلَهُ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ، فَقَالَ : لَتَأْخُذُنَّ أَمْرِي أَوْ لَأَرْمِيَنَّكُمْ بِهِ ، فَقَالُوا : نَأْخُذُهُ فَأَمْسَكَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=156وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا قَالَ : رَمَوْهَا بِالزِّنَا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31998_31994_34001لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَفِي الْبَيْتِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ عَيْنٍ فِي الْبَيْتِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً فَقَالَ : إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّكُمْ يَلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلُ مَكَانِي وَيَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي ؟ فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا فَقَالَ لَهُ : اجْلِسْ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ ، فَقَامَ الشَّابُّ فَقَالَ : اجْلِسْ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ ، فَقَامَ الشَّابُّ فَقَالَ : أَنَا ، فَقَالَ : أَنْتَ ذَاكَ فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى ، وَرُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ
الْيَهُودِ فَأَخَذُوا الشَّبَهَ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ صَلَبُوهُ ، فَكَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِهِ وَافْتَرَقُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : كَانَ اللَّهُ فِينَا مَا شَاءَ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ ، فَهَؤُلَاءِ
الْيَعْقُوبِيَّةُ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : كَانَ فِينَا ابْنُ اللَّهِ مَا شَاءَ ثُمَّ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، وَهَؤُلَاءِ
الْنَسْطُورِيَّةِ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : كَانَ فِينَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَهَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ فَتَظَاهَرَتِ الْكَافِرَتَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ فَقَتَلُوهَا ، فَلَمْ يَزَلِ الْإِسْلَامُ طَامِسًا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ [ الصَّفِّ : 14 ] يَعْنِي : الطَّائِفَةَ الَّتِي آمَنَتْ فِي زَمَنِ
عِيسَى nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ يَعْنِي : الَّتِي كَفَرَتْ فِي زَمَنِ
عِيسَى nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا فِي زَمَنِ
عِيسَى بِإِظْهَارِ
مُحَمَّدٍ دِينَهُمْ عَلَى دِينِ الْكَافِرِينَ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ بَعْدَ أَنْ سَاقَهُ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12260أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15342الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَهُ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَصَدَقَ
ابْنُ كَثِيرٍ ، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ مِنْ رِجَالِ الصَّحِيحِ ، وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي كُرَيْبٍ ، عَنْ
أَبِي مُعَاوِيَةَ بِنَحْوِهِ .
وَقَدْ رُوِيَتْ قِصَّتُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنْ طُرُقٍ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَسَاقَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَلَى صِفَةٍ قَرِيبَةٍ مِمَّا فِي الْإِنْجِيلِ ، وَكَذَلِكَ سَاقَهَا
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=157وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا قَالَ : لَمْ يَقْتُلُوا ظَنَّهُمْ يَقِينًا . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
ابْنِ جُوَيْبِرٍ ،
وَالسُّدِّيِّ مِثْلَهُ أَيْضًا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=159وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قَالَ : خُرُوجُ
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طُرُقٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ : قَبْلَ مَوْتِ
عِيسَى . وَأَخْرَجَا عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : قَبْلَ مَوْتِ
الْيَهُودِيِّ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ قَالَ : إِنَّهُ سَيُدْرِكُ أُنَاسٌ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ عِيسَى حِينَ يُبْعَثُ سَيُؤْمِنُونَ بِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ : ( لَيْسَ يَهُودِيٌّ يَمُوتُ أَبَدًا حَتَّى يُؤْمِنَ
بِعِيسَى ، قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ : أَرَأَيْتَ إِنْ خَرَّ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ ؟ قَالَ : يَتَكَلَّمُ بِهِ فِي الْهَوَاءِ ، فَقِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ ضُرِبَ عُنُقُ أَحَدِهِمْ ؟ قَالَ : يَتَلَجْلَجُ بِهِ لِسَانُهُ ) وَقَدْ رُوِيَ نَحْوَ هَذَا عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ ، وَقَالَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ ، وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ التَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ قَبْلَ مَوْتِ
عِيسَى كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَبْلَ هَذَا ، وَقَيَّدَهُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ بِأَنَّهُ يُؤْمِنُ بِهِ مَنْ أَدْرَكَهُ عِنْدَ نُزُولِهِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَحَادِيثُ بِنُزُولِ
عِيسَى حَسْبَمَا أَوْضَحْنَا ذَلِكَ فِي مُؤَلَّفٍ مُسْتَقِلٍّ يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ مَا وَرَدَ
[ ص: 343 ] فِي الْمُنْتَظَرِ
وَالدَّجَّالِ وَالْمَسِيحِ .