السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخاف جدًا من العلاقة الزوجية لما قرأت عنها في موقعكم وعن آلامها، وأخاف كثيرًا من الإنجاب والإجهاض. أعلم أن الأولاد زينة الحياة، ولكن أيضًا لأن والدي رباني على فعل ما هو حلال واجتناب كل حرام، فلما كبرت ورأيت الفرق بين ما أفعله ولا أفعله وما يفعله كثير من الناس، شكل لي الأمر عقدة.
أصبحت لا أخرج من البيت إلا لضرورة قصوى، لكي لا أعرض نفسي لرؤية أشياء أنا أيضًا أستطيع فعلها، ولكن لحرمتها لا أفعلها، ولما كبرت أيضًا، أصبحت أقرأ بنفسي على موقعكم، لأزيد من معرفتي بالدين، وما أمرني الله به وما نهاني عنه، فزادت حدودي وتغير قصدي، أصبحت أفكر في حياتي: إن كنت لا أعرف حرمة بعض الأشياء، أشعر أنها كانت ستكون أسهل، وكنت لن أعاقب على ما فعلت من حرام أو خطأ في الآخرة، لأني كنت جاهلة، ولكن أيضًا أعلم أنه يجب التفقه في الدين، وهو شيء يزيد من القيود على الإنسان، وعندما يخرج ويرى ما يفعل الناس، يستصعب ذلك، أو لا يبالي، ويثبت على ما هو فيه، ويعلم أنه على حق، رغم فعل أغلب الناس لعكسه.
لا أزكي نفسي على أحد، ولكن إن أنجبت أطفالًا، فسأربيهم على ما لا يفعله الناس، وعندما يكبرون سيجدون أنهم ممسكون بالجمرة، وأنهم غرباء بفعلهم ما أمر الله ورسوله.
يصعب عليّ أيضًا الاقتناع بأنني ووالدهم لن نكون المؤثرين الوحيدين في حياتهم، وأخاف من انفلاتهم ودخولي في دوامات ودوامات، كنت في غنى عنها إن لم أتزوج بمن أحب.
أعلم أن رحلة الزواج والإنجاب حلوة، ويكفي أنني مع من أحب ويحبني، ولكن بها أيضًا ما يقلق، أستطيع أن آخذ الأمور ببساطتها وأن أسهلها على نفسي الآن، ولكن أخاف أيضًا من أن أعود للتفكير، أو أن أندم فيما بعد، لأني استسهلت أمرًا ليس بتلك السهولة.
هو أخبرني أني إن لم أنجب -لا قدر الله-، فإنه سيتفهم لأنه يحبني، ولكن هو أكبر إخوانه، وأعلم مما قرأت ورأيت أن الأهل في حالته يريدون أن يروا أطفاله وأحفادهم، وإن كنت أنا لا أستطيع، فإنه وإن لم يبحث عن زوجة أخرى، فقد يقنعه أهله بذلك، أو يوقعون بيننا، حتى وإن كانوا يحبونني.
أنا في توتر شديد من كل شيء في هذا الموضوع، ورغم خوفي الشديد منه، إلا أنني لا أستطيع أن أقرر رفضه، لأنني أخاف أن أندم أيضًا على رفض من كنت أحبه ويحبني، وأخاف أن أريد في يوم من الأيام أطفالًا.
لا أعلم من أين قد يأتيني شعور بذلك، ولكن لا أعلم ما قدر الله لي في هذه الحياة، الشخص الذي أخبرتكم عنه كل ما رأيته منه مقبول، مستوى تعليمه، أخلاقه، تعامله مع أهله، أشيروا عليّ.