nindex.php?page=treesubj&link=29294_29680_29694_30526_30538_32096_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يا قومنا أجيبوا داعي الله أرادوا به ما سمعوه من الكتاب ووصفوه بالدعوة إلى الله تعالى بعد ما وصفوه بالهداية إلى الحق والطريق المستقيم لتلازمهما، وفي الجمع بينهما ترغيب لهم في الإجابة أي ترغيب، وجوز أن يكون أرادوا به الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31وآمنوا به أي بداعي الله تعالى أو بالله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يغفر لكم من ذنوبكم أي بعض ذنوبكم قيل: وهو ما كان خالص حقه عز وجل فإن حقوق العباد لا تغفر بالإيمان. وتعقبه
ابن المنير بأن
nindex.php?page=treesubj&link=8085الحربي إذا نهب الأموال وسفك الدماء ثم حسن إسلامه جب إسلامه إثم ما تقدم بلا إشكال ثم قال ويقال: إنه لم يرد وعد المغفرة للكافرين على تقدير الإيمان في كتاب الله تعالى إلا مبعضة وهذا منه فإن لم يكن لاطراده كذلك سر فما هو إلا أن مقام الكافرين قبض لا بسط فلذلك لم يبسط رجاؤه في مغفرة جملة الذنوب، وقد ورد في حق المؤمنين كثيرا، ورده صاحب الإنصاف بأن مقام ترغيب الكافر في الإسلام بسط لا قبض وقد أمر الله تعالى أن يقول
لفرعون: nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44قولا لينا وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وهي غير مبعضة و ( ما ) للعموم لا سيما وقد وقعت في الشرط.
وقال بعض أجلة المحققين: إن الحربي وإن كان إذا أسلم لا تبقى عليه تبعة أصلا لكن الذمي إذا أسلم تبقى عليه حقوق الآدميين، والقوم- كما نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء - كانوا يهودا فتبقى عليهم تبعاتهم فيما بينهم إذا أسلموا جميعا من غير حرب فلما كان الخطاب معهم جيء بما يدل على التبعيض، وقيل: جيء به لعدم علم الجن بعد بأن الإسلام يجب إثم ما قبله مطلقا وفيه توقف، وقد يقال: أرادوا بالبعض الذنوب السالفة ولو لم يقولوا ذلك لتوهم المخاطبون أنهم إن أجابوا داعي الله تعالى وآمنوا به يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، وقيل: من زائدة أي يغفر لكم ذنوبكم
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31ويجركم من عذاب أليم معد للكفرة، وهذا ونحوه يدل على أن الجن
[ ص: 33 ] مكلفون، ولم ينص هاهنا على ثوابهم إذا أطاعوا، وعمومات الآيات تدل على الثواب، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لهم ثواب وعليهم عقاب يلتقون في الجنة ويزدحمون على أبوابها، ولعل الاقتصار هنا على ما ذكر لما فيه من التذكير بالذنوب والمقام مقام الإنذار فلذا لم يذكر فيه شيء من الثواب، وقيل: لا ثواب لمطيعيهم إلا النجاة من النار فيقال لهم: كونوا ترابا فيكونون ترابا، وهذا مذهب
ليث بن أبي سليم وجماعة ونسب إلى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، وقال
النسفي في التيسير: توقف
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة في ثواب الجن في الجنة ونعيمهم لأنه لا استحقاق للعبد على الله تعالى ولم يقل بطريق الوعد في حقهم إلا المغفرة والإجارة من العذاب، وأما نعيم الجنة فموقوف على الدليل.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز إن مؤمني الجن حول الجنة في ربض وليسوا فيها، وقيل: يدخلون الجنة ويلهمون التسبيح والذكر فيصيبون من لذة ذلك ما يصيبه بنو
آدم من لذائذهم، قال
النووي في شرح صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : والصحيح أنهم يدخلونها ويتنعمون فيها بالأكل والشرب وغيرهما، وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ومالك بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى وغيرهم
nindex.php?page=treesubj&link=29294_29680_29694_30526_30538_32096_29017nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ أَرَادُوا بِهِ مَا سَمِعُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَوَصَفُوهُ بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ مَا وَصَفُوهُ بِالْهِدَايَةِ إِلَى الْحَقِّ وَالطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ لِتَلَازُمِهِمَا، وَفِي الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا تَرْغِيبٌ لَهُمْ فِي الْإِجَابَةِ أَيَّ تَرْغِيبٍ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ أَرَادُوا بِهِ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31وَآمِنُوا بِهِ أَيْ بِدَاعِي اللَّهِ تَعَالَى أَوْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ أَيْ بَعْضَ ذُنُوبِكُمْ قِيلَ: وَهُوَ مَا كَانَ خَالِصَ حَقِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ حُقُوقَ الْعِبَادِ لَا تُغْفَرُ بِالْإِيمَانِ. وَتَعَقَّبَهُ
ابْنُ الْمُنِيرِ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=8085الْحَرْبِيَّ إِذَا نَهَبَ الْأَمْوَالَ وَسَفَكَ الدِّمَاءَ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ جَبَّ إِسْلَامُهُ إِثْمَ مَا تَقَدَّمَ بِلَا إِشْكَالٍ ثُمَّ قَالَ وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمْ يَرِدْ وَعْدُ الْمَغْفِرَةِ لِلْكَافِرِينَ عَلَى تَقْدِيرِ الْإِيمَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا مُبَعَّضَةً وَهَذَا مِنْهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِاطِّرَادِهِ كَذَلِكَ سِرٌّ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنَّ مَقَامَ الْكَافِرِينَ قَبْضٌ لَا بَسْطٌ فَلِذَلِكَ لَمْ يُبْسَطْ رَجَاؤُهُ فِي مَغْفِرَةِ جُمْلَةِ الذُّنُوبِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي حَقِّ الْمُؤْمِنِينَ كَثِيرًا، وَرَدَّهُ صَاحِبُ الْإِنْصَافِ بِأَنَّ مَقَامَ تَرْغِيبِ الْكَافِرِ فِي الْإِسْلَامِ بَسْطٌ لَا قَبْضٌ وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَقُولَ
لِفِرْعَوْنَ: nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44قَوْلا لَيِّنًا وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَهِيَ غَيْرُ مُبَعَّضَةٍ وَ ( مَا ) لِلْعُمُومِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ وَقَعَتْ فِي الشَّرْطِ.
وَقَالَ بَعْضُ أَجِلَّةِ الْمُحَقِّقِينَ: إِنَّ الْحَرْبِيَّ وَإِنْ كَانَ إِذَا أَسْلَمَ لَا تَبْقَى عَلَيْهِ تَبِعَةٌ أَصْلًا لَكِنَّ الذِّمِّيَّ إِذَا أَسْلَمَ تَبْقَى عَلَيْهِ حُقُوقُ الْآدَمِيِّينَ، وَالْقَوْمُ- كَمَا نُقِلَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ - كَانُوا يَهُودًا فَتَبْقَى عَلَيْهِمْ تَبِعَاتُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ إِذَا أَسْلَمُوا جَمِيعًا مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ فَلَمَّا كَانَ الْخِطَابُ مَعَهُمْ جِيءَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى التَّبْعِيضِ، وَقِيلَ: جِيءَ بِهِ لِعَدَمِ عِلْمِ الْجِنِّ بَعْدُ بِأَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ إِثْمَ مَا قَبْلَهُ مُطْلَقًا وَفِيهِ تَوَقُّفٌ، وَقَدْ يُقَالُ: أَرَادُوا بِالْبَعْضِ الذُّنُوبَ السَّالِفَةَ وَلَوْ لَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ لَتَوَهَّمَ الْمُخَاطَبُونَ أَنَّهُمْ إِنْ أَجَابُوا دَاعِيَ اللَّهِ تَعَالَى وَآمَنُوا بِهِ يُغْفَرُ لَهُمْ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَمَا تَأَخَّرَ، وَقِيلَ: مِنْ زَائِدَةٌ أَيْ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ مُعَدٍّ لِلْكَفَرَةِ، وَهَذَا وَنَحْوُهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجِنَّ
[ ص: 33 ] مُكَلَّفُونَ، وَلَمْ يَنُصَّ هَاهُنَا عَلَى ثَوَابِهِمْ إِذَا أَطَاعُوا، وَعُمُومَاتُ الْآيَاتِ تَدُلُّ عَلَى الثَّوَابِ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ لَهُمْ ثَوَابٌ وَعَلَيْهِمْ عِقَابٌ يَلْتَقُونَ فِي الْجَنَّةِ وَيَزْدَحِمُونَ عَلَى أَبْوَابِهَا، وَلَعَلَّ الِاقْتِصَارَ هُنَا عَلَى مَا ذُكِرَ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّذْكِيرِ بِالذُّنُوبِ وَالْمَقَامُ مَقَامُ الْإِنْذَارِ فَلِذَا لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الثَّوَابِ، وَقِيلَ: لَا ثَوَابَ لِمُطِيعِيهِمْ إِلَّا النَّجَاةُ مِنَ النَّارِ فَيُقَالُ لَهُمْ: كُونُوا تُرَابًا فَيَكُونُونَ تُرَابًا، وَهَذَا مَذْهَبُ
لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَجَمَاعَةٍ وَنُسِبَ إِلَى الْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَقَالَ
النَّسَفِيُّ فِي التَّيْسِيرِ: تَوَقَّفَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ فِي ثَوَابِ الْجِنِّ فِي الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهِمْ لِأَنَّهُ لَا اسْتِحْقَاقَ لِلْعَبْدِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلَمْ يَقُلْ بِطَرِيقِ الْوَعْدِ فِي حَقِّهِمْ إِلَّا الْمَغْفِرَةَ وَالْإِجَارَةَ مِنَ الْعَذَابِ، وَأَمَّا نَعِيمُ الْجَنَّةِ فَمَوْقُوفٌ عَلَى الدَّلِيلِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّ مُؤْمِنِي الْجِنِّ حَوْلَ الْجَنَّةِ فِي رَبَضٍ وَلَيْسُوا فِيهَا، وَقِيلَ: يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَيُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالذِّكْرَ فَيُصِيبُونَ مِنْ لَذَّةِ ذَلِكَ مَا يُصِيبُهُ بَنُو
آدَمَ مِنْ لَذَائِذِهِمْ، قَالَ
النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ : وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمْ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَنَعَّمُونَ فِيهَا بِالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَغَيْرِهِمَا، وَهَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصَرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكِ nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمْ