الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خمول الجسم وشدة الإرهاق..هل سببهما نفسي كما قال الطبيب؟

السؤال

أشعر بتعب وإرهاق شديد عند القيام بأي عمل، حتى لو كان خفيفًا، كنت في السابق أعاني من وسواس قهري واكتئاب منذ عشر سنوات، وراجعت طبيبًا وصف لي علاجًا، والحمد لله تحسنت عليه.

لكن في الفترة الأخيرة، بدأت أشعر بلسعات تشبه لسع الكهرباء، مع ضغط على العين، وصداع، وألم في مؤخرة الرقبة، بالإضافة إلى تلك اللسعات الكهربائية.

ذهبت إلى طبيب آخر، وأخبرني أن هذه أعراض جسدية سببها نفسي، ووصف لي السيرباس والسولايان، لكن الأعراض ما زالت كما هي، بل ازدادت حالة الخمول في الجسم، وأصبحت أشعر بإرهاق شديد، ولم أعد أملك القدرة على القيام بأي عمل.

أنام كثيرًا، وأشعر بخمول دائم، وقد تعبت من هذا الوضع، تركت عملي، وأهملت كل شيء، حتى نفسي، فأرجو منكم المساعدة.

وجزاكم الله خيرًا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أعراض الشعور بالإجهاد والتعب الشديد قد تكون ناتجة عن أسباب عضوية وأسباب نفسية، ومن الأسباب النفسية طبعًا الاكتئاب النفسي، أمَّا الأسباب العضوية فهي كثيرة، منها: فقر الدم، وعجز الغدة الدرقية، فأرجو أن تجري فحوصات عامة، وهي فحوصات بسيطة جدًّا:
• تأكد من مستوى الدم لديك.
• وظائف الكلى والكبد.
• وظائف الغدة الدرقية.
• مستوى فيتامين (D).
• مستوى فيتامين (B12).

هذه مهمّة جدًّا، خاصة في مثل عمرك، فأرجو أن تتأكد من هذه الفحوصات.

بقي من الناحية النفسية، أقول لك: الأدوية التي كتبها لك الطبيب جيدة، الـ (سيرباس - Serpass)، والـ(سوليان - Solian)، لكن عقار (بروزاك - Prozac) والذي يعرف باسم (فلوكسيتين - Fluoxetine) ربما يكون أفضل من السيرباس.

وجرعة الفلوكسيتين المطلوبة في حالتك هي: أن تبدأ بـ 20 ملغ في الصباح، وبعد شهر يمكن أن ترفع الجرعة إلى 40 ملغ يوميًّا، على الأقل تتناولها لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكن أن تخفضها إلى 20 ملغ يوميًّا.

هذا الدواء صراحةً سليم جدًّا، ويعالج الاكتئاب، كما أنه كثيرًا ما يسهل الإقدام على التواصل الاجتماعي والقيام بالعمل، ويزيد من التحفيز والشغف، فأنا أراه دواء مناسبًا جدًّا لحالتك، لكن طبعًا نترك أمر التغيير لطبيبك.

يوجد دواء آخر أيضًا يسمى (ويلبوترين - Wellbutrin)، واسمه العلمي (بوبروبيون - Bupropion)، هذا مضاد للاكتئاب، لكنه دواء خفيف نسبيًّا من حيث الفعالية ضد الاكتئاب، لكنه يتميز بأنه لا يزيد الوزن، ويحسن الطاقات الجسدية والنفسية عند الإنسان، كما أنه يحسن الأداء الجنسي عند المتزوجين، هذا أيضًا ربما يكون خيارًا جيداً -أخي الكريم-.

أخي: هنالك أدعية مأثورة عظيمة، بجانب أذكار الصباح والمساء، من تلك الأدعية: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجُبن والبُخل، وأعوذ بك من غَلَبة الدَّين وقهر الرجال»، هذه أدعية عظيمة جدًّا.

كذلك ممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك، وعلى وجه الخصوص رياضة المشي، في البداية ربما تحس أن ممارسة الرياضة سوف تكون عبئًا ثقيلًا عليك، لكن بعد أيام قليلة سوف تجدها شيئًا ممتازًا وشيئًا منعشًا، فعليك بالرياضة.

وطبعًا لا بد أن تتجنب السهر، ويمكن أن تتناول مثلًا قهوة مركزة في الصباح، هذا أيضًا يحسن من الدافعية، وعليك أيضًا أن تهتم بغذائك.

أنا أعتبر أن حالتك حالة اكتئابية، وربما تكون هنالك أيضًا أمور عضوية بسيطة، كفقر الدم مثلًا، فأرجو أن تتأكد من ذلك.

أمَّا الشعور بمثل لسع الكهرباء؛ فهذا دليل على القلق، والقلق كثيرًا ما يكون مصاحبًا للاكتئاب، ولذلك الرياضة مهمة جدًّا في علاج هذه الحالات، كما أن عقار سوليان مفيد جدًّا في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً