السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مغتربة في بلد أوروبي، ولديَّ ثلاثة أولاد، وكنت أرسلتُ لكم استشارة قبل وقت قصير بخصوص أمري، لكنكم رددتم بردّ فهمتُ منه أنكم لم تفهموا سؤالي جيدًا.
أنا في ضيق شديد من أمري، بعد أن اكتشفتُ -صدفة- أن زوجي يشرب الخمر خلسة في الليل، بعد أن وجدتُ زجاجة الخمر بيده ذات ليلة، وعندما واجهته أنكر واتهمني بالكذب، وقال: إنه ليس بخمر، مع أني متأكدة، وقد قرأتُ نسبة الكحول على الزجاجة بيده حينها، ومع ذلك سامحته بناء على كلامه، لأنني أريد أن أحافظ على بيتي.
بعد فترة قصيرة اكتشفتُ أنه على علاقة بفتاة أخرى ويريد الزواج منها، وعندما واجهته أنكر عليَّ غضبي، وقال: إن ذلك من حقه، وطلب مني الطلاق المدني، وأن أبقى زوجته على سُنّة الله، لكي يستطيع الزواج من الأخرى، وهنا كانت صدمتي الكبيرة، وفقدت السيطرة على نفسي وأعصابي وانهرت تمامًا، فغيّر رأيه حينها عندما رأى حزني الشديد، ووعدني ألَّا يعود لذلك مرة أخرى، وأنه لا يريد غيري، فسامحته أيضًا، وحاولتُ بشتى الطرق إرضاءه منذ ذلك الوقت.
بعد أقل من أسبوع وجدته نائمًا وبيده زجاجة بيرة مرة أخرى، فصُدمتُ صدمة كبيرة منه، ورفضتُ الحديث معه تمامًا، وأنكر عليَّ غضبي، وكذَّبني تمامًا فيما رأيت، وأحضر زجاجة بيرة بدون كحول أخرى، وقال: إنها هي التي كانت بيده، وإنها بدون كحول، لكن لم تكن نفسها، وناقض نفسه في الحديث، ثم قال بعدها: إنه أفرغ البيرة الخالية من الكحول داخل الزجاجة الأخرى للبيرة التي تحتوي على الكحول، ولا يعرف لماذا فعل ذلك -هذا على كلامه- وأنا لم أصدقه أبدًا، ولا أقدر على مسامحته بسبب كذبه ومعصيته، وبسبب إصراره على إيذائي نفسيًا؛ فهو يحاول إقناعي بأنه يُتهيأ لي، ويحلف بالله أنه لم يشرب، وأنا متأكدة مما رأيتُ وقرأتُ نسبة الكحول بنفسي، ليزرع الشك والوسواس في قلبي، كي أنسى وأتراجع.
وصلتُ إلى مرحلة لا أعرف كيف أتصرف فيها، أسير في المنزل، وأشم رائحة الخمر في كل مكان بسبب قهري، وليس لديَّ أحد أستشيره أبدًا، وأهلي في وضع صعب جدًّا في بلدهم، ولا أستطيع اللجوء إليهم أبدًا.
أرجوكم أفيدوني كيف أتصرف، فأنا مدمَّرة تمامًا، ولا أعرف أين أتجه بحياتي معه، لا أستطيع مسامحته، ولكن أنظر إلى أطفالي بعين أخرى، هل أموت من أجلهم؟