الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجبرها أهلها على الزواج من شخص تكرهه، وقلبها مملوء بالغيظ عليهم

السؤال

أجبرني أهلي على الزواج من شخص أبغضه وأكرهه كرهًا شديدًا منذ عشرين عامًا، رغم توسلاتي لهم. فكيف أستطيع مسامحتهم وبرّهم، وفي قلبي غضب شديد تجاههم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحقّ الوالدين عظيم، ولا يسقط برهما بظلمهما أو إساءتهما إلى الولد، فالواجب على كل حال برّهما، ومصاحبتهما بالمعروف، وإذا قمت بما عليك نحوهما؛ فلا إثم عليك إن شاء الله فيما تجدينه في نفسك عليهما. وراجعي الفتوى: 417736.

ونصيحتنا لك: أن لا تستسلمي لما تجدينه في قلبك نحوهما، واحرصي على مجاهدة نفسك والتحلي بالحلم والمسامحة والعفو، ومما يعينك على ذلك؛ الاستعانة بالله تعالى وكثرة دعائه وذكره، فكثرة الذكر من أعظم أسباب سعة الصدر، وتفكري في عظم حقّ والديك وفضلهما عليك فيما تحملا وصبرا في الرعاية والتربية، وفي عظم أجر الصفح والعفو، وأكثري من الدعاء لهما بظهر الغيب، فإنّ ذلك يذهب عنك نزغات الشيطان بإذن الله، وبادريهما بالكلام الطيب والفعال الجميلة.

قال الغزالي -رحمه الله- في الإحياء: بل المجاملة تكلّفا كانت أو طبعًا، تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلّل مرغوبها، وتعوّد القلوب التآلف والتحاب، وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد، وغمّ التباغض. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني