nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون nindex.php?page=treesubj&link=29020قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى هما
آدم ، وحواء ، والمقصود أنهم متساوون لاتصالهم بنسب واحد ، وكونه يجمعهم أب واحد وأم واحدة ، وأنه لا موضع للتفاخر بينهم بالأنساب ، وقيل المعنى : أن كل واحد منكم من أب وأم فالكل سواء
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13وجعلناكم شعوبا وقبائل الشعوب جمع شعب بفتح الشين ، وهو الحي العظيم : مثل مضر وربيعة ، والقبائل دونها كبني بكر من ربيعة ،
وبني تميم من
مضر .
قال
الواحدي : هذا قول جماعة من المفسرين ، سموا شعبا لتشعبهم واجتماعهم كشعب أغصان الشجرة ، والشعب من أسماء الأضداد ، يقال شعبته : إذا جمعته ، وشعبته إذا فرقته ، ومنه سميت المنية شعوبا لأنها مفرقة ، فأما الشعب بالكسر فهو الطريق في الجبل .
قال
الجوهري : الشعب ما تشعب من قبائل العرب والعجم ، والجمع الشعوب .
وقال
مجاهد : الشعوب البعيد من النسب ، والقبائل دون ذلك .
وقال
قتادة : الشعوب النسب والأقرب .
وقيل : إن الشعوب عرب
اليمن من قحطان ، والقبائل من
ربيعة ، ومضر وسائر
عدنان .
وقيل : الشعوب بطون العجم ، والقبائل بطون العرب .
وحكى
أبو عبيد أن الشعب أكثر من القبيلة ، ثم القبيلة ، ثم العمارة ، ثم البطن ، ثم الفخذ ، ثم الفصيلة ، ثم العشيرة .
ومما يؤيد ما قاله الجمهور من أن الشعب أكثر من القبيلة قول الشاعر :
قبائل من شعوب ليس فيهم كريم قد يعد ولا نجيب
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13لتعارفوا بتخفيف التاء وأصله لتتعارفوا فحذفت إحدى التاءين .
وقرأ البزي بتشديدها على الإدغام .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بتاءين .
واللام متعلقة ( بخلقناكم ) : أي خلقناكم كذلك ليعرف بعضكم بعضا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ( لتعرفوا ) مضارع عرف .
والفائدة في التعارف أن ينتسب كل واحد منهم إلى نسبه ولا يعتري إلى غيره .
والمقصود من هذا أن الله سبحانه خلقهم كذلك لهذه الفائدة لا للتفاخر بأنسابهم ودعوى أن هذا الشعب أفضل من هذا الشعب ، وهذه القبيلة أكرم من هذه القبيلة ، وهذا البطن أشرف من هذا البطن .
ثم علل سبحانه ما يدل عليه الكلام من
nindex.php?page=treesubj&link=32502_32505النهي عن التفاخر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن أكرمكم عند الله أتقاكم أي : إن التفاضل بينكم إنما هو بالتقوى ، فمن تلبس بها فهو المستحق لأن يكون أكرم ممن لم يتلبس بها وأشرف وأفضل ، فدعوا ما أنتم فيه من التفاخر بالأنساب ، فإن ذلك لا يوجب كرما ولا يثبت شرفا ولا يقتضي فضلا .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن أكرمكم بكسر إن .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بفتحها : أي لأن أكرمكم
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن الله عليم بكل معلوم ومن ذلك أعمالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13خبير بما تسرون وما تعلنون لا تخفى عليه من ذلك خافية .
ولما ذكر سبحانه أن
nindex.php?page=treesubj&link=19865أكرم الناس عند الله أتقاهم له وكان أصل التقوى الإيمان ذكر ما كانت تقوله العرب من دعوى الإيمان ليثبت لهم الشرف والفضل ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا وهم بنو أسد أظهروا الإسلام في سنة مجدبة يريدون الصدقة ، فأمر الله
[ ص: 1395 ] سبحانه رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يرد عليهم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قل لم تؤمنوا أي : لم تصدقوا تصديقا صحيحا عن اعتقاد قلب ، وخلوص نية ، وطمأنينة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولكن قولوا أسلمنا أي استسلمنا خوف القتل والسبي أو للطمع في الصدقة ، وهذه صفة المنافقين لأنهم أسلموا في ظاهر الأمر ولم تؤمن قلوبهم ، ولهذا قال سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان في قلوبكم أي : لم يكن ما أظهرتموه بألسنتكم عن مواطأة قلوبكم ، بل مجرد قول باللسان من دون اعتقاد صحيح ولا نية خالصة ، والجملة إما مستأنفة لتقرير ما قبلها ، أو في محل نصب على الحال ، وفي ( لما ) معنى التوقع .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
nindex.php?page=treesubj&link=28632الإسلام إظهار الخضوع ، وقبول ما أتى به النبي ، وبذلك يحقن الدم ، فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان وصاحبه المؤمن .
وقد أخرج هؤلاء من الإيمان بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان في قلوبكم أي : لم تصدقوا وإنما أسلمتم تعوذا من القتل
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وإن تطيعوا الله ورسوله طاعة صحيحة صادرة عن نيات خالصة ، وقلوب مصدقة غير منافقة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لا يلتكم من أعمالكم شيئا يقال : لات يلت : إذا نقص ، ولاته يليته ويلوته : إذا نقصه ، والمعنى : لا ينقصكم من أعمالكم شيئا .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14يلتكم من لاته يليته كباع يبيعه .
وقرأ
أبو عمرو ( لا يألتكم ) بالهمز من ألته يألته بالفتح في الماضي والكسر في المضارع ، واختار قراءة
أبي عمرو أبو حاتم لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21وما ألتناهم من عملهم من شيء وعليها قول الشاعر :
أبلغ بني أسد عني مغلغلة جهر الرسالة لا ألتا ولا كذبا
واختار
أبو عبيدة قراءة الجمهور ، وعليها قول
nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة بن العجاج :
وليلة ذات ندى سريت ولم يلتني عن سراها ليت
وهما لغتان فصيحتان
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14إن الله غفور أي : بليغ المغفرة لمن فرط منه ذنب
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14رحيم بليغ الرحمة لهم .
ثم لما ذكر سبحانه أن أولئك الذين قالوا آمنا لم يؤمنوا ولا دخل الإيمان في قلوبهم بين المؤمنين المستحقين لإطلاق اسم الإيمان عليهم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله يعني إيمانا صحيحا خالصا عن مواطأة القلب واللسان
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15ثم لم يرتابوا أي : لم يدخل قلوبهم شيء من الريب ولا خالطهم شك من الشكوك
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أي في طاعته وابتغاء مرضاته ، ويدخل في الجهاد الأعمال الصالحة التي أمر الله بها ، فإنها من جملة ما يجاهد المرء نفسه حتى يقوم به ويؤيده ، كما أمر الله سبحانه ، والإشارة بقوله : أولئك إلى الجامعين بين الأمور المذكورة وهو مبتدأ ، وخبره قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15هم الصادقون أي الصادقون في الاتصاف بصفة الإيمان والدخول في عداد أهله ، لا من عداهم ممن أظهر الإسلام بلسانه .
وادعى أنه مؤمن ، ولم يطمئن بالإيمان قلبه ، ولا وصل إليه معناه ، ولا عمل بأعمال أهله ، وهم الأعراب الذين تقدم ذكرهم وسائر أهل النفاق .
ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يقول لأولئك الأعراب وأمثالهم قولا آخر لما ادعوا أنهم مؤمنون ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم التعليم هاهنا بمعنى الإعلام ، ولهذا دخلت الباء في بدينكم أي : أتخبرونه بذلك حيث قلتم آمنا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض فكيف يخفى عليه بطلان ما تدعونه من الإيمان ، والجملة في محل النصب على الحال من مفعول تعلمون
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16والله بكل شيء عليم لا تخفى عليه من ذلك خافية ، وقد علم ما تبطنونه من الكفر وتظهرونه من الإسلام لخوف الضراء ورجاء النفع .
ثم أخبر الله سبحانه رسوله بما يقوله لهم عند المن عليه منهم بما يدعونه من الإسلام فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا أي يعدون إسلامهم منة عليك حيث قالوا : جئناك بالأثقال والعيال ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، وبنو فلان
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17قل لا تمنوا علي إسلامكم أي لا تعدوه منة علي ، فإن الإسلام هو المنة التي لا يطلب وليها ثوابا لمن أنعم بها عليه ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان أي أرشدكم إليه وأراكم طريقه سواء وصلتم إلى المطلوب أم لم تصلوا إليه ، وانتصاب ( إسلامكم ) إما على أنه مفعول به على تضمين ( يمنون ) معنى يعدون ، أو بنزع الخافض : أي لأن أسلموا ، وهكذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أن هداكم للإيمان فإنه يحتمل الوجهين
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17إن كنتم صادقين فيما تدعونه ، والجواب محذوف يدل عليه ما قبله : أي : إن كنتم صادقين فلله المنة عليكم .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أن هداكم بفتح ( أن ) ، وقرأ عاصم بكسرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إن الله يعلم غيب السماوات والأرض أي : ما غاب فيهما
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18والله بصير بما تعملون لا يخفى عليه من ذلك شيء ، فهو مجازيكم بالخير خيرا وبالشر شرا .
قرأ الجمهور تعملون على الخطاب ، وقرأ
ابن كثير على الغيبة .
وقد أخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في الدلائل
عن ، nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة قال : لما كان يوم الفتح رقي بلال فأذن على الكعبة ، فقال بعض الناس : أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة . وقال بعضهم : إن يسخط الله هذا يغيره ، فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج نحوه .
وأخرج
أبو داود في مراسيله ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في سننه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021453أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم ، فقالوا : يا رسول الله ، أنزوج بناتنا موالينا ؟ فنزلت هذه الآية .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أن هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى هي مكية ، وهي للعرب خاصة الموالي ، أي قبيلة لهم ، وأي شعاب ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إن أكرمكم عند الله أتقاكم فقال : أتقاكم للشرك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : الشعوب القبائل العظام ، والقبائل البطون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : الشعوب الجماع ، والقبائل الأفخاذ التي يتعارفون بها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عنه أيضا قال : القبائل الأفخاذ ، والشعوب الجمهور
[ ص: 1396 ] مثل
مضر . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وغيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021454سئل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أي الناس أكرم ؟ قال : أكرمهم عند الله أتقاهم . قالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : nindex.php?page=treesubj&link=31902فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله . قالوا : ليس عن هذا نسألك . قال : فعن معادن العرب تسألوني ؟ قالوا : نعم . قال : خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وقد وردت أحاديث في الصحيح ، وغيره أن التقوى هي التي يتفاضل بها العباد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا قال أعراب
بني أسد ، وخزيمة ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولكن قولوا أسلمنا مخافة القتل والسبي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
قتادة ، أنها نزلت في
بني أسد .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه ، قال
السيوطي بسند حسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021455أن ناسا من العرب قالوا : يا رسول الله ، أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحوه . وذكر أنهم
بنو أسد .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29020قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى هُمَا
آدَمُ ، وَحَوَّاءُ ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُمْ مُتَسَاوُونَ لِاتِّصَالِهِمْ بِنَسَبٍ وَاحِدٍ ، وَكَوْنِهِ يَجْمَعُهُمْ أَبٌ وَاحِدٌ وَأُمٌّ وَاحِدَةٌ ، وَأَنَّهُ لَا مَوْضِعَ لِلتَّفَاخُرِ بَيْنَهُمْ بِالْأَنْسَابِ ، وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ فَالْكُلُّ سَوَاءٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ الشُّعُوبُ جَمْعُ شَعْبٍ بِفَتْحِ الشِّينِ ، وَهُوَ الْحَيُّ الْعَظِيمُ : مِثْلُ مُضَرَ وَرَبِيعَةَ ، وَالْقَبَائِلُ دُونَهَا كَبَنِي بَكْرٍ مِنْ رَبِيعَةَ ،
وَبَنِي تَمِيمٍ مِنْ
مُضَرَ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : هَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، سُمُّوا شَعْبًا لِتَشَعُّبِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ كَشُعَبِ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ ، وَالشَّعْبُ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَضْدَادِ ، يُقَالُ شَعَبْتُهُ : إِذَا جَمَعْتَهُ ، وَشَعَبْتُهُ إِذَا فَرَّقْتَهُ ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمَنِيَّةُ شَعُوبًا لِأَنَّهَا مُفَرِّقَةٌ ، فَأَمَّا الشِّعْبُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الشَّعْبُ مَا تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَالْجَمْعُ الشُّعُوبُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الشُّعُوبُ الْبَعِيدُ مِنَ النَّسَبِ ، وَالْقَبَائِلُ دُونَ ذَلِكَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : الشُّعُوبُ النَّسَبُ وَالْأَقْرَبُ .
وَقِيلَ : إِنَّ الشُّعُوبَ عَرَبُ
الْيَمَنِ مِنْ قَحْطَانَ ، وَالْقَبَائِلَ مِنْ
رَبِيعَةَ ، وَمُضَرَ وَسَائِرِ
عَدْنَانَ .
وَقِيلَ : الشُّعُوبُ بُطُونُ الْعَجَمِ ، وَالْقَبَائِلُ بُطُونِ الْعَرَبِ .
وَحَكَى
أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ الشَّعْبَ أَكْثَرُ مِنَ الْقَبِيلَةِ ، ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ، ثُمَّ الْعِمَارَةُ ، ثُمَّ الْبَطْنُ ، ثُمَّ الْفَخِذُ ، ثُمَّ الْفَصِيلَةُ ، ثُمَّ الْعَشِيرَةُ .
وَمِمَّا يُؤَيِّدُ مَا قَالَهُ الْجُمْهُورُ مِنْ أَنَّ الشَّعْبَ أَكْثَرُ مِنَ الْقَبِيلَةِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
قَبَائِلُ مِنْ شُعُوبٍ لَيْسَ فِيهِمْ كَرِيمٌ قَدْ يُعَدُّ وَلَا نَجِيبُ
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13لِتَعَارَفُوا بِتَخْفِيفِ التَّاءِ وَأَصْلُهُ لِتَتَعَارَفُوا فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ .
وَقَرَأَ الْبَزِّيُّ بِتَشْدِيدِهَا عَلَى الْإِدْغَامِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ بِتَاءَيْنِ .
وَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ ( بِخَلَقْنَاكُمْ ) : أَيْ خَلَقْنَاكُمْ كَذَلِكَ لِيَعْرِفَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ( لِتَعْرِفُوا ) مُضَارِعَ عَرَفَ .
وَالْفَائِدَةُ فِي التَّعَارُفِ أَنْ يَنْتَسِبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى نَسَبِهِ وَلَا يَعْتَرِي إِلَى غَيْرِهِ .
وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَهُمْ كَذَلِكَ لِهَذِهِ الْفَائِدَةِ لَا لِلتَّفَاخُرِ بِأَنْسَابِهِمْ وَدَعْوَى أَنَّ هَذَا الشَّعْبَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا الشَّعْبِ ، وَهَذِهِ الْقَبِيلَةَ أَكْرَمُ مِنْ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ ، وَهَذَا الْبَطْنَ أَشْرَفُ مِنْ هَذَا الْبَطْنِ .
ثُمَّ عَلَّلَ سُبْحَانَهُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=32502_32505النَّهْيِ عَنِ التَّفَاخُرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ أَيْ : إِنَّ التَّفَاضُلَ بَيْنَكُمْ إِنَّمَا هُوَ بِالتَّقْوَى ، فَمَنْ تَلَبَّسَ بِهَا فَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِأَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ مِمَّنْ لَمْ يَتَلَبَّسْ بِهَا وَأَشْرَفَ وَأَفْضَلَ ، فَدَعُوا مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ التَّفَاخُرِ بِالْأَنْسَابِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُوجِبُ كَرَمًا وَلَا يُثْبِتُ شَرَفًا وَلَا يَقْتَضِي فَضْلًا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إِنَّ أَكْرَمَكُمْ بِكَسْرِ إِنَّ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ بِفَتْحِهَا : أَيْ لِأَنَّ أَكْرَمَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِكُلِّ مَعْلُومٍ وَمِنْ ذَلِكَ أَعْمَالُكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13خَبِيرٌ بِمَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ خَافِيَةٌ .
وَلَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19865أَكْرَمَ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ لَهُ وَكَانَ أَصْلُ التَّقْوَى الْإِيمَانَ ذَكَرَ مَا كَانَتْ تَقُولُهُ الْعَرَبُ مِنْ دَعْوَى الْإِيمَانِ لِيُثْبِتَ لَهُمُ الشَّرَفَ وَالْفَضْلَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا وَهُمْ بَنُو أَسَدٍ أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ فِي سَنَةٍ مُجْدِبَةٍ يُرِيدُونَ الصَّدَقَةَ ، فَأَمَرَ اللَّهُ
[ ص: 1395 ] سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَيْ : لَمْ تُصَدِّقُوا تَصْدِيقًا صَحِيحًا عَنِ اعْتِقَادِ قَلْبٍ ، وَخُلُوصِ نِيَّةٍ ، وَطُمَأْنِينَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا أَيِ اسْتَسْلَمْنَا خَوْفَ الْقَتْلِ وَالسَّبْيِ أَوْ لِلطَّمَعِ فِي الصَّدَقَةِ ، وَهَذِهِ صِفَةُ الْمُنَافِقِينَ لِأَنَّهُمْ أَسْلَمُوا فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ، وَلِهَذَا قَالَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ أَيْ : لَمْ يَكُنْ مَا أَظْهَرْتُمُوهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ عَنْ مُوَاطَأَةِ قُلُوبِكُمْ ، بَلْ مُجَرَّدُ قَوْلٍ بِاللِّسَانِ مِنْ دُونِ اعْتِقَادٍ صَحِيحٍ وَلَا نِيَّةٍ خَالِصَةٍ ، وَالْجُمْلَةُ إِمَّا مُسْتَأْنَفَةٌ لِتَقْرِيرِ مَا قَبْلَهَا ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَفِي ( لَمَّا ) مَعْنَى التَّوَقُّعِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28632الْإِسْلَامُ إِظْهَارُ الْخُضُوعِ ، وَقَبُولُ مَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّ ، وَبِذَلِكَ يُحْقَنُ الدَّمُ ، فَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ الْإِظْهَارِ اعْتِقَادٌ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ فَذَلِكَ الْإِيمَانُ وَصَاحِبُهُ الْمُؤْمِنُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْإِيمَانِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ أَيْ : لَمْ تُصَدِّقُوا وَإِنَّمَا أَسْلَمْتُمْ تَعُوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ طَاعَةً صَحِيحَةً صَادِرَةً عَنْ نِيَّاتٍ خَالِصَةٍ ، وَقُلُوبٍ مُصَدِّقَةٍ غَيْرِ مُنَافِقَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا يُقَالُ : لَاتَ يَلِتُ : إِذَا نَقَصَ ، وَلَاتَهُ يَلِيتُهُ وَيَلُوتُهُ : إِذَا نَقَصَهُ ، وَالْمَعْنَى : لَا يَنْقُصُكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14يَلِتْكُمْ مِنْ لَاتَهُ يَلِيتُهُ كَبَاعَ يَبِيعُهُ .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ( لَا يَأْلِتْكُمْ ) بِالْهَمْزِ مِنْ أَلَتَهُ يَأْلِتُهُ بِالْفَتْحِ فِي الْمَاضِي وَالْكَسْرِ فِي الْمُضَارِعِ ، وَاخْتَارَ قِرَاءَةَ
أَبِي عَمْرٍو أَبُو حَاتِمٍ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَعَلَيْهَا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَبْلِغْ بَنِي أَسَدٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً جَهْرَ الرِّسَالَةِ لَا أَلْتًا وَلَا كَذِبَا
وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدَةَ قِرَاءَةَ الْجُمْهُورِ ، وَعَلَيْهَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15876رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
وَلَيْلَةٍ ذَاتِ نَدًى سَرَيْتُ وَلَمْ يَلِتْنِي عَنْ سُرَاهَا لَيْتُ
وَهُمَا لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ أَيْ : بَلِيغُ الْمَغْفِرَةِ لِمَنْ فَرَطَ مِنْهُ ذَنْبٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14رَحِيمٌ بَلِيغُ الرَّحْمَةِ لَهُمْ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا لَمْ يُؤْمِنُوا وَلَا دَخَلَ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ بَيَّنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُسْتَحِقِّينَ لِإِطْلَاقِ اسْمِ الْإِيمَانِ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ يَعْنِي إِيمَانًا صَحِيحًا خَالِصًا عَنْ مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا أَيْ : لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الرَّيْبِ وَلَا خَالَطَهُمْ شَكٌّ مِنَ الشُّكُوكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيْ فِي طَاعَتِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ ، وَيَدْخُلُ فِي الْجِهَادِ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا ، فَإِنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ مَا يُجَاهِدُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُومَ بِهِ وَيُؤَيِّدَهُ ، كَمَا أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ إِلَى الْجَامِعِينَ بَيْنَ الْأُمُورِ الْمَذْكُورَةِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَخَبَرُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15هُمُ الصَّادِقُونَ أَيِ الصَّادِقُونَ فِي الِاتِّصَافِ بِصِفَةِ الْإِيمَانِ وَالدُّخُولِ فِي عِدَادِ أَهْلِهِ ، لَا مَنْ عَدَاهُمْ مِمَّنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ بِلِسَانِهِ .
وَادَّعَى أَنَّهُ مُؤْمِنٌ ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ بِالْإِيمَانِ قَلْبُهُ ، وَلَا وَصَلَ إِلَيْهِ مَعْنَاهُ ، وَلَا عَمِلَ بِأَعْمَالِ أَهْلِهِ ، وَهُمُ الْأَعْرَابُ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ وَسَائِرُ أَهْلِ النِّفَاقِ .
ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ أَنْ يَقُولَ لِأُولَئِكَ الْأَعْرَابِ وَأَمْثَالِهِمْ قَوْلًا آخَرَ لَمَّا ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ التَّعْلِيمُ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْإِعْلَامِ ، وَلِهَذَا دَخَلَتِ الْبَاءُ فِي بِدِينِكُمْ أَيْ : أَتُخْبِرُونَهُ بِذَلِكَ حَيْثُ قُلْتُمْ آمَنَّا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ فَكَيْفَ يَخْفَى عَلَيْهِ بُطْلَانُ مَا تَدَّعُونَهُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِ مِنْ مَفْعُولِ تُعَلِّمُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ خَافِيَةٌ ، وَقَدْ عَلِمَ مَا تُبْطِنُونَهُ مِنَ الْكُفْرِ وَتُظْهِرُونَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ لِخَوْفِ الضَّرَّاءِ وَرَجَاءِ النَّفْعِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ بِمَا يَقُولُهُ لَهُمْ عِنْدَ الْمَنِّ عَلَيْهِ مِنْهُمْ بِمَا يَدَّعُونَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا أَيْ يَعُدُّونَ إِسْلَامَهُمْ مِنَّةً عَلَيْكَ حَيْثُ قَالُوا : جِئْنَاكَ بِالْأَثْقَالِ وَالْعِيَالِ ، وَلَمْ نُقَاتِلْكَ كَمَا قَاتَلَكَ بَنُو فُلَانٍ ، وَبَنُو فُلَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ أَيْ لَا تَعُدُّوهُ مِنَّةً عَلَيَّ ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ الْمِنَّةُ الَّتِي لَا يَطْلُبُ وَلِيُّهَا ثَوَابًا لِمَنْ أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ أَيْ أَرْشَدَكُمْ إِلَيْهِ وَأَرَاكُمْ طَرِيقَهُ سَوَاءً وَصَلْتُمْ إِلَى الْمَطْلُوبِ أَمْ لَمْ تَصِلُوا إِلَيْهِ ، وَانْتِصَابُ ( إِسْلَامَكُمْ ) إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ عَلَى تَضْمِينِ ( يَمُنُّونَ ) مَعْنَى يَعُدُّونَ ، أَوْ بِنَزْعِ الْخَافِضِ : أَيْ لِأَنْ أَسْلَمُوا ، وَهَكَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ فَإِنَّهُ يَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِيمَا تَدَّعُونَهُ ، وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ : أَيْ : إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلِلَّهِ الْمِنَّةُ عَلَيْكُمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أَنْ هَدَاكُمْ بِفَتْحِ ( أَنْ ) ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ بِكَسْرِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَيْ : مَا غَابَ فِيهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ بِالْخَيْرِ خَيْرًا وَبِالشَّرِّ شَرًّا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ تَعْمَلُونَ عَلَى الْخِطَابِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ عَلَى الْغَيْبَةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ
عَنِ ، nindex.php?page=showalam&ids=12531ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ رَقِيَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ عَلَى الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : أَهَذَا الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ يُؤَذِّنُ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنْ يَسْخَطِ اللَّهُ هَذَا يُغَيِّرْهُ ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي مَرَاسِيلِهِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021453أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَنِي بَيَاضَةَ أَنْ يُزَوِّجُوا أَبَا هِنْدٍ امْرَأَةً مِنْهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنُزَوِّجُ بَنَاتِنَا مُوَالِيَنَا ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى هِيَ مَكِّيَّةٌ ، وَهِيَ لِلْعَرَبِ خَاصَّةً الْمَوَالِيَ ، أَيُّ قَبِيلَةٍ لَهُمْ ، وَأَيُّ شِعَابٍ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ فَقَالَ : أَتْقَاكُمْ لِلشِّرْكِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الشُّعُوبُ الْقَبَائِلُ الْعِظَامُ ، وَالْقَبَائِلُ الْبُطُونُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : الشُّعُوبُ الْجُمَّاعُ ، وَالْقَبَائِلُ الْأَفْخَاذُ الَّتِي يَتَعَارَفُونَ بِهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : الْقَبَائِلُ الْأَفْخَاذُ ، وَالشُّعُوبُ الْجُمْهُورُ
[ ص: 1396 ] مِثْلُ
مُضَرَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021454سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ ؟ قَالَ : أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ . قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=31902فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ . قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ . قَالَ : فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ فِي الصَّحِيحِ ، وَغَيْرِهِ أَنَّ التَّقْوَى هِيَ الَّتِي يَتَفَاضَلُ بِهَا الْعِبَادُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قَالَ أَعْرَابُ
بَنِي أَسَدٍ ، وَخُزَيْمَةَ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا مَخَافَةَ الْقَتْلِ وَالسَّبْيِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
بَنِي أَسَدٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=51عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021455أَنَّ نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَسْلَمْنَا وَلَمْ نُقَاتِلْكَ كَمَا قَاتَلَكَ بَنُو فُلَانٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ . وَذَكَرَ أَنَّهُمْ
بَنُو أَسَدٍ .